فيديو "داعش" والأكراد: القتل ليس وحده إرهاباً

23 فبراير 2015
من الفيديو (يوتيوب)
+ الخط -
مرحلة جديدة انتقل إليها تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، مع بثّه فيديو الأكراد أول من أمس. فالفيديو، رغم عدم احتوائه على مشاهد ذبح الرهائن الأكراد، ولا أي عنف جسدي مباشر، إلا أنّ كميّة الإرهاب والعنف فيه ليست أقل من الفيديوهات السابقة.

الجديد، هو "المقاتل ـ المراسل" الذي ظهر في الفيديو، والذي تحدّث باللغة الكرديّة. فيُقدّم "المراسل الداعشي" رسالةً على شكل stand up في بداية الفيديو، بينما في الخلفيّة الرهائن الأكراد موضوعون في أقفاص ويرتدون بدلة الإعدام البرتقاليّة.

بعد ذلك، يُحاور المراسل عدداً من الرهائن وهم في الأقفاص. يسألهم عن أسمائهم وعشيرتهم وعن علاقتهم بالبشمركة. والجديد أيضاً، أنّ المونتاج المستعمل لتقطيع المقابلات هو cut - fade black وليس المونتاج "الضخم" أو السينمائي الذي اعتدنا عليه في الفيديوهات الأخرى. كما أنّ التصوير كان في هذا الفيديو "أقل احترافيّة"، إذ اهتزّت الكاميرا كثيراً ولم تكُن ثابتة على غرار الفيديوهات السابقة.

ويُبرز التنظيم في آخر مقابلةٍ أجريت مع إحدى الرهائن، قوله إنّ "تنظيم الدولة الإسلامية ليس إرهابياً. أنا أسير لديهم منذ 15 يوماً ولم يضربني أحد وهم يُطعمونني. فقط قالوا لنا أنتم كفرتم".


اقرأ أيضاً: "داعش" والإعلام: علاقة الحب والكراهية


الأمر كان مختلفاً تماماً مع الرهينة - المراسل جون كانتلي. ففي سلسلة كانتلي التي تمّ تصويرها في كوباني - عين العرب، والموصل، وحلب، كان التصوير أكثر "سينمائيّة"، والمونتاج أيضاً، بالإضافة إلى طريقة تصوير المقابلات وألوان الشاشة.

ورغم التقنيات "الأضعف"، وعدم ظهور مشاهد إعدام الرهائن الأكراد في الفيديو، إلا أنّ إرهاب التنظيم لا يخفّ. فمشهد الرهائن في القفص تُعيدنا إلى فيديو حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، ما يجعل المشاهد ينتظر لحظة قتل الرهائن التي لا تأتي. وبدلاً منها تظهر صورة أحد الرهائن وهو ينظر بعينين يملؤهما الخوف والحزن، ما يجعل المشاهد يغرق في مشاعر العجز، وهو يسأل: "هل تمّ إعدامهم أم لا؟".