سوريون في إسبانيا

22 يناير 2016
تقديم هدايا للأطفال السوريين في إسبانيا (العربي الجديد)
+ الخط -
"ربما لن نستطيع ببساطة أن نغيَّر من سياسة بلادنا، في تعاملها مع اللاجئين السوريين القلائل الموجودين في إسبانيا، والذين أجبرتهم الحرب في بلادهم على تركها، والتحول للاجئين لا يمتلكون شيئاً سوى الحلم بحياة كريمةٍ، وبلاد تؤمّن لأطفالهم الأمان والتعليم والمستقبل الأفضل. لكنّنا قد نستطيع بتعاوننا وبجهدٍ متواضع أن نصنع بسمة على وجه طفل سوري لاجئ حين نقدم له هدية صغيرة بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة”. بهذه الكلمات، وباللغة الإسبانية أوّلاً، ثمَّ بترجمتها إلى العربية افتتحت فعالية تقديم هدايا للأطفال السوريين اللاجئين في مدريد، والتي أقامتها الجمعية الرياضية للاندماج FUNDACION DEPORTE ENTERGRA، بالتعاون مع جمعية دعم الشعب السوري في إسبانيا، والتي سبق لها أن أرسلت ولمدة أربع سنوات الكثير من المعونات الإغاثية والطبية للداخل السوري.

بتواجد عدد من العائلات الإسبانية، ومسؤولين من الجمعية الرياضية للاندماج التي نظَّمت هذه الفعالية، والتي جهَّزت أنواعاً مختلفة من الأطعمة والحلويات التقليديَّة الإسبانيَّة، وبمشاركة عددٍ من النشطاء الإسبان، الذين يعملون في مجال دعم القضية السورية، فَرحَ عدد كبير من الأطفال السوريين، بمجموعة كبيرة من الهدايا، التي كانت من تقديم شركة orange، وشركة SM للكتاب. وتضمنت ألعاباً وكتباً مناسبة لعمر الطفل، وملابس شتوية متناسبة أيضاً مع قياسهم. وقد قام أطفال إسبان بتقديم الهدايا للأطفال السوريين، مع عبارة: "أهلا بكم بيننا، ونحن نتمنى أن نصبح أصدقاء". وقد أشاعت هذه العبارات جواً من البهجة الحقيقية لدى الأطفال.

وفي حوارٍ مع السوريّة، ليلى جندلي، التي تقيمُ منذ فترة طويلة في إسبانيا مع عائلتها، وتعملُ كمنسّقةٍ للجمعية السورية للاندماج قالت لـ "العربي الجديد": "إن وضع اللاجئين السوريين في إسبانيا، هو وضع سيئ فعلاً، مقارنة مع باقي دول الاتحاد الأوروبي. إذ إنَّ إسبانيا تقدّم للاجئ فقط الضمان الصحي، والتعليم قبل الجامعي، والإقامة في أحد مراكز اللجوء لمدة تتراوح بين ستة إلى عشرة أشهر تبعاً للوضع العائلي. وفي هذه الفترة، تقدَّم له تعليماً للغة الإسبانية، ولكنه تعليم بسيط، إذ إنه مجرد ساعة يومياً، كما أنَّها لا تقدم له في هذه الفترة، أي دعم مادي. وبعد انتهاء مرحلة الوجود في مركز اللجوء، تقدم إحدى الجمعيات المدنية الأهلية الموجودة في إسبانيا، والمسماة "ثيار وأكثم" والصليب الأحمر، مساعدات بسيطة لدفع إيجار شقة وذلك لمدة أقصاها أربعة أشهر. وبعدها، يجد اللاجئ نفسه مع عائلته مرمياً في بلد غريب، وبلغة غريبة، دون أية مساعدة وأي دعم نهائياً، وبدون تأهيل جيد وحقيقي لإيجاد عمل".

وتعاني إسبانيا من أزمة اقتصاديّة حقيقيَّة، وتأمين فرص للعمل فيها صعب جداً على الإسبان أنفسهم.
وعن مشاريع الجمعية القادمة تكمل ليلى: "نحن الآن نجهز لفتح مدرسة مجانية لتعليم اللغة الإسبانية للمبتدئين، وإنشاء مكتب يتضمن سوريين مقيمين هنا، سيعملون مثلنا بشكل تطوعي، لتقديم المساعدة في كيفية إيجاد عمل للاجئين، تبعاً لشهاداتهم العلمية ولخبراتهم، ذلك أن البحث هنا كله يتم عبر الإنترنت وباللغة الإسبانية، ويحتاج لخبير ليقوم بهذا العمل ويساعد في عملية تعديل الشهادات العلمية، وربما يكون هذا أقل ما يجب أن نقدمه للسوريين اللاجئين هنا، بالإضافة لعمل الجمعية السورية لدعم الشعب السوري بالمحاولات الدائمة لإيصال المعونات للداخل المحاصر".

فبالتفاتة صغيرة، أحس السوريون اللاجئون، هنا، أنهم ليسوا وحدهم، وأن هنالك قلوبا قد تحميهم من تكرار موتهم الذي تتسابق على إنتاجه سياسات هذا العالم.

إقرأ أيضاً:ممثلة أميركية تساعد في استقبال مهاجرين وصلوا اليونان
المساهمون