تركيا وروسيا... "فوبيا" حرية النت

03 يناير 2015
(Getty)
+ الخط -
في العام 2015، تشير كل التوقعات إلى أن المنافسة محتدمة على لقب "رقيب الإنترنت" الأول بين كل من... روسيا وتركيا.

يوم الأربعاء الماضي، أي في آخر يوم من السنة، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قانون جديد يتيح للسلطات الروسية الحصول على كل المعلومات الشخصية لمستخدمي الإنترنت، وتحديداً مواقع التواصل الاجتماعي، وبذلك تتمكن الحكومة من الوصول بشكل تلقائي إلى أي مدوّن أو ناشط، تشتبه بقيامه بنشر معلومات أو مقالات أو تعليقات معارضة للنظام أو "تهدّد الأمن".

ويأتي ذلك بعد حوالي أسبوعَين من قيام السلطات الروسية بالطلب رسمياً من موقع "فيسبوك" بحذف صفحة تدعو لتظاهرات ضد بوتين ونظامه. وبالفعل رضخت إدارة الموقع الأزرق للضغط الروسي، وأقفلت الصفحة التي تضمّ أكثر من عشرة ملايين عضو. لكن ذلك دفع هؤلاء إلى تكثيف نشاطهم على مواقع أخرى، أبرزها "تويتر".

ووفق الإحصاءات فإن التفاعل مع هذه التظاهرة التي يفترض أن تحصل في الخامس عشر من الشهر الحالي ضد محاكمة المعارض البارز ألكسي نافالني. وركزت أبرز التغريدات على "غباء النظام الروسي"، فكتب أحدهم: "هل حقاً ظنّ بوتين ومن حوله أن إقفال صفحة على "فيسبوك" سيشكّل تعتيماً على التظاهرة؟ واضح أنهم لا يعرفون مواقع التواصل كيف تعمل... إنه زمن التعبير الحر عزيزي القيصر".

فيما غرّد آخرون بعناوين الصفحات الأخرى والحسابات الخاصة بالدعوة للتظاهر... "بإمكان الخائفين من التظاهرة الانضمام إلينا... نحن مسالمون" غرّدت ناشطة تدعى نتاليا أكس، ساخرة من خوف النظام وإعلامه من التظاهرة منتصف الشهر الحالي.

أما في تركيا، فالوضع مشابه إلى حدّ كبير، لكن قمع الحريات على مواقع التواصل الاجتماعي بدأ يأخذ منحى تصاعدياً، أخاف معظم المؤسسات الحقوقية وتلك التي تعنى بحرية التعبير.

"مراسلون بلا حدود" أصدرت قبل أشهر تقريرا مفصلا بعنوان "وداعاً حرية الإنترنت في تركيا" وها هي اليوم تعيد التحذير من الخطوات التي تتخذها الحكومة في سبيل محاصرة الناشطين المعارضين على مواقع التواصل الاجتماعي. فالحكومة التركية أقفلت وحجبت موقع "تويتر" في البلاد في محاولة لإيقاف تسريبات تكشف عن قضايا مرتبطة بالفساد. لكن أردوغان ونظامه خسرا دعوى قضائية مرتبطة بهذا الموضوع، ما اضطر إلى إعادة فتح الموقع "كما أنهم حولوا كل الشعب التركي إلى قراصنة" قال أصلي تونك أحد الأساتذة الجامعيين لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. إذ تعلّم الأتراك كيف يخترقون الحجب للوصول إلى الموقع، كما أنهم وزّعوا على بعضهم سبل الدخول إلى "تويتر" عبر طرق لا يطالها الحجب.

من جهتهم، يتحدّث المسؤولون في مواقع التواصل البارزة، خصوصاً "فيسبوك" و"تويتر" عن الضغوط التي يتعرضون لها كل يوم تقريباً من قبل قسم كبير من الأنظمة. وكشف "فيسبوك" مثلاً عن تلقيه "1800 طلب مطلع العام 2014 من الحكومة الباكتسانية لحجب معلومات أو حذف صفحات". لكن الموقع الأزرق قال إن "الدكتاتوريات ليست وحدها من تطلب منا حذف معلومات، لكن أيضاً تصلنا طلبات مثلاً من الاتحاد الأوروبي، بريطانيا، الولايات المتحدة".
المساهمون