عقد من إطلاق التطبيقات المتنافسة
عند إطلاق "إنستغرام"، كان موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لاعباً رئيسياً في وسائل التواصل الاجتماعي، وحاول عمالقة منافسون مثل "غوغل" و"آبل" إنشاء شبكات اجتماعية خاصة بهم، وانطلق تطبيق "سناب شات" في عام 2011.
وبدا وكأن جميع هذه الشبكات الاجتماعية يمكن أن تتعايش جنباً إلى جنب، لكن بدأ الصراع على جذب اهتمام المستخدم من قبل المتنافسين، وكانت "فيسبوك" الأقوى والأبرع، بحسب ما تقول شبكة "سي إن إن" الأميركية.
أقفلت "غوغل" شبكة "غوغل بلاس"، ولم تطلق "آبل" شبكتها التي تركز على الموسيقى، وتوقف جمهور "تويتر" عن النمو عند 300 مليون مستخدم شهرياً، وهو رقم بعيد عن 2.45 مليار مستخدم شهرياً في "فيسبوك".
"سناب شات" من جهته، أثبت أنه أكثر ملائمة من الباقين، قدّم طريقة مختلفة تماماً للتواصل، وغيّر إلى حد كبير الطريقة التي يتواصل بها الشباب.
وبعد استحواذها على "إنستغرام"، اشترت "فيسبوك" تطبيق التراسل الفوري "واتساب" مقابل 22 مليار دولار، في عام 2014. وحاولت شراء "سناب شات" مقابل 3 مليارات دولار في عام 2013، لكن المؤسس والرئيس التنفيذي، إيفان شبيغل، رفض.
في النصف الثاني من العقد، تم إطلاق عدد من تطبيقات الوسائط الاجتماعية، ولكن على عكس "إنستغرام" و"سناب شات"، لم يُنظر إليها مطلقاً كمنافس حقيقي لـ"فيسبوك"، حتى إنّ كثيراً من القراء لن يعرفوا تطبيقات تحمل أسماء "ماستودون" و"بيتش" و"إيلو" و"فيرو" وغيرها.
السيطرة في يد "فيسبوك"... لكنها تدفع الثمن
بين "إنستغرام" و"واتساب" و"ماسينجر"، باتت شركة "فيسبوك" تسيطر على أربع منصات لكل منها أكثر من مليار مستخدم. هيمنة أخافت السياسيين الذين طالبوا بتفكيك الشركة، وعلى رأسهم المرشحة الرئاسية الأميركية عن الحزب الديمقراطي إليزابيث وارن.
فقد زادت المخاوف بعض فضائح "فيسبوك" المتتالية بشأن الخصوصية، وعلى رأسها فضيحة "كامبردج أناليتكا"، عندما عُلم أنّ الشركة حصلت على البيانات الشخصية لما يصل إلى 87 مليون مستخدم على منصتها، وهو ما أطلق نقاشاً لا يزال مستمراً حول الخصوصية.
مع انتهاء العقد، وجدت شركات التواصل الاجتماعي نفسها في موقف دفاعي. واجهت الشبكات الاجتماعية موجة من الانتقادات لنشرها أخباراً كاذبة، والسماح بالتدخل في الانتخابات، وفشلها في حماية خصوصية المستخدم، ناهيك عن المخاوف المتعلقة بالإدمان والتنمر عبر الإنترنت.
نتيجة لذلك، أعادت "إنستغرام" و"فيسبوك" التفكير في "الإعجابات" وتأثيرها على الصحة العقلية، ويعمل "تويتر" على تحسين الرفاهية، في حين بدأ "يوتيوب" في تعديل حسابات المشتركين على المنصة للمساعدة في معالجة مخاوف التوتر.
"تيك توك" يقفز إلى الواجهة
في ظل هذه الضجة، بدأ تطبيق "تيك توك" في الإقلاع. انطلق التطبيق الصيني في عام 2016، وهو يدور حول المحتوى الشعبي مع بعض الموسيقى، ويُذكّر بـ"فاين"، تطبيق المقاطع القصيرة الذي أغلقته "تويتر" عام 2017.
ولا يوجد شيء في "تيك توك" يدور حول بناء الروابط الاجتماعية، فهو يتعلق باستخدام الخوارزميات للعثور على محتوى من شأنه أن يلفت انتباهكم، إنه نظام قائم على الترفيه.
ومنحت هذه الميزة نجاحاً للتطبيق، تم تحميله نحو 1.6 مليار مرة على مستوى العالم حتى الآن، ومن المفارقات أنّ "إنستغرام" كان سبباً في شهرة "تيك توك"، إذ غمرت الشركة منافسيها بالإعلانات للترويج لنفسهم.
ولاحظ "فيسبوك" و"إنستغرام" نجاح "تيك توك" فأطلقا نسخاً تقلده. في عام 2018 أطلقت "فيسبوك" تطبيقاً، يسمى Lasso، يتيح للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو قصيرة ومشاركتها مع تأثيرات الموسيقى والكاميرا. في وقت سابق من هذا العام، أطلق "إنستغرام" أداة جديدة تسمى Reels في البرازيل، لمشاركة مقاطع فيديو مدتها 15 ثانية مع الموسيقى.
كيف ستتطور وسائل التواصل الاجتماعي في العقد المقبل؟
يرى الخبراء أنّ تقنية 5G لديها القدرة على دفع وسائل التواصل الاجتماعي إلى حدود أبعد، وإفساح المجال لمزيد من المحتوى التفاعلي والمغامرات. كما سوف يجعلهم ذلك أقرب إلى الشعور بأنهم في نفس الغرفة عند التواصل مع البعيدين.