عود مفيد نعمة "الرباعي"

04 ديسمبر 2015
رباعي العود (العربي الجديد)
+ الخط -
يعتبر "العود" آلة رئيسية في التخت الموسيقي الشرقي، وهو من أهم الآلات الموسيقية الشرقية، وكان منتشراً في أوروبا من أكثر من 500 عام، إلا أنه اختفى بعد انتشار آلة الغيتار والبيانو، ولعلّ المشاهد الأثرية للعود في بلدان أوروبية عدة تدل على مدى انتشاره في تلك الحقبة.

ولم يجد العود له مكانة في الأوركسترا الحديثة لأن مساحته الصوتية لا تتلاءم مع المساحة الصوتية اللازمة لعائلة موسيقية، إلى أن حصل الموسيقي اللبناني مفيد نعمة براءة اختراع عن مشروعه الموسيقي "رباعي العود" في العاصمة النمساوية "فيينا".


مفيد نعمة، مؤلف موسيقى لبناني من بلدة طير دبا قضاء مدينة صور في جنوب لبنان، ولد في مدينة صيدا وتعلم الموسيقى عندما كان في عمر الخامسة عشرة، وأتم تعليمه الأكاديمي في المعهد العالي للموسيقى "كونسرفتوار" في بيروت اختصاص موسيقى شرقية، وقد أتقن العزف على آلة العود، وهو مقيم حالياً في النمسا، حيث يدرّس آلة العود ونظرية الموسيقى في الشرق الأوسط في المركز الثقافي العربي النمساوي في فيينا، وهو عضو في فرقة مجموعة الشرق النمساوية، وعضو في جمعية المؤلفين الموسيقيين في لبنان وفرنسا.

إقرأ أيضاً:ثنائي تجمعهما مدرسة الموسيقى ويميّزهما أساتذتها

يقول مفيد نعمة لـ "العربي الجديد": كان حلمي الذي كان يراودني منذ أكثر من 20 عاماً أن أطور آلة العود كي تدخل العالمية، والهدف هو إعطاء عائلة موسيقية لهذه الآلة التي يفوق عمرها خمسة آلاف سنة، ومن المعروف أنه في التأليف الموسيقى عندما تعطي مساحة أكبر للصوت تستطيع أن تخلق جُملاً موسيقية جديدة وخيالاً جديداً، لأن الأرشيف العربي هو أرشيف غنائي، كما أردت أن يكون هناك شيء خاص بنا يتكوّن منه أرشيفنا الموسيقي.


ويتابع: الفكرة كانت عندما كنت طالباً في "الكونسرفتوار" وكان أخي مخلص أستاذاً في المعهد، وكنت أسمعه دائماً يردد أنه لابد من تطوير آلة العود ويجب أن يكون لها عائلة، فترسخت الفكرة في رأسي وصرت أبحث عن أهمية وجود عائلة للعود، لأنه لا يمكن أن تتطور الموسيقى من دون تطور الآلات الموسيقية، والغرب طّور الربابة التي كانت شائعة في القرن السابع عشر لتتكون العائلة من الكمان والتشيلو والكونتروباص وصارت تستخدم جميعها في الأوركسترا.


يضيف نعمة، ينظر الناس إلى العود على أنه آلة تراثية ولم يكن من ضمن الآلات الموسيقية في الأوركسترا العالمية مع أن العود يحمل مخزوناً هائلاً، ولكن بعد هذا الإنجاز استطعنا أن نرى آلة العود في الأوركسترا العالمية المؤلفة من 101 عازف، فالآلات الجديدة الأربعة (باص، تينور، ألتو، سوبرانو) تغطي المساحات الموسيقية التي تتطلبها الأوركسترا الحديثة، وتتجاوز المساحة الصوتية الغنائية التي لا تتجاوز عادة الأوكتاف والنصف لتصل إلى سبعة أوكتافات ونصف، هي مساحة التأليف الموسيقي الحديث، لتخرج بذلك آلة العود التاريخية من النمطية الغنائية أحادية الصوت نحو فضاء رحب، وتعيد لها مكانتها بين العوائل الموسيقية التي تعتبر آلة العود بالتحديد هي أصلها.

إقرأ أيضاً: "عايزة أعيش" بطولة التوزيع والكلام
دلالات
المساهمون