مسلسل "حلاوة الروح".. خطاب درامي يمثل الجميع ولا يجمعهم

27 يونيو 2014
مكسيم خليل
+ الخط -
يُرضي مسلسل "حلاوة الروح" شرط السوق الإنتاجي، وما يمليه الضمير الفني، حين يكون مطلوباً منه أن يكون صوت الناس في آن معاً، فيقارب عبر توليفة ممثلين من لبنان وسورية ومصر تداعيات "الربيع العربي" في دراما يصفها مخرج العمل شوقي الماجري بأنها "اقتراح جمالي، إنساني وفني". العمل "لا يحكم على مرحلة ولا يحاكمها. هو يعالج ويعايش حالات حقيقية واقعية" يقول الماجري.

هي حكاية حب.. وحكاية أب وأبنته وما تمليه هواجس إثبات الذات بينهما من صراع بين الأجيال.. وهي حكاية عن كواليس الإعلام والتجاذبات التي تتحكم برجالاته.. هي قصص ثلاث تنشأ على خلفية الأحداث الدائرة في المنطقة العربية ككل، وخطوط درامية رئيسة لمسلسل يتناول تداعيات الربيع العربي، وانعكاساتها الإنسانية والمعاناة التي ترتبت عليها، الأمر الذي سيجعل من مسلسل يتناول "الربيع العربي" دراما اجتماعية عاطفية، وكأن المسلسل يعلن منذ البداية أنه يقف على حواف الحدث العربي الساخن، ومهما تورط في روي أحداثه سيبقى على الحياد تجاهه، فلا يعلن عن موقف مع جهة من دون أخرى، ولا يقوم بتشريح ما حدث ويحدث...حاله في ذلك حال بطله الفنان خالد صالح الذي يلتقط "البروموشين "الترويجي للعمل جملة له في سورية، يقول فيها: "جئت لأفعل ما لم أفعله في حياتي، جئت لآخذ ابنتي في حضني"..وتلك الجملة تبدو مفتاحاً لفهم عبارة يرددها كاتب العمل رافي وهبي في لقاءاته الإعلامية عن العمل، بالقول: إننا"سعينا لأن نكون محايدين، وليس صامتين"، وبالتالي فهم معنى أن يكون محايداً وقد كتب "سنعود بعد قليل" و "حلاوة الروح" انطلاقاً من "تجارب شخصية ولو على صعيد المشاعر والأحاسيس والتأثير" كما يقول وهبي.

الخيار على هذا النحو يفترضه من جهة واقع فني لأسلوب التعامل درامياً مع أحداث لم تنته على الأرض بعد، ومن جهة ثانية يفترضه واقع جديد فرضه الانقسام الحاد الحاصل في الجمهور بين مؤيد ومعارض لأحداث الربيع العربي، وما ترتب على هذا الانقسام من آليات مشاهدة ومتابعة نقدية جديدة أرادت من المسلسل الدرامي منصة لمحاكمة الواقع ورجالاته على طريقة نشرات الأخبار واصطفافاتها السياسية المسبقة.

وقياساً بردود الفعل الجماهيرية إزاء ما قدم من أعمال درامية خلال السنوات السابقة وتناولت الموضوع ذاته، أي الربيع العربي، يمكن القول إن ردود الأفعال تلك، خلفت ما يشبه حالة رهاب فني عند صناع الدراما، فما يرضي المؤيدين يغضب المعارضين، والعكس صحيح...وبالتالي بات لزاماً على صناع دراما "حلاوة الروح" الذهاب نحو خطاب ثالث، كشفت ردود الفعل السابقة أيضاً أنه ليس بالضرورة أن يكون خطاباً جامعاً، ولكنه خطاب يوازن بين لعبة الفن والسوق، وبالتالي كان الذهاب إلى قصة حب في العمل لدواع درامية تسويقية ورقابية وربما أمنية، تعفي صناع العمل من المباشرة في طرح ما هو سياسي بطرح ما هو اجتماعي وإنساني، وبالتالي تجنب تحليل ما يحدث والاكتفاء بطرح أسئلة عنه، أسئلة تترك بدورها الباب مفتوحاً على تأويل المشاهد لما يراه درامياً وفقاً لما يقتنع به ويؤمن به دون أن يعني ذلك بالضرورة قناعات صناع العمل وتأويلهم لتلك الأسئلة.

هنا نحن أمام خطاب درامي حول الحدث الساخن في بلدان الربيع العربي، هو ليس حيادياً تجاه ما يحدث كما يعلن عن نفسه، بل ويبدو قابلاً لأن يمثل المؤيدين ويمثل المعارضين ويمثل ما بينهما في آن واحد، دون أن يعني ذلك بالضرورة أنه خطاب جامع...فهو هنا يحكي عن الجميع، لكنه لا يجمعهم.

يروي العمل، بحسب البيانات الترويجية، حكاية الصحافية "سارة عز الدين"، التي تغادر دمشق بعد تصاعد أعمال العنف إلى دبي، حيث يعيش والدها، الإعلامي المصري "جمال عز الدين"، لتدرس هناك إخراج الأفلام الوثائقية، لكنها لا تجد مساندة من والدها الإعلامي الكبير، فتختار لتثبت ذاتها وتروي عطش طموحها السينمائي العودة إلى سورية لإنتاج فيلم تسجيلي برفقة صديق لها، إلا أنها تقع هناك أسيرة إحدى الجماعات التي تنشط في الأرض السورية...وفي ظلال تلك الحكاية، وعبر عمل الأب الإعلامي سنطالع وقائع الحدث الساخن في بلدان الربيع العربي إضافة إلى سورية.

المسلسل تعرضه قناة أبو ظبي الأولى في رمضان، وهو من  بطولة نخبة من ممثلي الوطن العربي منهم خالد صالح، وغسان مسعود، ومكسيم خليل، ودانا مارديني، وعبد المنعم عمايري، ونسرين طافش، وفرح بسيسو.

 

 

 

المساهمون