عندما كانت السينما العربية دليلاً سياحياً

30 سبتمبر 2014
الأقصر شاهدة على تصوير فيلم "صراع في النيل"(العربي الجديد)
+ الخط -
الدول التي تملك من المحيط إلى الخليج مئات المواقع الأثرية الساحرة والطبيعية المدهشة، لم تستطع استثمار سوى جزء قليل منها. ولعلّ قسم كبير من المسؤولية يقع على عاتق "السينما" العربية التي لم تستطع مثل نظيرتها الأجنبية أن تسوّق فعلياً هذه المناطق، ما عدا أعمال قليلة. منها فيلم "صراع في الوادي"، حيث ظهر عمر الشريف للمرّة الأولى في 1954، وأخرجه يوسف شاهين. وهو من أهم الأفلام في تاريخ السينما العربية، إذ تجاوز الأداء السينمائي الجميل لعمر الشريف وفاتن حمامة، إلى أداء أجمل قدّمه المكان الساحر المسمّى "صحراء سقارة" على بعد 22 كلم جنوب القاهرة.

"صراع في النيل" لا يتشابه مع اسم فيلم "صراع في الوادي" فقط، بل في استخدام المكان كجزء من المشهد السينمائي. تمّ تصويره اعتماداً على سحر منطقة الأقصر التي تُعدّ وجهة سياحية عالمية، وكان من إخراج عاطف سالم في 1959. "شاطئ الغرام" في 1950 أظهر ليلى مراد وهي تغنّي بصوت راقٍ لشواطئ مرسى مطروح. وما تزال أغنيتها "بحب اتنين سوا، الميّة والهوا"، محفوظة في ذاكرة الأجيال إلى اليوم. وقد كان العمل من إخراج هنري بركات.
يعتقد كثيرون أنّ موضة "التصوير في لبنان" انطلقت في السبعينيّات، في حين يتذكّر قليلون بداياتها الحقيقية مع أفلام الأبيض والأسود، ومنها: "إسماعيل ياسين في لبنان"، و"مصري في لبنان "، و" قبلة في لبنان" من بطولة أنور وجدي وإخراج أحمد بدرخان في 1947. وبعد هذه "القُبلة" أصبح لبنان "قِبلة" أولى وراجت موضة التصوير فيه، حتى أصبح وجهة سياحية وفنيّة بين 1962 و1978.
إضافة إلى لبنان نجد تونس أيضاً كمحطة رائجة للسياحة السينمائية، فقد تمّ تصوير أجزاء من أفلام كثيرة خلال السبعينيّات، مثل: "الحب الضائع"، بطولة رشدي أباظة وزبيدة ثروت وسعاد حسني في 1970.
ثم ابتعدت السينما العربية عن المكان العربي شيئاً فشيئاً، وبدأت تبحث عن مدن أخرى كما في "أمريكا شيكا بيكا" و"أفريكانو" و"حرب إيطاليا" و"همام في أمستردام"... بعد أن تناسى المخرجون العرب أنّ السينما هي الدليل السياحي الأفضل في العالم.
المساهمون