صحافيو غزة يرفضون تصنيف الاحتلال لهم

15 فبراير 2015
من الاعتصام (عبدالحكيم أبو رياش\العربي الجديد)
+ الخط -
اعتصم عشرات الصحافيين الفلسطينيين، قبالة مقر فضائية "الأقصى" شمال مدينة غزة، تنديداً واستنكاراً لتمديد الاحتلال الإسرائيلي اعتقال الصحافي علاء الطيطي مراسل القناة في الضفة الغربية، ورفضاً لتصنيف الصحافيين الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ليبرر عمليات قتلهم واستهداف مكاتبهم.

وكان تقرير تلفزيوني بثته إحدى القنوات الإسرائيلية نهاية الأسبوع الماضي، قد برر استهداف عدد من الصحافيين في غزة، خلال الحرب الأخيرة على القطاع، صيف العام الماضي 2014، قائلاً إنهم كانوا يعملون في مجموعات تابعة لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وبعيدة عن العمل الصحافي.

رئيس شبكة الأقصى الإعلامية، صلاح البردويل، وصف قرار الاحتلال بتجديد اعتقال الطيطي، بـ "الجائر"، وقال البردويل إن "الاحتلال يمارس اعتداءاته بحق كافة الوسائل الإعلامية التي تسعى إلى نقل معاناة الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يتطلّب وقفة جادة، وتوحيد الجسد الإعلامي، مثلما يحدث الآن في الوقفة".

وأضاف البردويل، في كلمته خلال الوقفة الاحتجاجية، أن الاحتلال مدد اعتقال الصحافي الطيطي الذي اعتقل في الواحد والعشرين من شهر يناير/كانون الثاني الماضي، موجهاً له لائحة اتهام تتعلق باستمرار العمل في فضائية الأقصى رغم اعتبارها "قناة محظورة"، وهذا الأمر باطل، ويتعارض مع المواثيق الدولية.

ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية لافتات تحذر من خطورة تصنيف الاحتلال للصحافيين، وتطالب بوقف ملاحقة الصحافيين، والإفراج الفوري عن المراسل الطيطي الذي مدد الاحتلال اعتقاله لعشرة أيام جديدة، "حرية الصحافة هي أساس الحقوق الديمقراطية"، "اعتقال الصحافيين وصمة عار في جبين الاحتلال".

بدروه، اعتبر الحقوقي الفلسطيني سمير زقوت أن اعتقال الطيطي اعتداء جديد يضاف إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلي بحق حرية الصحافيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية التي تزداد يوماً بعد الآخر، وتأخذ أشكالاً جديدة، كالاحتجاز لساعات، أو الاعتقال، أو استهداف المؤسسات وتدمير الممتلكات ومعدات العمل.

وأضاف زقوت، في كلمته أثناء الاعتصام، أن الصحافي الفلسطيني مستهدف من قبل قوات الاحتلال، سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، وبغض النظر عن الوسيلة الإعلامية التي يعمل لصالحها، لأن الاحتلال يسعى بشكل أساسي إلى إخماد صوت الحقيقة وقتل الصورة التي تفضح ممارسته الوحشية بحق المواطنين العزل.

أما مدير المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، فقد أكد خلال الوقفة أنّ الاحتلال لم يلتزم مطلقاً بكافة المواثيق والمعاهدات الدولية التي نصت على توفير الحماية للصحافيين، ومعاملتهم كمدنيين، مشيراً إلى وجود عشرات الأدلة القانونية والموثقة بشكل موضوعي التي تدين الاحتلال على جرائمه بحق الصحافيين.

في ذات ذاته، طالب عضو كتلة الصحافي الفلسطيني، إسماعيل الثوابتة، بتحرك كافة المؤسسات المعنية بحرية الإعلام وحقوق الصحافيين من أجل وقف ممارسة الاحتلال بحق الصحافيين، وفتح التحقيقات في عمليات الاستهداف التي تعرض لها الصحافيون.

وذكر الثوابتة، لـ "العربي الجديد"، أنّ الاحتلال يحاول طمس الحقائق، وتحويل الضحية إلى جلاد، من خلال التقرير الذي نشره أخيراً، ولكن جميع الأدلة والبراهين تأكد أن الاحتلال تعمد استهداف المؤسسات الصحافية والعاملين فيها أثناء وجودهم في عملهم المعتاد، وهم يحملون كاميراتهم ويرتدون الزي الخاص بالصحافيين.

وزعم التقرير الإسرائيلي الذي أعده مركز استخبارتي، أن قائمة الصحافيين الذين قتلوا خلال الحرب الأخيرة، والبالغ عددهم 17 صحافياً، إلى جانب إصابة 28 صحافياً وصحافية، هي قائمة مضللة تهدف إلى خداع الرأي العام العالمي، وتشويه صورة دولة الاحتلال الإسرائيلي.

المساهمون