الجيل الأخير من الراقصات اللبنانيات

23 يوليو 2015
راقصات الجيل الجديد مغمورات (Getty)
+ الخط -
عرفت بديعة مصابني الشهرة من مصر. الراقصة الاستعراضية اللبنانية ومكتشفة المواهب لم تعرف في بلدها عصراً ذهبياً كذاك الذي شهدته في القاهرة. ولكن لا يمكن التغاضي عن سنوات الحرب الأهلية اللبنانية التي حملت نخبة من الراقصات اللواتي جعلن الحرب أقل قسوة في ليالي اللبنانيين.
برزت منذ أواخر السبعيينات، وحتى منتصف التسعينيات مواهب عدة في عالم الرقص الشرقي في لبنان. أسماء كثيرة خطّت بنجاح حكايات من الشهرة والتألق، حتى قيل إن لبنان بلد لا يجيد الحياة في عز الحرب فحسب، بل يجيد الرقص البلدي على أصوله على وقع تساقط القذائف على عاصمة قُسّمت على شطرين. وسنستعرض أسماء راقصات برزن آنذاك، ولم ينسهنّ اللبنانيون بعد. هؤلاء الجميلات نجحن في توحيد اللبنانيين، بينما كان صوت الرصاص بين "بيروت الشرقية" و"بيروت الغربية" يصدح في سماء العاصمة.

هويدا الهاشم

أسرت الراقصة هويدا الهاشم المشاهدين، حين أطلت على شاشة "المؤسسة اللبنانية للإرسال" في عام 1986. لم نكن أمام راقصة تقليدية لا شكلاً ولا أداءً. كانت كأنها تتحّدى الطبلة، حين كان أشهر قارعي "الدربكة" اللبنانيين، "ستراك" يلاعب خصر الراقصة الموهوبة. سرعان ما انتشر اسم هويدا بين المرابع الأشهر في لبنان حينها، ورقصت على أنغام المطرب جورج وسوف وكبار المطربين غيره، واشتهرت تحديداً برقصتها على أغنية "ما يهمنيش" للفنان ملحم بركات. ظلّت الهاشم على عرشها هذا، قبل أن تختفي في أواخر التسعينيات، وحيكت حولها أكثر من رواية.

داني بسترس

أثارت بسترس الجدل حول شخصيتها الجريئة، أسلوب حياتها، وطريقة رقصها. فداني تتحدر من إحدى أرقى العائلات البيروتية المسيحية وأكثرها محافظة، لكنها تمردت على جوها العائلي، واتجهت نحو الرقص. الفنانة الاستعراضية سجلت حضورها في برامج الطرب على الشاشة، وكذلك في النوادي الليلية الكبيرة. لم تكتف بسترس بتسجيل اسمها كراقصة ماهرة جداً، بل دخلت عالم التمثيل من خلال مسرحية "ومشيت بطريقي" أمام الفنان ملحم بركات في عام 1995. داني غادرت عالم الرقص بتمرد كما دخلته، بعد أن أطلقت على نفسها رصاصة من مسدس إثر دخولها في حالة إحباط شديد في عام 1998 نتيجة وفاة وحيدها.

أماني

برزت أماني في تسعينيات القرن الماضي، ويكفي أن نردّد أغنية "حلاوة" الصعيدية حتى نستذكر إحدى أجمل لوحات الرقص الشرقي لها. جهدت أماني في سبيل بناء مدرسة للرقص الشرقي، ونجحت في أن تقدم الاستعراض على مسرح فعلي بعيداً عن المرابع الليلية. عدا عن موهبتها، أماني لفتت المشاهدين بثقافتها ومعرفتها بخلفية عالم الرقص في الحضارة العربية، وقدمت لوحات عدّة تعتمد على السرد التاريخي.




ناريمان عبود

حين قدم الفنان اللبناني، وسام الأمير، أغنيته "حبة حبة بالدلال يا بو العيون السود"، كانت الراقصة ناريمان عبود تقدم استعراضاً لافتاً ومميزاً على أنغامه. فناريمان التي تزوجت وسام الأمير، عادت بالرقص مجدداً إلى طابعه البلدي، وتحديداً على إيقاع المواويل. إطلالة ناريمان الساحرة أسرت المشاهدين فترة طويلة، قبل أن تنقطع عن الظهور بعد الزواج، إلا في بعض المحطات الخجولة، آخرها كان منذ عامين. على الرغم من عدم معارضة الأمير، لكن ناريمان آثرت العائلة على العالم الذي ذاعت منه شهرتها الواسعة.





سمارة

لعلّ سمارة، هي آخر عنقود ذاك الجيل من الراقصات اللبنانيات. عُرفت سمارة برقصها على أغاني أم كلثوم، ومقدمات محمد عبد الوهاب الموسيقية، وتميزت ببدلات رقصها المختلفة. أقامت سمارة معهداً في البرازيل لهواة الرقص، واختفت شيئاً فشيئاً عن الساحة الفنية، بعدما انطلقت منتصف ثمانينيات القرن الماضي.




ولعلّ القاسم المشترك لهذا الجيل من الراقصات، كان وسم ليالي اللبنانيين بالألق والفرح في عز الحرب. قلة لا تعرف أن المخرج اللبناني، سيمون أسمر، كان خلف تلك الكوكبة من النجمات محفزاً وداعماً و مصراً على إشراكهن في ليالي الطرب وبرامج الترفيه على شاشات "المؤسسة اللبنانية للإرسال" بعد انطلاقها عام 1985. بعد هذا الجيل، لم يقدم لبنان راقصات في مستوى النجمات الخمس، وقد يكون السبب إما عدم وجود اسم كسيمون أسمر أو قلة المواهب على خشبة الرقص الشرقي.

إقرأ أيضاً: تامر أمين يكره الراقصات الشرقيات... و"يفتي" بالأخلاق




المساهمون