أي فيلم مصري في الأوسكار؟

05 أكتوبر 2015
رسائل البحر (فيسبوك)
+ الخط -
حيرة وتوتر شديدان يعيش فيهما صنّاع السينما في مصر بسبب ضيق الوقت المتبقّي، الذي يعانون منه، لأنّه غير كافٍ لاختيار فيلم مصري كي يمثّل مصر خلال المشاركة في حفل توزيع جوائز أوسكار السينما الأميركية، وذلك ضمن قسم مسابقة "أفضل فيلم أجنبي".

من هي اللجنة؟

تتكوّن لجنة الاختيار هذا العام، التي اختارها نقيب السينمائيين مسعد فودة، من النقّاد السينمائيين سمير فريد، وطارق الشناوي، وكمال رمزي، والمنتج محمد العدل، والمخرجة هالة خليل، إضافة إلى لسينارست عبد الرحيم كمال، والمخرج علي بدرخان، والمصوّر سعيد الشيمي، والمخرج محسن أحمد.
بعد الاستقرار النهائي على اسم الفيلم المرشّح سيتمّ ترجمته إلى اللغة الإنكليزية، من ثم إرسال نسخة منه إلى الجهة المعنية.
ومن شروط الترشّح أن يكون الفيلم قد عُرض سبعة أيام متتالية في دور العرض على الأقلّ، وألا يكون فيلماً تلفزيونياً أو وثائقياً بل سينمائياً روائياً طويلاً فقط. ويجب أن يكون الفيلم قد تمّ إنتاجه خلال عام واحد فقط. لذا سيتم هذا العام اختيار واحد من الأفلام التي عُرضت داخل دور العرض خلال الفترة الممتدّة من سبتمبر/أيلول 2014 إلى سبتمبر/أيلول 2015.

حيرة النقاد

وقد علمت صحيفة "العربي الجديد"، على لسان أحد العارفين، وقد طلب عدم نشر اسمه، أنّ أحد أعضاء اللجنة المعنية باختيار الفيلم، المرشح الناقد طارق الشناوي قال "إنّه لا يستطيع الإعلان عن الأفلام المتقدّمة حالياً، وإنّه سيفاضل فقط بين فيلمين، وكلّ عضو من لجنة التحكيم سيكون لديه فيلمان، ومن بعد مشاهدة كلّ عضو ما عليه مشاهدته، سيتمّ عقد اجتماع للجنة للاتفاق على اسم فيلم واحد لترشيحه، وفي حال عدم اتفاق اللجنة على اسم فيلم واحد سيتم اللجوء إلى التصويت". وأوضح المصدر الخاصّ أنّ اللجنة "ستعقد اجتماعها المفترض في 15 أكتوبر/تشرين الأوّل الجاري، تطبيقاً لما قرّرته نقابة السينمائيين المصريين.
وعن إمكانية اختيار فيلم تجاري لترشيحه إلى جوائز الأوسكار فقد تمّ رفض ذلك العرض رفضاً نهائياً، "لأن الأفلام التجارية ليست مناسبة أبداً للعرض في مسابقة مثل الأوسكار".

ثلاثون ترشيحاً

وكانت مصر قد سبق وقدّمت ما يزيد عن الثلاثين مرّة بالترشّح لجائزة الأوسكار لكنّها لم تحصل ولو مرّة واحدة على الجائزة. واعتبر صنّاع السينما أن ّمجرد الترشّح لمثل هذه المسابقة شرف. ومعظم الأفلام التي تقدمت بها مصر كانت من إخراج المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين.
كان أوّل فيلم تم ترشيحه هو "باب الحديد" عام 1958، وتنافست أيضاً في مسابقة أفضل فيلم أجنبي "بلغة غير الإنكليزية" أفلام مصرية عدّة، منها: "دعاء الكروان" و"زوجتي والكلب"، و"المومياء"، و"أسرار البنات"، و"بحب السينما"، و"أهل القمة"، و"رسائل بحر"، و"عمارة يعقوبيان"، وغيرها من الأفلام.

