في ذكراه..عماد حمدي فتى الشاشة الذي مات وحيدا

28 يناير 2016
جمع ثروة ذهبت أدراج الرياح (العربي الجديد)
+ الخط -
في مثل هذا اليوم قبل اثنين وثلاثين عاماً، رحل النجم المصري عماد حمدي تاركاً خلفه أكثر من مائة وستين عملاً، هي خلاصة مسيرة استمرت لعقود من الزمن وتقاطعت فيها النجاحات بالخسارات، والأحزان بالمسرات.

فقد بدأت قصة عماد حمدي مع السينما حينما تخرج من كلية التجارة وعمل محاسباً في استوديو مصر آنذاك، قبل أن يصبح مديراً للإنتاج، مما أتاح له أن يتعرف على كل النجوم والعاملين في السينما.

وفي عام 1942 دخل مجال التمثيل عبر فيلم "عايدة" الذي كان من بطولة كوكب الشرق أم كلثوم، وأخرجه أحمد بدرخان، ليقفز مباشرة إلى النجومية في الفيلم الثاني "السوق السوداء" عام 1945، ويختطف دور البطولة فيه أمام الفنانة عقيلة راتب التي قدم معها فيلمه الموالي "دايماً في قلبي"، ومنذ ذلك الحين تسلطت عليه الأضواء، وبدأت نجوميته تتسع حتى أصبح يلقب بفتى الشاشة الأول.

ومن أعماله: "موعد مع السعادة"، "جنون الحب"، "المرأة المجهولة"، "أقوى من الحياة"، "قتلت زوجتي"، "وفاء للأبد"، "حب لا أنساه"، وغيرها، ورغم أنه لم يكن على قدر كبير من الوسامة، إلا أنه استطاع أن يصبح نموذجاً أعلى لفارس الأحلام آنذاك وأن يمثل الرجل الطيب الخلوق الذي يقف إلى جانب الخير دائماً، مما حوله إلى رمز من رموز الرجولة الراقية في أذهان الجماهير.

أما على صعيد حياته الشخصية، فقد مرّ بأزمتين لافتتين، الأولى عام 1953، حينما انفصل عن الممثلة شادية عقب زواج دام ثلاثة أعوام فانقطع عن العمل فترة، والثانية بعد أن تزوج الممثلة نادية الجندي عام 1960، وأنتج لها فيلم "بمبة كشر" الذي كان سبباً في إفلاسه، ثم تركته نادية بعد ذلك.

جمع فتى الشاشة الأول ثروة واسعة من وراء الفن، إلا أنها ذهبت أدراج الرياح مع الزمن، ومع تقدمه في السن بدأت الشهرة تخف، وانحسرت أدوار البطولة وأصبح لزاماً عليه أن يقبل بأدوار ثانوية، لكنه استطاع أن يبدع فيها لدرجة أن بعضها بقيت خالدة في ذاكرة المشاهدين، مثل دور "وزير الحشاشين" في فيلم "ثرثرة فوق النيل" الذي تقاضى عنه 700 جنيه فقط وكان أجراً زهيداً، لكنه رضي أن يقدمه لأنه كان بحاجة المال، وهو أمر تكرر كثيراً معه بعد ذلك في أعمال أخرى.


كانت وفاة عماد حمدي حدثاً مأساوياً، إذ أصيب بالعمى وتفرق عنه المريدون وفقد ثروته ونجوميته، ورحل وحيداً في منزله إثر أزمة قلبية يوم 28 يناير/ كانون الثاني عام 1984، وكان عمره آنذاك 74 عاماً.

ومما يروى عن حادثة موته، أن الشيخ متولي الشعراوي حينما شعر بالاكتئاب بلغه ما وصل إليه عماد حمدي من اكتئاب وفقر، زاره ليخفف عنه ويحثه على الرضا بما قسمه الله له، وقد أحدثت هذه الزيارة راحة نفسية في قلب فتى الشاشة، ليتوفى بعد هذه الزيارة بيومين فقط، تاركاً خلفه رصيداً بنكياً ضئيلاً لا يتجاوز العشرين جنيهاً، ورصيداً سينمائياً ضخماً يشكل ثروته الخالدة.

اقرأ أيضاً: دراسة أسترالية: هل مات سكان الفضاء الخارجي؟

المساهمون