وحذّر نشطاء مغاربة من ظهور صفحات إماراتية حديثة على مواقع التواصل الاجتماعي، متهمين إياها بـ"المساس بالشأن الداخلي" للمملكة، من خلال تدوينات تحاول استقطاب النشطاء والتحكم في الرأي العام، كما هو الحال بالنسبة إلى صفحة تحمل اسم "مركز الإمارات للدراسات والإعلام" تتم إدارتها من ليبيا.
وبحسب الصحافي والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، حسن بويخف، فإن تلك الصفحة تتضمن "تدوينات مشبوهة" من قبيل ما نشر بتاريخ 25 مايو/ أيار الجاري، من أن "استقرار المملكة المغربية يبدأ بالإطاحة بحزب العدالة والتنمية"، وأنه "يجب القضاء على الإخوان في تونس وليبيا والمغرب كما تم القضاء عليهم في مصر"، مشيراً، في تدوينة له على "فيسبوك"، إلى أنها "تلخّص سياسة التحالف الخليجي الاستئصالي، الذي سبق وانكشفت مؤامراته في محاولة التدخل في الشأن الداخلي المغربي، وكذا سياسة تحالف الشر، الذي يعادي الديمقراطية وحرية الشعوب ويتخفّى خلف شعار محاربة الإخوان المسلمين".
Facebook Post |
وقال الناشط المغربي إن "هذه التدوينات التحريضية والمتدخلة في الشأن الداخلي لكل من المغرب وتونس واضحة المرامي، وتعمل على التحكم في الرأي العام الوطني للدولتين خدمة لأهداف التحالف الاستبدادي الخليجي".
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
وكانت حسابات إماراتية على موقع "تويتر" قد شنّت، الشهر الماضي، هجوماً على الحكومة المغربية ورئيسها سعد الدين العثماني، متهمة إياه بـ"التسبب في إهمال الشعب المغربي وعدم توفير المؤن والغذاء له وتركه عرضة لوباء كورونا"، فيما ردّ نشطاء مغاربة بالتضامن مع العثماني عبر هاشتاغ "شكراً العثماني"، ما جعله يحتلّ المرتبة الأولى في "الترند" على "تويتر".
حملة الهجوم على العثماني وحكومته شنّتها عشرات الحسابات الإماراتية في وقت متزامن، إذ استُعملت في التغريدات مصطلحات متشابهة مع اختلاف في الصياغة، واجتمعت كلها على اتهام حكومة العثماني بأنها "تموّل الجماعات الإخوانية وتهمل شعبها في ظل الأزمة الكبيرة التي يمر بها المغرب".
ومنذ اندلاع الأزمة الخليجية، في 5 يونيو/ حزيران 2017، التي اتخذ فيها المغرب موقفاً محايداً، تمرّ العلاقات المغربية الإماراتية بحالة توتر بين مدّ وجزر، كان آخر فصولها مغادرة السفير الإماراتي علي سالم الكعبي، المغرب، في إبريل/ نيسان 2019، بناء على "طلب سيادي عاجل".
وكان المغرب قد اتخذ موقف "الحياد البناء" بين الأطراف، بعد إعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعتها لقطر، وقال حينها إنه "لا يمكن أن يضعها في خانة الملاحظة السلبية لمنزلق مقلق بين دول شقيقة"، مؤكداً استعداده "لبذل مساعٍ حميدة من أجل تشجيع حوار صريح وشامل بين أطراف النزاع، إذا أبدت الأطراف الرغبة في ذلك".
كذلك كان لافتاً، في شهر فبراير/ شباط الماضي، استثناء وفد مغربي رفيع المستوى بقيادة المستشار الملكي، فؤاد عالي الهمة، الإمارات من جولة خليجية شملت السعودية وقطر، حيث سلم رسائل من العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.