عامان على عزل مرسي: كيف كانت اصطفافات الفنانين المصريين؟

03 يوليو 2015
هذه كانت مواقف الفنانين (العربي الجديد)
+ الخط -
"الفن مرآة المجتمع" عبارة تتردد مرات ومرات ونسمعها تقريباً كلما تحدث أحد الفنانين إلى وسائل الإعلام. لكن هل فعلاً يعكس الفنانون وجهة نظر المجتمع والشارع؟ ويؤمنون بأحلام البسطاء؟ أم أنهم في برجهم العاجي يرددون العبارة من دون فهم؟

أحياناً يحرك الفنان البسطاء من الشعب تجاه قضية أو يوجههم لتبني موقف سياسي اتخذه، لما يتمتع به من تأثير نتج عن حب الناس له. ولعل الدور الذي لعبه الفنانون المصريون في 25 يناير و30 يونيو خير دليل على أن مواقف الفنانين يمكن أن تؤثر على حب الناس لهم. فيظهر الفنانون في هذه المواقف من خلال انحيازاتهم، إما بجانب البسطاء، أو بجانب السلطة التي يهرول الكثير للوقوف بجانبها.

مع 30/6 ... ضدّ 25 يناير

فنانون كثر وقفوا في وجه 25 يناير وأيدوا 30 يونيو وعبد الفتاح السيسي. كان أبرز هؤلاء  الممثل حسن مصطفى الذي أعتبر أن "ثورة يناير مؤامرة" وأن هناك "عناصر أجنبية مولت ميدان التحرير بوجبات الكنتاكي". وفي المقابل أيد بعد ذلك بشدة 30 يونيو وصرح بإعجابه الشديد بأغنية "تسلم الأيادي"، وشبهها بأغاني الراحل عبد الحليم حافظ الوطنية. كما أعلن عن حبه وتأييده للفريق عبدالفتاح السيسي وقتها طالباً منه الترشح للرئاسة "للقضاء على الإرهاب" حسب تصريحاته لبرنامج "العاشرة مساء".

أما الفنانة إلهام شاهين فاعتبرت 30 يونيو يوم "استعادة الثورة المسروقة التي خطفها الإخوان من شبابها" حسب تصريحاتها لجريدة "الفجر"، مؤكدة عقب إلقاء السيسي لبيان عزل مرسي، خلال مداخلة تليفونية في برنامج "الحدث المصري" أنها تحملت "عاماً أسود تحت حكم مرسي". وجاء كلامها عن استعادة الثورة، رغم رفضها التام لثورة يناير من الأساس، وخروجها في مظاهرات تأييد لحسني مبارك في ميدان مصطفى محمود، قائلة: "كلمة ارحل عيب" .

الفنانة يسرا لم تختلف كثيراً في موقفها عن إلهام شاهين في ذلك الوقت، فأيدت 30 يونيو والتظاهرات ضد مرسي والإخوان ثم "بكت بكاء شديداً" بعد سماعها بيان الفريق الأول عبد الفتاح السيسي داخل مبنى وزارة الثقافة وسط تواجد عدد كبير من الفنانين في ذلك الوقت. وصرّحت بأن الشعب المصري مارد، "وأثبت أنه هو الذي يحكم نفسه بنفسه معبراً عن الإرادة الحقيقية له"، مشددة على فشل جميع محاولات البعض لتفريق المصريين، وأنه "تم توحيد الصف مرة أخرى".


أما عادل أمام الذي رفض 25 يناير بشدة، عاد وساند بقوة 30 يونيو، وقال عقب بيان الجيش في 3 يوليو وعزل مرسي في تصريحات صحافية لجريدة "الوطن" المصرية: "مبروك علينا مصر التي عادت لنا مرة أخرى، مصر الطيبة المحمية بقدرة الله عز وجل، فشعب مصر عظيم ومبهر، وجيش مصر باسل وجسور، هذه هي الثورة الحقيقية غير المنتمية لأي حزب أو تيار بعينه، ولكنها ثورة كل أطياف المجتمع المصري، مبروك لشباب مصر على ثورتهم المبدعة التي أبهرت كل العالم".


بالهيليكوبتر...

