إصابات بقمع الاحتلال وقفات تضامنية مع الصحافي الفلسطيني معاذ عمارنة

رام الله

سامر خويرة

سامر خويرة
17 نوفمبر 2019
B7CEC00F-FF6B-45A2-8233-CCD75EEC46EC
+ الخط -

أصيب عدد من الفلسطينيين، اليوم الأحد، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي وقفات تضامنية مع الصحافي معاذ عمارنة الذي فقد عينه اليسرى جراء إصابته بشظايا رصاصة أطلقها عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي، أول من أمس الجمعة، خلال تغطيته فعالية مناهضة للاستيطان في بلدة صوريف شمال غرب الخليل جنوب الضفة الغربية، فيما نظم الصحافيون الفلسطينيون وقفات داعمة للصحافي عمارنة، في مدن نابلس وطولكرم وجنين، شمالي الضفة الغربية.

وإلى الجنوب من الضفة الغربية، أصيب عشرات الصحافيين الفلسطينيين والناشطين بحالات اختناق ورضوض، جراء تفريق قوات الاحتلال وقفة لهم على مدخل بيت لحم الشمالي، حيث هاجم الجنود، المشاركين، واعتدوا عليهم بالضرب، كما أطلقوا تجاههم القنابل الغازية المسيلة للدموع والقنابل الصوتية.

وأوضح الصحافي أحمد تنوح، لـ"العربي الجديد"، أن عدداً من جنود الاحتلال اعتدوا عليه بالضرب عندما رفض مغادرة المكان، ثم قام اثنان منهم بجرّه إلى منطقة بعيدة عن التظاهرة، واحتجزوه برفقة المصور الصحافي حمد طقاطقة، قبل إخلاء سبيلهما.

من جهة أخرى، أصيبت طالبة من جامعة فلسطين التقنية "خضوري" في مدينة طولكرم بقنبلة غاز في وجهها، كما أصيب عدد آخر من الطلبة بحالات اختناق بالغاز، إثر المواجهات التي اندلعت في حرم الجامعة، بعد انتهاء الوقفة التضامنية التي نظمتها كلية الإعلام هناك مع الصحافي عمارنة.


وقال مدير الإعلام في جامعة خضوري، جبريل حجة، لـ"العربي الجديد": "إن طلبة الإعلام نظموا، اليوم، وقفة تضامنية مع زميلهم عمارنة، حيث توجه الطلبة إلى المنطقة القريبة من المعسكر الإسرائيلي المقام على أرض الجامعة، فأطلق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريقهم، ما نتجت عنه إصابة عدد منهم".

إلى ذلك، نظم الصحافيون وناشطون وشخصيات اعتبارية وقفة تضامنية في مدينة جنين مع الصحافي عمارنة، حيث رفعوا صوره، ولافتات باللغتين العربية والإنكليزية، تدعو إلى وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية بحق الإعلام الفلسطيني، وعن ضرورة ملاحقة المعتدين ومحاكمتهم على جرائمهم.

ووضع الصحافيون والمشاركون "ضمادات" على أعينهم اليسرى تعبيراً عن تضامنهم مع زميلهم عمارنة، منددين بقمع الاحتلال واستهدافهم للصحافيين أثناء تغطيتهم انتهاكات الاحتلال.

وأكد عضو الأمانة العامة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين عمر نزال في كلمة له، أن استهداف الاحتلال للصحافيين بات سياسة واضحة ومتعمدة، مشيرا إلى أن حكومة الاحتلال باتت تدرك الخطورة التي يشكلها الإعلام الفلسطيني المهني، في نقله حقيقة الانتهاكات الإسرائيلية على الأرض، ومن هنا جاء الاستهداف للصحافيين العاملين في الميدان.

وفي نابلس، أكد المتحدثون في الاعتصام التضامني مع عمارنة، أهمية مخاطبة المؤسسات الدولية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الفلسطينيين، وتوفير الحماية للصحافيين، وإلزام سلطات الاحتلال بتطبيق القرارات والمواثيق الخاصة بحرية الصحافة، وفق المعاهدات الدولية.