خلافات العام الماضي

وكان آخر فيلم تمّ عرضه في الأوسكار العام الماضي هو فيلم "فتاة المصنع" للممثلة ياسمين رئيس والمخرج محمد خان. وحينها أيضاً وقعت خلافات كثيرة. فقد أحدث ترشيح "فتاة المصنع" خلافاً سينمائياً، حين تنافس مع فيلمي "فرش وغطا" لآسر ياسين والمخرج أحمد عبد الله، و"فيلا 69" لخالد أبو النجا ولبلبة، والمخرجة آيتن أمين.
فبعد إعلان اسم الفيلم كتب منتج الفيلمين محمد حفظي، على صفحته في فيسبوك: "تم إلغاء التصويت وتأجيل إعلان نتيجة اختيار الفيلم المصري، بعد اكتشاف الجهة المسؤولة فيلمين استبعدا بالخطأ، وسيعرضان على لجنة الاختيار وإعادة التصويت مرة أخرى. وكوني منتج هذين الفيلمين، لا يمنع سعادتي بالإعلان عن اختيار (فتاة المصنع)، لأنه فيلم يرتقي إلى مستوى الحدث".
المخرج، محمد خان ردّ على فيسبوك فكتب: "كانت هناك محاولة بائسة لإيقاف اشتراك "فتاة المصنع" في مسابقة الأوسكار من طرف مخرجٍ اشتكى أن فيلمه، الذي تقدم به إلى لجنة الاختيار، لم تشاهده اللجنة، والواقع أن هذا بالفعل حدث خطأ من موظف وصله من المنتج طلب يشمل 3 أفلام من إنتاجه للعرض على لجنة الاختيار..، وبالفعل تم اجتماع طارئ لمراجعة الأفلام المتقدمة، ومن ضمنها فيلم المخرج، وتم مرة ثانية بالأغلبية ترشيح "فتاة المصنع" للاشتراك في الأوسكار، وما نفتقده اليوم هو روح رياضية واحترام للزمالة، وأرجع وأقول فرق أجيال".
لكن بعد دخول فيلمي محمد حفظي، فاز "فتاة المصنع" بالترشح للأوسكار مرة ثانية، وبارك حفظي لخان قائلًا: "مبروك ترشح فيلم (فتاة المصنع) مرة ثانية بعد 48 ساعة".

المطالبة بالتنوّع

في المسابقة الأميركية أيضاً خلافات ودعوات إلى التنوّع. فقد طالبت رئيسة أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية في الولايات المتحدة الأميركية، شيريل بون إيزاكس، بتنوّع أكبر في الترشيحات، بعد خلاف حول الأسماء المرشّحة للفوز بالجوائز هذه السنة.
ودائماً يكون هناك مشكلة في غياب الفائزين من ذوي البشرة السمراء، وفي غياب السيّدات. هذا العام أيضاً عشرون مرشّحا عن فئات التمثيل، كلّهم من ذوي البشرة البيضاء، ولا سيّدات في فئتي الإخراج والسيناريو، ما رفع من حدّة الانتقادات. خصوصاً أنّ أيزاكس أميركية من أصل أفريقي.

#Oscarsowhite

وقد انتشر وسم (هاشتاغ) #Oscarsowhite أي #الأوسكاء_الأبيض على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن أسماء المرشّحين. وانصبّ النقد في الاعتراض على استبعاد فيلم "سلما" الذي يروي قصّة حياة المناضل من أجل حقوق الأميركيين من أصل أفريقي في الولايات المتحدة، مارتن لوثر كينغ. وقد أعلن أحد أبطاله، ويندل بيرس، بعد الإعلان عن المرشّحين خلال حفل جائزة اختيار النقّاد، إنّ من سشاهدون الفيلم ستصيبهم الدهشة لعدم ترشيحه.
المساهمون