بسبب خبر وفاة قايد السبسي... قناة "العربية" تثير انتقادات التونسيين

02 يوليو 2019
غادر السبسي المستشفى أمس (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

بعد أن غادر الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي المستشفى العسكري مساء أمس الإثنين، ونشر صور له في الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية، أصبحت القنوات التي نقلت خبر وفاته يوم الخميس 27 يونيو/ حزيران 2019، محل تساؤل وشكّ بالنسبة للمواطنين التونسيين. وقناة "العربية" كانت في الطليعة، إذ أكّدت وأصرّت يومها على أنّ السبسي تُوفي، من خلال معطيات قدمتها مراسلتها في تونس إيناس الفرادي، التي أكدت أن أشخاصاً مقربين من الرئيس التونسي أكدوا لها خبر وفاته. وأذاعت القناة الخبر أكثر من مرة من دون التثبت منه.

هذه الحادثة خلّفت استياءً كبيراً لدى التونسيين، إذ وصف الإعلامي زياد الهاني التصريح الذي قدمته القناة بـ"العار". في حين ذهب آخرون إلى اعتبار أن ما حصل كانت الغاية منه إرباك الوضع العام في تونس، وخصوصاً أن خبر الوفاة تزامن مع عمليتين إرهابيتين شهدتهما العاصمة التونسية، ما ساهم في خلق أجواء متوترة جداً على الساحة الوطنية، كان يمكن أن تتطور إلى نوع من الفوضى.

قناة العربية، وبعد تأكدها من أن الخبر الذي نقلته غير صحيح، قامت بالتخلي عن مراسلتها إيناس الفرادي التي التحقت للعمل بالقناة منذ آذار/ مارس 2019. لكنّ البعض من الصحافيين يعتبرون أن تحميل المسؤولية للمراسلة فيه ظلم، لأنها قد تكون هي الأخرى ضحية لتلاعب من أطراف داخلية وخارجية، كانت لا تريد النجاح لتجربة الانتقال الديمقراطي في تونس، محاولين إيجاد تبريرات لما حصل.


ورأى الإعلامي صبري الزغيدي أن "ما قامت به قناة العربية يوم (الخميس 27 يونيو/ حزيران) خطأ مهني فادح، لكن ذلك يعود إلى نقص التجربة وحماستها المبالغ فيها ربما".
وقال الإعلامي خميس بن بريك، بأن المسؤولية تتحملها القناة: "الخطأ يتحمله أعرافها (المسؤولون) في القناة. هناك سياسة تحريرية. في حالة كتلك التي عشناها. هناك ضوابط. لا ينشر شيء عن وفاة أي شخصية مهمة دون مصدر رسمي. الخطأ يقع على عاتق من مرر المعلومة".

بثّ خبر وفاة الرئيس التونسي من طرف قناة "العربية" أفقدها الكثير من مصداقيتها لدى الجمهور التونسي، الذي استغرب الكثير منهم تمرير خبر وفاة رئيس دولة من دون الرجوع  إلى مصدر رسمي، مع ما يحمله ذلك من تبعات، وبدون انتظار التأكيد الرسمي لخبر الوفاة. واعتبروا أنّ ما قامت به القناة خطأ مهني فادح لا يليق بقناة تحترم جمهورها وتحترم مواثيق العمل الصحافي.