لبنان: خطة استجابة إعلامية مع منظمات دولية لمواجهة الأخبار الزائفة

22 ابريل 2020
سيمر التعاون بأكثر من مرحلة (باتريك باز/Getty)
+ الخط -
أعلنت وزارة الإعلام في لبنان، اليوم الأربعاء، عن إطلاق خطة استجابة إعلامية، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بغية مدّ وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بالمعلومات العلمية والحقائق في ظلّ انتشار وباء الشائعات والمعلومات الخاطئة.

 وأشارت وزيرة الإعلام، منال عبد الصمد، إلى أنّ "البشرى التي تلقيناها يوم أمس بشأن تراجع أعداد الإصابات بـ "كورونا" إلى الصفر، ترافقت مع شائعة خطيرة جداً وهي انتهاء الفيروس وأصبح بإمكان الناس العودة إلى الحياة الطبيعية، وهذه عيّنة من الأخبار المضللة التي تخلق جواً من البلبلة والشك".

ولفتت عبد الصمد إلى أنّ برنامج الشراكة يتألف من مراحل عدّة، الحملة التي أطلقت اليوم، وسجل الشائعات، على أن يتم في مرحلة لاحقة إطلاق موقع للتحقق من المعلومات.

وبدعمٍ من اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ستعمل وزارة الإعلام على تطوير سجل للشائعات المتداولة محلياً، والتحقق منها، وتقديم مقابلها من معلومات علمية ودقيقة وموثقة.

وسيتيح موقع الإبلاغ عن الشائعات للمواطنين إمكانية التبليغ عن الأخبار غير الصحيحة التي سمعوا بها والتي يتم تناقلها. كما وسيتمّ إطلاق حملة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تهدف إلى نشر ما يتمّ تداوله من الأخبار الزائفة مع الإجابات الصحيحة والدقيقة لكل منها.

ولفتت ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان، إيمان شانقيطي، إلى أن "المعركة ضد تفشي فيروس كورونا هي صراع مزدوج مع انتشار المعلومات الخاطئة الضارة التي يمكن أن تؤدي إلى تداعيات خطيرة على صحة الأفراد وعائلاتهم". 

وأضافت: "سنحرص مع شركائنا في الأمم المتحدة ووزارة الإعلام على مواجهة أي شائعة بالحقائق المتينة واضعين صحة المواطنين في طليعة الحرب ضد وباء كورونا". 

من جهتها، قالت يوكي موكو، ممثلة اليونيسف في لبنان، إن "المعلومات المضللة تُفقد الأطفال والأسر والمجتمعات المحلية الحماية، وتُتركهم غير محصنّين تجاه المرض، كما أنها تساهم في نشر الخوف ووصمة العار. هذا هو وقت العلم والتضامن"، لافتة إلى أن "تعاوننا اليوم، مع وزارة الإعلام، له أهمية قصوى، تزيد عن أيّ وقت مضى، من أجل نشر المعلومات الصحيحة والطلب بأعلى الصوت من جميع العائلات مراجعة المصادر الموثوقة، والدقيقة". 

بدورها، رأت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، سيلين مورود، أن "كما هو الحال مع العاملين في مجال الرعاية الصحية الشجعان في الخط الأمامي الذين شاركوا في مكافحة انتشار الفيروس، يمكننا جميعاً الانضمام إلى المعركة ضد الفيروس من خلال تعزيز الحقائق والعلوم وتبني الأمل في أوقات اليأس والانقسامات".

وباتت الأخبار الكاذبة أشبه بظاهرة خطيرة تعاني منها كافة دول العالم وارتفعت وتيرتها في زمن كورونا، صارت وسائل التواصل الاجتماعي ملجأ الملتزمين بالحجر الصحي، ما يسهل نشر المعلومات المغلوطة وتداولها على أوسع نطاق.

ويشير الصحافي المتخصّص في مكافحة المعلومات المغلوطة، محمود غزيّل، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنّ الأخبار الزائفة التي تتصل بفيروس كورونا ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في تضليل الرأي العام، لا سيّما أن عدداً من الصحافيين تناقلوا المواد واستندوا إليها في مقالاتهم أو تقاريرهم أو عبر صفحاتهم الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث يتبعهم آلاف الأشخاص، ما جعلهم يساهمون في ترويج أخبار مغلوطة من دون التثبت من مصدرها أو تاريخها أو مكانها الجغرافي.

كما يلفت الطبيب والاستشاري النفسي، باسكال رعد، لـ "العربي الجديد"، إلى أنّ "الأخبار الزائفة المرتبطة بوباء كورونا لها تداعيات نفسية على القارئ أو المتابع، ولا سيما لناحية التعاطي مع الأشخاص، إذ يتحوّل المتحدث إلى شخصٍ عدائي سريع الغضب والاشتعال من كثرة المعلومات المغلوطة التي عادةً ما يكون مضمونها سلبيّاً، فتخلق الهلع والقلق لديه وتجعله مهووساً بأمر ما تبعاً للخبر الذي يقرأه، وقد يصل به الأمر للجوء إلى مهدئات للخروج من حالة السلبية التي تحيط به. من هنا ضرورة الابتعاد عن الأخبار والتلهي بأمور أخرى أو التأكد من المعلومة قبل تصديقها والتفاعل معها".
المساهمون