في العراق، يُستخدم مصطلح "الطشة"، الشعبي الدارج، لوصف "الباحثين عن الشهرة عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي"، من خلال ما ينشرونه من محتوى تحوَّل لتنافسٍ وبحثٍ مستمرين عن كلّ ما هو غريب وغير مألوف أو مثير، حتى لو كان على حساب الشخص نفسه، والفكرة أو الانطباع الذي سيؤخذ عليه عبر "يوتيوب" أو "فيسبوك" أو "تويتر" ومنصات أخرى، وهو ما ينطبق على مختلف الفئات.
وقد كان الفراغ والبطالة ومحاولة جني المال عبر الشهرة من الدوافع التي خلقت "الطشة" كظاهرة في العراق، عبر مقاطع فيديو وصور مختلفة، لكنّ كثيرين منهم وقعوا ضحية الابتزاز لجهلهم أو تعرضوا لمشاكل قانونية وأخرى وصلت ببعض إلى الموت. عبر البث المباشر أو التسجيلات المعدة سلفاً، تتنوع مقاطع الفيديو التي ينتجها هواة الشهرة في العراق، ولا تنتهي عند حد معين، بين اختلاق مواقف والتدخل لفضّها، ليبدو صاحبها بطلاً، أو الدخول بمعارك واشتباكات معدة سلفاً في مناطق ساخنة، وصولاً إلى التجاوز أو السب أو إهانة كرامة نساء أو عمّال الخدمات من جنسيات مختلفة.
وتبدو المنافسة أكثر حدة على "يوتيوب"، كونها مصدر دخل أيضاً. لكن سرعان ما تذهب مقاطع الفيديو نفسها إلى "فيسبوك" و"تويتر"، وتصل إلى حدّ تصوير مقاطع لأشخاص يسيئون لأمهاتهم أو أبنائهم، وهو ما دعا وزارة الداخلية العراقية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية للتدخل أكثر من مرة لاعتقال أو مقاضاة عدد منهم.
في سياق بحث الظاهرة، يؤكّد الباحث الاجتماعي، ربيع حسن، أنّ ضعف القانون وقلّة الوعي والبطالة كلّها أسباب تدفع إلى مثل هذه الظواهر، مبيناً أنّ كثيراً من المشاكل التي حدثت بسبب هذه المقاطع قانونية واجتماعية وعشائرية وصلت إلى اشتباكات مسلحة وقد دخل الكثير منهم السجن. إلا أنّه يؤكد مقتل أحدهم قبل أسابيع عندما دخل برهان مع صديقه حول إمكانيّة قفزه من أعلى جسر في البصرة على شط العرب، وأقدم على المغامرة مع آخر يقوم بالتصوير، لكنّه قفز وغطس في الماء ولم يخرج منه.
ويضيف "خطورة مواقع التواصل تكمن في استخدامها من قبل الشباب والشابات وحتى الأطفال من دون وعي، ما تسبّب بتحطّم المناعة الأخلاقية لدى كثيرين، وأوقع آخرين في مشاكل اجتماعية خطيرة وعرَّضهم للابتزاز الإلكتروني بسبب مقاطع تسجيلية يبثونها".
اقــرأ أيضاً
من جهته، يؤكّد محمد بركات، وهو ناشط على منصات التواصل، أنّ هوس ارتفاع عدد المتابعين وعدد المشاهدات تحول لـ"مرض حقيقي" لكثير من العراقيين الفاعلين على منصات التواصل. ويُبيّن أنّ البعض يتفاخر بعدد متابعيه على "يوتيوب" أو "تويتر" أو "فيسبوك"، لذا صار البحث عن كل ما هو غريب أو مثير غاية، وكثير منهم يتناولون أخباراً كاذبة أو أخباراً يشتهيها الجمهور بهدف الشهرة أو زيادة عدد المتابعين.
ويُحمّل بركات، في حديث لـ"العربي الجديد"، وسائل إعلام محلية من محطات فضائية وقنوات وصحف ومواقع إلكترونية، جزءاً من المسؤولية، "كونها صدّرت قسماً منهم بسبب مظهرهم أو كلامهم والمحتوى الذي ينشرونه وحولتهم لإعلاميين ومؤثرين وفي الحقيقة هم أشخاص تافهون"، وفقاً لقوله.
