موضة أجزاء المسلسلات الرمضانية مستمرة.. والمُشاهد الضحية

26 ابريل 2016
باب الحارة (فيسبوك)
+ الخط -
تغرق الشاشات العربية كل عام بعدد كبير من المسلسلات الرمضانية متعددة الأجزاء، فغدت موضة العصر. فما أن يحظى العمل الدرامي خلال شهر رمضان بنسبة مشاهدة عالية وشهرة في العالم العربي، حتى تجمع الشركة المنتجة القيّمين على العمل، وتبدأ بالجزء التالي.

هذه الموضة تغزو الشاشات الغربية أيضا، لكن الفرق بسيط، وهو أن الأجزاء المتعددة والسلاسل المتلاحقة من أي مسلسل غربي يكون محضّرا بقصة محبوكة مسبقا، فالكاتب والمخرج والأبطال يدركون جيدا عدد الأجزاء من البداية حتى النهاية.

لكن شركات الإنتاج العربية لا يعنيهم هذا الأمر بتاتا، فحبكة المسلسل والأبطال والإخراج وغيرها من العوامل التي تساعد على نجاح المسلسل، مسائل ثانوية بالنسبة للمنتجين، وتُحل بقدرة قادر ومن دون تبرير للمشاهد الضحية، فالمهم الربح المادي وعرضه على العديد من الشاشات العربية.

ومن أبرز هذه الأعمال متعددة الأجزاء، سلسلة "باب الحارة" التي تعرض على العديد من الشاشات خلال شهر رمضان. فنجاح أجزائه السبعة ارتكزت على تبديل أبطاله وركاكة الحبكة المنطقية والمبررة للمشاهد. إذ شهد المسلسل في مواسمه الأخيرة مغادرة أكثر من ممثل لأسباب مختلفة، أشهرها مغادرة سامر المصري "أبو شهاب" والذي فتح النار في أكثر من مناسبة على العمل وعلى مخرجه.

إلا أن القائمين عليه صرحوا، منذ أيام، بأن الجزء الثامن سيكون بقالب درامي تشويقي يتميّز بعنصر الإثارة، حيث سيزداد الصراع على الزعامة. كما سيفتقد هذا العام المزيد من أبطاله وممثليه، الذين يعدون من كبار الشخصيات التي سبق وتدخلت لتحلّ العديد من المشاكل في الحارة.


وعلى غرار "باب الحارة"، قرر المنتج المصري محمود شميس تجديد سلسلة "ليالي الحلمية" هذا العام، بالرغم من رحيل كاتبه أسامة أنور عكاشة، الأمر الذي أثار نقاشا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان الخبر وحتى اللحظة.

فالبعض اعتبر أن مسلسل "ليالي الحلمية" توفي مع وفاة كاتبه عكاشة، الذي رحل عام 2010، وأن الجزء الخامس لم يكن ناجحا، فكيف للجزء السادس أن ينجح؟ فيما اعتبر البعض الآخر أن الحكم المسبق على أي مسلسل ليس موضوعيا، ويجب أن نشاهد كي نحكم.

وبالرغم من تعرض الجزء الأول من مسلسل "العراب" إلى كثير من الانتقادات، قررت شركة "كلاكيت ميديا" إنتاج جزء ثان منه، ليعرض خلال شهر رمضان القادم من العام الحالي، لكن بعنوان "تحت الحزام".

تشارك في الجزء الجديد النجمة أمل بوشوشة، بالشخصية نفسها التي أدتها في الجزء الأول، إلى جانب نخبة من النجوم، وسينتقل الصراع في هذا الجزء إلى الجيل الجديد، حيث ستستخدم فيه كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، بحكم طبيعة العمل السلطوية.


وبعد الجماهيرية الواسعة التي حصدها مسلسل "أهل الغرام" في جزأيه الأولين، قررت شركات "ساما" و"03" و"إيبلا"، تصوير الجزء الثالث في بيروت. كما اختاروا الكاتب ممدوح حمادة، الذي انتقل من الساحة الكوميدية إلى الاجتماعية ــ الرومانسية للمرة الأولى في الدراما السورية، الأمر الذي عرّضه إلى كثير من الانتقادات.

وأيضا سيشهد شهر رمضان المقبل، جزءا جديدا من مسلسل "سيلفي" الذي ينتقد التطرّف في مختلف الأمور ويسخر منها، الأمر الذي تسبّب في غضب الكثيرين في المجتمع السعودي والعربي، إلا أنه حظى بنسب مشاهدة عالية تنعكس في كميّة التغريدات التي تحدثت عنه العام الماضي. والمسلسل من تأليف الكاتب خلف الحربي، ومن إخراج الفنان العراقي أوس الشرقي، وبطولة الفنان السعودي ناصر القصبي.

وبعد الإعلان عن الخبر، حظي المسلسل بالعديد من الأسئلة طرحت على مواقع التواصل الاجتماعي وهي: "هل سيحقق سيلفي 2 النجاح نفسه في موسمه الجديد؟ وهل سيكون بالجرأة نفسها؟ وهل سيكون ضمن باقة المسلسلات الرمضانية التي ستعرضها شاشة الـMBC، أم ستشتري قناة أخرى حقوق البث؟". ويبدو أن الإجابة ستأتي مع الأيام القادمة.
المساهمون