مائة وخمسة أعوام بلا تلفاز ولا سيارة

في الشهر القادم، مارس/آذار، يحتفل المعمّر الدنماركي بول أرنولد هانسن بعيد ميلاد الـ105. هانسن لم يقتن تلفازاً طيلة حياته، ولم يتعلّم قيادة السيارة. ويقول إنه لم تستهوه مشاهدة التلفاز: "كان سيمنعني من الاستمتاع بقراءة الكتب والصحف".

وبحسب ما يتذكر فإنه لم يقض وقته في ترتيب حديقة بيته، وأهم عامل من عوامل الصحة وتنشيط الذاكرة، هو المشي بالنسبة إليه، كما أنّ الكتب على أنواعها من الروايات والأدب عموماً جعلته أكثر سعادة، وكان دوماً يقرأ الصحف أيضاً.

وعن زوجته الراحلة يقول هانسن: "بقينا معاً 69 سنة من الزواج إلى أن توفيت، لم نكن نتفق كثيراً، ولا في كلّ شيء، لكننا لم نكن قادرين على التخلّي عن بعضنا". زوجته التي توفيت في 2013 كانت تلميذته في المرحلتين الإعدادية والثانوية.

يقول: "كانت تلميذةً مجتهدة، أحببتها وأحبتني. أرادت مواصلة التعليم لكنني أنا وأبوها القس في الكنيسة القريبة اتفقنا عام 1944 أنه من الأفضل لها أن تكون ربة منزل. صبرت مدة 55 سنة، لتكون لديها حديقة صغيرة، وحصلت عليها في النهاية".

عمل هانسن مدرساً لمادة التاريخ وتقاعد عام 1974، وكان هو وزوجته ناشطين في منظمات السلام، ويشاركان دائماً في المظاهرات التي تشهدها كوبنهاغن. اعتاد على الذهاب مرةً واحدةً في الشهر إلى الكنيسة، ويعتبر ذلك مهماً، إذ يقول: "لمقابلة هؤلاء الذين يؤمنون بما أؤمن به".

ينصح هانسن الأجيال الجديدة بأن تدرك كيف تستخدم وقتها: "سجلوا يومياتكم، وأخرجوا ما في داخلكم"، ويُرجع هانسن الفضل في عمره المديد أيضاً إلى المشاجرات التي كانت تنشب بينه وبين زوجته، ويقول إنها كانت تُخرج ما في داخله من غضب.