كورال الفيحاء: تراث عربي بحناجر لبنانية

29 ديسمبر 2015
كورال الفيحاء (العربي الجديد)
+ الخط -
عُرف الغناء الجماعي منذ قرون، لكن الإنشاد الجماعي تاريخياً ارتكز على التلاوات للأناشيد الدينية، وتطوّر مع الأيام ليدخل المسارح وتنتشر الكورالات الغنائية، واشتهرت فرقاً عربية كبيرة مثل فرقة عبد الحليم نويرة المصرية، وسليم سحّاب اللبنانية، وكانت ترافقها الآلات الموسيقية.
بالمقابل انتشر الفن الكورالي الغنائي في العالم من دون آلات موسيقية، ولم يكن معروفاً في الوطن العربي.

إقرأ أيضاً:"كورال "سوار" يشارك "تقسيم تريو" التركي في "كتارا"

أسّس المايسترو باركيف تاسلاكيان ذو الأصول الأرمينية فرقة "كورال الفيحاء" عام 2003 في مدينة طرابلس (شمال لبنان) التي تُسمى "الفيحاء" نظرا لفواح أريج الليمون فيها في مواسم الإزهار، وبعد عامين من تأسيس الفرقة استطاعت أن تحصد الجائزة الثانية في مهرجان بولونيا عام 2005 ونالت أيضا في "مهرجان وارسو" أحد أهم مهرجانات الكورال في العالم، جائزتين دفعة واحدة عام 2007، جائزة أفضل فرقة في المهرجان، وجائزة أخرى نالها تاسلاكيان كأفضل مايسترو.

يتشكل "كورال الفيحاء" من حوالي أربعين شاباً وصبية ينتمون إلى مختلف الفئات والأديان والمناطق اللبنانية، ويضم أيضاً فلسطينيين من المقيمين في لبنان وخاصة في المخيمات الواقعة شمال لبنان، ينشدون على طريقتهم التراث العربي، اللبناني والعراقي والفلسطيني والسوري والمصري وحتى الأرميني، حناجرهم البشرية هي التي تعزف الموسيقى وتؤدي الكلمات وتصنع الإيقاع، وهذه الطريقة تسمى "الأكابيلا" حيث حملها الأرمن المهاجرون إلى لبنان، ونشأ عليها تاسلاكيان، لكنه أخرجها بأسلوب جديد.


الفرقة تغني الأندلسيات، والقدود الحلبية، والرحابنة، وسيد درويش وزكي ناصيف وكل ما هو تراثي عربي، لكن بتوزيع جديد ومميز للدكتور إدوارد طوركيان الذي يملك خبرة واسعة في الإنشاد الجماعي، ولعل من أهم التحف الفنيّة التي يقدمها الكورال هي أغنية "زهرة المدائن" للسيدة فيروز حيث بمقدور المستمع أن يتمتع بأجواء القدس وكأنه يعيشها ويتنفسها، فهي خليط من التراتيل الكنسية، سريانية، مارونية، أرثوذوكسية، تختلط بصوت الأذان ونشيد "طلع البدر علينا".

إقرأ أيضاً:"كورال حنين".. سوريات في تركيا يغنّين التراث
دلالات
المساهمون