ووصل الأمر ببعض الناشطين والإعلاميين إلى التلاعب بمشاعر المتابعين، كما يصف البعض، وإعلان خبر وفاتهم مثلاً بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من "الطشة" أو الشهرة، ثم التراجع بعد ذلك واعتباره خبراً مزيفاً أو مقلباً كوميدياً مع المتابعين. ووقع بعض الأطفال ضحية "الطشة" في مشاكل كبيرة بسبب فيديوهات يسجلونها أو يسجلها لهم ذووهم وينشرونها بهدف الحصول على شهرة أكبر.
وتوضح الإعلامية ربى الحسني أنّ "من بين المشاكل: طفلة صغيرة كان والدها يصورها في مقاطع تسجيلية وينشرها على مواقع التواصل لاقت انتشاراً واسعاً وانتقاداً شديداً، في ذات الوقت تحولت إلى مشكلة اتهموا فيها الأب بأنها ليست ابنته وأنه يستغلها بطريقة لا أخلاقية. لتظهر معها جدتها فيما بعد في فيديو توضح فيه أنّ الطفلة ابنته وكان يحاول التسلي معها بمواقع التواصل". وتتابع الحسني لـ "العربي الجديد" الخطورة في "الطشة" بالنسبة للفتيات هي الابتزاز الإلكتروني والاستغلال الجنسي عبر الابتزاز بسبب جهلهنّ في الاستخدام الصحيح لهذه المواقع ولكميّة الشهرة التي يحصلن عليها".
وسجّلت الشرطة العراقية منتصف ونهاية عام 2018 العديد من حوادث قتل ووفيات غامضة لمشاهير منهم حمودي المطيري المعروف بملك "إنستغرام" و"الفاشينيستا" الشهيرة تارة فارس وخبيرة الماكياج الدكتورة رفيف الياسري ومشاهير آخرون. ودفعت المخاطر والمشاكل الاجتماعية التي تلاحق مشاهير "الطشة" إلى الهجرة من العراق والاستقرار في تركيا أو أوروبا للتخلص من ملاحقة من يصفونها بالعصابات الظلامية التي تلاحق المشاهير بين آونة وأخرى تحت ذرائع دينية أو سياسية أو أخلاقية واجتماعية بحسب مختصين.
لكن "الطشة" لم تفلت من مشاهير "التحشيش" أو الكوميديا من الشباب والشابات الذين وجدوا في هذا المصطلح الجديد على الساحة العراقية كنزاً لبرامج كوميدية لاقت صدى واسعاً في مواقع التواصل وحتى القنوات الفضائية. ويقول خبراء في مواقع التواصل أنّ المشكلة تكمن في رغبة الشباب والشابات في الحصول على الشهرة بهدف الشهرة ذاتها أو بهدف الحصول على المال عبر الإعلانات، لكن لم يكن في حسابهم خطورة ذلك في بلد مترهل أمنياً وسياسياً.
وتبدو المنافسة أكثر حدة على "يوتيوب"، كونها مصدر دخل أيضاً. لكن سرعان ما تذهب مقاطع الفيديو نفسها إلى "فيسبوك" و"تويتر"، وتصل إلى حدّ تصوير مقاطع لأشخاص يسيئون لأمهاتهم أو أبنائهم، وهو ما دعا وزارة الداخلية العراقية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية للتدخل أكثر من مرة لاعتقال أو مقاضاة عدد منهم.
Facebook Post |
في سياق بحث الظاهرة، يؤكّد الباحث الاجتماعي، ربيع حسن، أنّ ضعف القانون وقلّة الوعي والبطالة كلّها أسباب تدفع إلى مثل هذه الظواهر، مبيناً أنّ كثيراً من المشاكل التي حدثت بسبب هذه المقاطع قانونية واجتماعية وعشائرية وصلت إلى اشتباكات مسلحة وقد دخل الكثير منهم السجن. إلا أنّه يؤكد مقتل أحدهم قبل أسابيع عندما دخل برهان مع صديقه حول إمكانيّة قفزه من أعلى جسر في البصرة على شط العرب، وأقدم على المغامرة مع آخر يقوم بالتصوير، لكنّه قفز وغطس في الماء ولم يخرج منه.
