رامي.. طفل فلسطيني في الرابعة يحترف "الدبكة"

02 مايو 2015
رامي في الصدارة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
إكتشفت والدة رامي، وفاء ياغي، موهبة ابنها قبل نحو عام، عندما كان يقلّد حركات إخوته الثلاثة الملتحقين بفرقة "العنقاء" للفنون، سواء أثناء ممارستهم التدريب داخل المنزل أو مشاركتهم الميدانية في الفعاليات المختلفة، إلى جانب مشاهدته المكثفة لمقاطع فيديوهات عن الدبكة عبر موقع "يوتيوب" على الإنترنت.

تروي وفاء لـ"العربي الجديد" أن أكثر ما يلفت انتباهها في ابنها، هي قدرته العالية على تقمص شخصية الفنان الذي يقلده وأجواء المشهد، فإن كان العرض على وقع أغنية وطنية ثورية، يستحضر رامي علامات الجدية، أما إن كان العرض عن الطفولة فتظهر عليه مظاهر السعادة والتفاعل المرح مع كلمات الأغنية.

وتضيف: "لمست مع مرور الوقت قدرة كبيرة ورغبة شديدة لديه لتعلّم الفنون الاستعراضية والدبكة الشعبية". وفسّر الطفل رامي لـ"العربي الجديد" أنه كان يراقب حركات وتمارين أخيه الكبير، محمد، أثناء عروضه المتنوعة مع فرقة العنقاء، وكان يقلّد بعض الفنانين المحليين بعدما يشاهد لهم بعض مقاطع الفيديو، الأمر الذي زاد من اندفاعه لتعلُّم الدبكة الشعبية تحديداً، والفنون الاستعراضية بشكل عام.

موهبة ياغي في الفنون الاستعراضية لاقت إعجاباً كبيراً من الفنان في فرقة "العنقاء"، محمد عبيد، الأمر الذي دفعه إلى ضمّه لطاقم الفرقة، التي تدمج بين الأصالة والمعاصرة، والمكوَّن من 27 شاباً وشابة، مع تخصيص بعض الساعات الأسبوعية لتطوير قدرات رامي وصقل موهبته الفنية.

ووصف عبيد موهبة رامي بـ"المعجزة الفنية الناشئة"، أهمها سرعة بديهته وشخصيته الجذابة، إلى جانب الثقة بالنفس وحضوره القوي على المسرح، متوقعاً مستقبلاً مميزاً له يؤهله للمشاركة في برامج المواهب العربية المختلفة.

يوضح عبيد لـ"العربي الجديد": "رغم أن عمر رامي لا يزيد عن أربع سنوات، إلا أنه يجد نفسه مولعاً بفنون الدبكة وفن الاستعراض لفرقة العنقاء للفنون، الذي بات يحفظ العديد من لوحاتها الفلكلورية وفقراتها الفنية وعروضها المتعددة عن ظهر قلب ليطبقها في بيته ثم في تدريبات الفرقة".

تعرّف الفنان عبيد إلى الطفل رامي من خلال المهرجانات والأنشطة المحلية، التي كان يحضرها برفقة والدته أو أخوته، وحينها كان يلاحظ عليه تطبيق حركات الفنانين بشكل بارع مع ايماءات الجسد وتعابير الوجه، التي تختلف من فنان لآخر، بجانب انسجام كل حركة مع الموسيقى.

يشير الفنان محمد إلى أن الطفل رامي يُعدّ حالة نادرة في قطاع غزة، الأمر الذي يدفع الفرقة إلى توفير الحاضنة الكاملة لاستيعابه وتغذيته بالأساسيات اللأزمة، خاصةً وأنه يمتلك أغلب خصائص الفنان الصاعد ومؤهل لكسب صفات الفنان بشكل كامل خلال فترة زمنية وجيزة.

ويستعد الطفل رامي للمشاركة في أول فعالية محلية بمهرجان أريحا للتسوق والفنون، خلال الشهر الجاري، إن سمح الاحتلال الإسرائيلي بخروج الفرقة إلى الضفة الغربية عبر معبر بيت حانون/إيريز الحدودي، شمال القطاع.
المساهمون