المخرج خالد يوسف عُرف بمساندته لثورة 25 يناير بشكل كبير، واستمرت هذه المساندة عقب تظاهرات 30 يوينو ضد الإخوان عام 2013، عندما أصر على تصوير جموع المتظاهرين في ميادين مصر كلها بالطائرة الهليكوبتر، ثم بثها على الفضائيات "لتشجيع الشعب على المشاركة". أما بعد بيان السيسي في 3 يوليو، خرج يوسف وأكد أن مشهد تظاهرات 30 يونيو "ليس موجوداً في العالم، وأن العدد لا يقل عن 30 مليون متظاهر بالشوارع". مشدداً على أن الحديث حول عزل الإسلاميين في المستقبل أمر غير صحيح وذلك حسبما صرح  لبرنامج "الحدث المصري" الذي يذاع على شاشة "العربية".

أما الفنان عمرو واكد والمعروف بمواقفه الثورية منذ يناير 2011 فتهنئته بعزل مرسي كانت مختلفة بعض الشيء، فقال عبر حسابه الشخصي على تويتر عقب بيان القوات المسلحة الذي ألقاه السيسي يوم 3 يوليو: "ألف مبروك للمصريين، واضح إن الراجل اللي كان بيقطع النور كل يوم اتقبض عليه هو كمان".

أما الشاعر الراحل الخال الأبنودي فوجّه الشكر العميق للشعب المصري، والجيش، والفريق عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، عقب بيان عزل مرسي، مؤكداً أنه سعيد بشكل خاص "لأن الله حقق ما توقعه في أشعار، حيث قال في أحدث قصائده "ويا ريس المركب يا حلاوتك.. ياللي سواقتك عجباني.. من كتر خوفنا على راحتك هنشوفلها ريس تاني".

الفنان تامر حسني والذي سبق وهاجم ثوار 25 يناير، ثم ضُرب في ميدان التحرير بعد نزوله لهم، واعترف حينها بتضليله إبان ثورة يناير، أكد أنه غُرّر به ليدافع عن النظام السابق، ساند 30 يونيو والفريق السيسي قائلاً: "بعدما سمعت بيان الجيش حضر في دماغي أغنية إيهاب توفيق "الله عليك يا سيدي" بس سامعها سيسي،  الله عليك يا سيسييييييييي تحيا مصر" .

أما الفنان هاني رمزي فشارك في تظاهرات 30 يونيو وخرج في مسيرة ضمت كوكبة كبيرة من الفنانين، وقال إنه "متفائل بسقوط النظام، لأن الشعب المصري قال كلمته".

بينما رفعت منى زكي "القبقاب"، احتجاجاً منها على سياسة النظام، واعتبر خالد النبوي أن "المصريين مصممون على صنع مستقبلهم بأيديهم". فيما رفع عدد من الفنانين المشاركين في نفس المسيرة "الكارت الأحمر" في وجه النظام، ومنهم أنغام، كريم عبد العزيز، حسين فهمي، أحمد حلمي، والفنان الكبير جميل راتب، ثم باركت الفنانة يسرا اللوزي عقب خلع مرسي قائلة:  مبروك لمصر التخلص من حكم الإخوان وعقبالك يا تونس، عقبال سورية وليبيا.

إلا حكم العسكر

خالد أبو النجا والذي عُرف من وجوه الميدان منذ أول لحظة رافق فيها الدكتور البرادعي للتحرير في ثورة يناير، أعرب عن انبهاره بالأعداد الغفيرة التي شاركت في تظاهرات 30 يونيو المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، قائلاً عبر حسابه على تويتر: "إن ملايين المصريين يثورون من جديد في كل ميادين الحرية معلنين نهاية أكذوبة الإخوان المتأسلمين في مصر والعالم". مضيفاً في تغريدة أخرى بالإنجليزية: "يوم تاريخي لمصر، والربيع العربي. الثورة مستمرة هذه المرة ضد أنصار قطر وأمريكا والفاشيين الإسلاميين". ليعود بعدها طبعاً، ومع اتضاح الميل القمعي للنظام الجديد إلى معارضته، ما سبب له هجمات كثيرة، وانتقادات.

أما الفنانة المعتزلة حنان ترك فطالبت بانتخابات رئاسية مبكرة حتى لا يعود حكم العسكر ويتم الالتفاف على ثورة يناير، فكتبت على حسابها على "فيسبوك": أدعو د/مرسي أن يدعو لانتخابات رئاسية مبكرة ليس لأنه يجب أن يرحل ولكن حقناً للدماء والفوضى، وعدم رجوع حكم العسكر وإعطاء العهد السابق الفاسد الفرصة للالتفاف على الثورة وكفا أنه يحدث الآن بالفعل بسبب دخول الإخوان في السياسة وعدم الاعتماد ومشاركة قوة الثورة وفقط الاعتماد على أنفسهم".

المساهمون