الصابون.. اختراع سومري خطفته فرنسا

15 يونيو 2015
صابون بلدي مُعطّر (Getty)
+ الخط -


كلمة صابون، savon، مصطلح لاتيني مشتقّ من "صافو" بمعنى تنظيف، وتم اختراعه قبل 5000 سنة، إذ وجدت ألواح طينية سومرية جنوب العراق تحتوي على طريقة صناعة هذه المادة، التي انتقلت بعد ألفي سنة إلى الفينيقيين، الذين كانوا يصدّرون الصابون عبر سفنهم، وازدهرت تجارته في موانئهم، كما وجدت بعض البرديات الفرعونية التي أشارت إلى تنظيف الجسم من خلال فرك الجلد بالأملاح والنترون.

فيما بعد، انتشرت هذه الصناعة في سورية واليونان ومدينة مرسيليا الفرنسية التي ما زالت إلى يومنا هذا تشتهر بصناعة ما يسمى "صابون مارسيليا". ولعل هذا كان السبب في جعل المؤرخ الروماني بلينيوس الأكبر ينسب صناعة الصابون إلى بلاد الغال، غير أن المصادر الأخرى تؤكد أن هذه الصناعة تم استيرادها من السومريين والفينيقيين، وأنها قامت في فرنسا بعد ذلك واستندت في بداياتها على ما تنتجه مدينة غاليوبولي الإيطالية من زيت زيتون حتى القرن التاسع، لتعتمد مرسيليا بعد ذلك على على مزارعها، لكن أول مصنع لإنتاج الصابون تم فتحه في مدينة تولون عام 1430، وارتفع عدد هذه المصانع إلى 6 عام 1600، ثم إلى عشرين مصنعا عام 1650، لتصبح المدينة رائدة في تصديره مما ساهم في ازدهار تجارتها، وفي عام 1906 ظهر لأول مرة مسحوق الغسيل الذي اخترعه عالم يدعى جول رونشتي.

أما "الشامبو" فله قصّة مختلفة، إذ ظهر لأوّل مرّة عام 1814 بفضل رجل هندي، يدعى شيخ الدين محمد، حيث فتح في مدينة برينغتون حماماً عاماً، قدّم فيه لزبائنه خدمة استخدام مادة "شامبي"، التي يعود أصل تسميتها إلى كلمة سنسكريتية هي "شامبنا"، بمعنى التدليك بزيت زهرة الشامبنا، الذي استخدم في الهند كملطّف للشعر، وسرعان ما حاز الاختراع على إعجاب الناس وانتشر حول العالم. قبل ذلك، كان الناس يغسلون شعرهم بنقيع الصابون والزهور والأعشاب العطرية المغلية، قبل أن يصبح صناعة قائمة بحد ذاتها، وتتطور تركيبته عام 1930 لتكون أقرب إلى ما نستخدمه اليوم.
دلالات
المساهمون