ويضيف "خطورة مواقع التواصل تكمن في استخدامها من قبل الشباب والشابات وحتى الأطفال من دون وعي، ما تسبّب بتحطّم المناعة الأخلاقية لدى كثيرين، وأوقع آخرين في مشاكل اجتماعية خطيرة وعرَّضهم للابتزاز الإلكتروني بسبب مقاطع تسجيلية يبثونها".
من جهته، يؤكّد محمد بركات، وهو ناشط على منصات التواصل، أنّ هوس ارتفاع عدد المتابعين وعدد المشاهدات تحول لـ"مرض حقيقي" لكثير من العراقيين الفاعلين على منصات التواصل. ويُبيّن أنّ البعض يتفاخر بعدد متابعيه على "يوتيوب" أو "تويتر" أو "فيسبوك"، لذا صار البحث عن كل ما هو غريب أو مثير غاية، وكثير منهم يتناولون أخباراً كاذبة أو أخباراً يشتهيها الجمهور بهدف الشهرة أو زيادة عدد المتابعين.
Facebook Post |
ويُحمّل بركات، في حديث لـ"العربي الجديد"، وسائل إعلام محلية من محطات فضائية وقنوات وصحف ومواقع إلكترونية، جزءاً من المسؤولية، "كونها صدّرت قسماً منهم بسبب مظهرهم أو كلامهم والمحتوى الذي ينشرونه وحولتهم لإعلاميين ومؤثرين وفي الحقيقة هم أشخاص تافهون"، وفقاً لقوله.
ووصل الأمر ببعض الناشطين والإعلاميين إلى التلاعب بمشاعر المتابعين، كما يصف البعض، وإعلان خبر وفاتهم مثلاً بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من "الطشة" أو الشهرة، ثم التراجع بعد ذلك واعتباره خبراً مزيفاً أو مقلباً كوميدياً مع المتابعين. ووقع بعض الأطفال ضحية "الطشة" في مشاكل كبيرة بسبب فيديوهات يسجلونها أو يسجلها لهم ذووهم وينشرونها بهدف الحصول على شهرة أكبر.
Facebook Post |
وتوضح الإعلامية ربى الحسني أنّ "من بين المشاكل: طفلة صغيرة كان والدها يصورها في مقاطع تسجيلية وينشرها على مواقع التواصل لاقت انتشاراً واسعاً وانتقاداً شديداً، في ذات الوقت تحولت إلى مشكلة اتهموا فيها الأب بأنها ليست ابنته وأنه يستغلها بطريقة لا أخلاقية. لتظهر معها جدتها فيما بعد في فيديو توضح فيه أنّ الطفلة ابنته وكان يحاول التسلي معها بمواقع التواصل". وتتابع الحسني لـ "العربي الجديد" الخطورة في "الطشة" بالنسبة للفتيات هي الابتزاز الإلكتروني والاستغلال الجنسي عبر الابتزاز بسبب جهلهنّ في الاستخدام الصحيح لهذه المواقع ولكميّة الشهرة التي يحصلن عليها".
Facebook Post |
وسجّلت الشرطة العراقية منتصف ونهاية عام 2018 العديد من حوادث قتل ووفيات غامضة لمشاهير منهم حمودي المطيري المعروف بملك "إنستغرام" و"الفاشينيستا" الشهيرة تارة فارس وخبيرة الماكياج الدكتورة رفيف الياسري ومشاهير آخرون. ودفعت المخاطر والمشاكل الاجتماعية التي تلاحق مشاهير "الطشة" إلى الهجرة من العراق والاستقرار في تركيا أو أوروبا للتخلص من ملاحقة من يصفونها بالعصابات الظلامية التي تلاحق المشاهير بين آونة وأخرى تحت ذرائع دينية أو سياسية أو أخلاقية واجتماعية بحسب مختصين.
Facebook Post |
لكن "الطشة" لم تفلت من مشاهير "التحشيش" أو الكوميديا من الشباب والشابات الذين وجدوا في هذا المصطلح الجديد على الساحة العراقية كنزاً لبرامج كوميدية لاقت صدى واسعاً في مواقع التواصل وحتى القنوات الفضائية. ويقول خبراء في مواقع التواصل أنّ المشكلة تكمن في رغبة الشباب والشابات في الحصول على الشهرة بهدف الشهرة ذاتها أو بهدف الحصول على المال عبر الإعلانات، لكن لم يكن في حسابهم خطورة ذلك في بلد مترهل أمنياً وسياسياً.
Facebook Post |
Facebook Post |