واستخدمت قوى الأمن العنف المفرط والوحشيّة في
التعامل مع المحتجين اللبنانيين، الذين تعرّضوا على الهواء مباشرةً للضرب والسحل، وتمّ سحبهم من الشارع إلى داخل الثكنة لاعتقالهم مع زملائهم المنتفضين الذين لا يزالون معتقلين ولكن تمّ نقلهم إلى المقرّ العام ليلاً.
وبعد
الاعتداء على مصور "العربي الجديد" حسين بيضون ظهر أمس، قامت قوى الأمن اللبنانية بالاعتداء على المراسلين الذين وثّقوا اعتداءها على المحتجين. وتعرّض مصور وكالة "رويترز" عصام عبدالله للاعتداء وتحطيم كاميرته، نقل على أثرها للمستشفى. واعتُدي أيضاً على المصورين حسن شعبان ومروان طحطح في المكان وتم تهديدهما بالضرب. وأصيب المصوّر نبيل إسماعيل أيضاً كما تم تحطيم دراجته النارية.
وتعرّض فريق قناة "الجديد" للاعتداء من قبل القوى الأمنية التي تقدّم عناصرها نحو الكاميرا مراراً لمنعها من التصوير، وتعرّض المراسل حسان الرفاعي والمصور سمير العقدة للاعتداء بالضرب أمام الثكنة، فيما تعرّض المراسل رامز القاضي والمصور خالد النعيمي لاعتداءات أخرى في شارع كورنيش المزرعة، كما تعرّض النعيمي للضرب وللإصابة بقنبلة مسيلة للدموع.
واعتدت القوى الأمنية على مصوّر قناة MTV جوزيف نقولا بالضرب، ونُقل إثر ذلك للمستشفى.
كما اعتقلت القوى الأمنية المخرج بشير أبو زيد، محرر صحيفة "١٧ تشرين" التي ولدت من رحم الثورة اللبنانية.
في ظلّ كل هذا العنف الوحشي على الأرض، بالرغم من تعريف الصحافيين عن أنفسهم وحملهم معدات توضح عملهم بالإضافة إلى بطاقات صحافة، كان بعض السياسيين يطلقون مواقف على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت وزيرة الداخلية، ريا الحسن، ضمن بيان لها: "إننا لا نقبل التعرض للإعلاميين والصحافيين الذين يقومون بواجبهم بتغطية الأحداث الآنية والتطورات الحاصلة".
رداً على كلّ تلك الممارسات البوليسية، دعا "تجمع نقابة الصحافة البديلة" لوقفة احتجاجية أمام وزارة الداخلية، اليوم الخميس، تحت عنوان "
#الصحافة_مش_مكسر_عصا". فيما غرّد صحافيون بالصور ومقاطع الفيديو التي تظهر الوحشية في التعامل مع المتظاهرين والصحافيين، رافضين الدولة البوليسيّة.