رمضان والتكنولوجيا: علاقة تأثّرت بكورونا

04 مايو 2020
تحقق التكنولوجيا المزيد من الأرباح (أندرو غال/Getty)
+ الخط -

يؤثر شهر رمضان والتكنولوجيا على بعضهما البعض، إذ تسهل التكنولوجيا يوميات المسلمين من حيث المهام أو الترفيه، بينما يجلب رمضان للتكنولوجيا أرباحاً كبرى بسبب كثرة الاستهلاك والاستخدام. وهذا ما يظهر جلياً من خلال تقرير أعدّه موقع "زي دي نت" التقني يلخص هذا النمو الكبير خلال شهر الصوم، لكنّه يُشير إلى تأثر شهر رمضان أيضاً بفيروس كورونا، من خلال السلوك على الإنترنت.

زيادة هامة في استخدام الوسائط الاجتماعية
يعتبر رمضان صفقة مربحة بالنسبة لشركة "فيسبوك"، التي تمتلك التطبيق الأزرق الرئيسي و"إنستغرام"، وكذلك الشأن بالنسبة لـ"غوغل" التي تمتلك "يوتيوب". وذكّر الموقع بتقرير وكالة "أسوشييتد برس" من العام الماضي الذي أورد أن مواطني الشرق الأوسط "يقضون ما يقرب من 58 مليون ساعة إضافية على "فيسبوك" خلال شهر رمضان، ويشاهدون مقاطع الفيديو على "يوتيوب" أكثر من أي وقت آخر من العام، مما يجعل من رمضان في نفس الوقت شهراً هاماً للمسلمين والمعلنين". ويقضي المستخدمون حوالي مليوني ساعة إضافية يومياً على "فيسبوك" خلال شهر رمضان، بينما تشهد الدراما التلفزيونية والمسلسلات زيادة بنسبة 151 بالمئة في نسبة المشاهدة على "يوتيوب". ووفقاً لـ"غوغل"، يرتفع الوقت المستغرق في مشاهدة مقاطع الفيديو الرياضية بنسبة 22 بالمئة، ومقاطع الفيديو حول السفر بنسبة 30 بالمئة، وألعاب الحركة والمحاكاة وألعاب الفيديو بنسبة 10 إلى 20 بالمئة.

برمجة وتطبيقات خاصة
ليست القنوات التلفزيونية العربية فقط من يضخ الإنتاجات الجديد بكثافة خلال شهر رمضان، إذ تعمل الشبكات الاجتماعية على بث واستضافة المحتوى الخاص بها. وفي العام الماضي، كشف "تويتر" النقاب عن أكثر من 16 تعاوناً لمحتوى الفيديو عبر الرياضة والترفيه والأخبار، والتي تم بث الكثير منها خلال شهر رمضان. ووجدت دراسة أجرتها شركة الأبحاث Toluna، أن ما يصل إلى 72 بالمئة من مستخدمي "تويتر" في المنطقة، يعتبرون المنصة أحد مصادرهم الرئيسية لمحتوى الفيديو عبر الإنترنت. هذا ويزداد الإقبال على المزيد من التطبيقات خلال شهر رمضان، والتي تتراوح بين أوقات الصلاة والأذان والقبلة والقرآن وتحديد موقع المطاعم الحلال القريبة. وهذا العام، أعلن كل من "فيسبوك" و"سناب شات" عن إعداد سلسلات عليها مخصصة لرمضان.

مزيد من الوقت والمشاهدة
قضاء المزيد من الوقت على الإنترنت مدفوع بعدد من العوامل. في بعض البلدان، يتم تخفيض ساعات العمل مما يوفر المزيد من الوقت للصلاة والنوم والترفيه. وسيبقى الكثير من المسلمين مستيقظين إلى وقت متأخر أيضاً، مما يمكنهم من تناول وجبة السحور. وفي كل هذه الحالات، يمكن أن تترجم أنماط السلوك هذه إلى مزيد من الوقت المستغرق في استخدام الأجهزة الرقمية. ومن المرجح أن ينمو هذا الاتجاه أيضاً في عام 2020، نظراً لعدد الأشخاص الذين يعملون من المنزل أو يتواجدون في أماكن داخلية بسبب قواعد الإغلاق التي فرضها فيروس كورونا المستجد.

كيف غيّر كورونا هذه العلاقة؟
أجّل فيروس كورونا المستجد أبرز مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في العالم الإسلامي، مثل صلوات التراويح والتجمعات العائلية، كما غيّر الوباء من شكل تعامل المسلمين مع التكنولوجيا. ومع فرض عمليات الإغلاق والتباعد الاجتماعي، صار المزيد من المسلمين يستخدمون تقنيات اجتماعات الفيديو، مثل "زوم"، لترتيب إفطار جماعي على الإنترنت، بحيث تكون وجبة يفطر فيها الأصدقاء والعائلة معاً، رغم بعد المسافات. وتم اعتماد تقنيات مماثلة من أجل بث الخطب الدينية والمحاضرات الرمضانية افتراضياً، كنتيجة طبيعية لإغلاق المساجد وأماكن التجمعات الأخرى. ونظراً لأن قيود السفر والابتعاد الاجتماعي جعلت من المستحيل زيارة الأماكن المقدسة، فقد عمدت شركات إلى إطلاق جولات افتراضية داخلية تعتمد على الواقع الافتراضي. وحصلت أعمال الخير على مساعدة من التكنولوجيا. أطلق "سناب شات" تجربة جديدة تعتمد على الواقع المعزز وتهدف إلى تشجيع التبرع لصندوق دعم منظمة الصحة العالمية في معركتها ضد كورونا. وأتيحت الميزة في بعض الدول العربية، وتسمح للمستخدم بالنقر على عملات نقدية تظهر على الشاشة، ثم تسمح بإظهار كيف يمكن للتبرع المحتمل أن يدعم جهود الاستجابة الفورية لمنظمة الصحة العالمية. ونقل موقع ZDNet عن المدير العام لشركة "سناب" في الشرق الأوسط، حسين فريج، قوله: "تأتي هذه الحملة أيضاً في الوقت الذي نستعد فيه للترحيب بشهر رمضان المبارك والاحتفال بروح العطاء. ونعتقد أنه يمكن للجميع لعب دور ذي مغزى في وقف انتشار الفيروس".

المساهمون