وأكد مدير عام وزارة الإعلام في نابلس، ناصر جوابرة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن عمارنة واحد من مئات الصحافيين الفلسطينيين الذين تعرّضوا لانتهاكات واعتداءات متعمدة من الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن ذلك يتم رغم ارتداء الصحافيين في الميدان ما يدل على طبيعة عملهم، كخوذة الرأس، والدرع الواقي، ووقوفهم في منطقة بعيدة عن المواجهات، إلا أن "الحقيقة هي المستهدفة"، لذلك فهم يدفعون - الصحافيون الفلسطينيون- ثمنا باهظا مقابل عملهم المهني.

بدوره، شدد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، خالد منصور، في كلمته أمام المشاركين، على أن استهداف الاحتلال للقلم الحر والصورة الحقيقية بحاجة إلى وقفة جادة من جميع الجهات ذات الصلة، وقال: "لا يمكن الصمت على قتل الصحافيين على الهواء، كما جرى مع ياسر مرتجى في غزة، وكاد أن يحصل مع عمارنة في الخليل".

وأكد منصور أنه "حان الوقت لوقف الاعتداءات على الصحافيين، وهذا لن يتم إلا بتحرك فلسطيني جاد وعلى أعلى المستويات"، مطالبا الصحافيين والإعلاميين بضرورة مواصلة عملهم وتغطية الأحداث الميدانية ونقل الحقيقة إلى العالم مهما كان الثمن، فهم أصحاب رسالة سامية.


من جانبها، نددت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، في بيان لها، بإقدام قوات الاحتلال على الاعتداء العنيف على مسيرة الصحافيين التضامنية مع الصحافي عمارنة، ورأت أن قيام جنود الاحتلال المتمركزين على حاجز القبة العسكري بتنفيذ اعتداء وحشي على الصحافيين، قبل أن تنطلق مسيرتهم التي كانت دعت إليها النقابة، هو إيغال في ارتكاب مزيد من الجرائم بحق الصحافيين الفلسطينيين، حيث أفضى ذلك القمع للمسيرة إلى إصابة 7 صحافيين والاعتداء بالضرب على آخرين واعتقال صحافيين اثنين على الأقل.

واعتبرت نقابة الصحافيين أن هذا الاعتداء، هو خير شهادة على أن استهداف عمارنة من قبل قناص من جيش الاحتلال هو جريمة مغطاة بقرار سياسي وتمت عن سابق إصرار، وأن غياب الردع والمحاسبة الدولية للاحتلال يشجعه على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق الصحافيين، وهو ما يضع إسرائيل في خانة الكيان الأكثر بطشاً بحرية العمل الصحافي.

ودعت النقابة، الأمم المتحدة، إلى صيانة وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2222 لعام 2015، وإلى إيجاد آليات ملزمة لتنفيذه، وتوفير الحماية الميدانية للعمل الصحافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإلى ضرورة محاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم المستمرة بحق الصحافيين ووسائل الإعلام الفلسطينية.

ومنذ بداية العام الحالي، رصدت نقابة الصحافيين الفلسطينيين 600 انتهاك إسرائيلي بحق الصحافيين والمصورين الفلسطينيين خلال ممارسة عملهم الصحافي في الضفة الغربية وغزة والقدس، مبينة أن أخطر الانتهاكات "إطلاق الرصاص الحي والمعدني تجاه الصحافيين، ما أدى إلى إصابة 60 منهم بإصابات بالغة الخطورة، ما زال البعض منهم يعاني حتى اللحظة ويتلقى العلاج"، فيما أصيب 43 صحافياً بسبب قنابل الصوت التي يطلقها جنود الاحتلال نحو أجسامهم، وأكثر من 170 انتهاكا سجلت، متمثلة في الضرب والاحتجاز والمنع من التغطية، بينما لا يزال 18 صحافيًا رهن الاعتقال في سجون الاحتلال.

ذات صلة

الصورة
ما تركه المستوطنون من أشجار مقطوعة ومحصول مسروق في قرية قريوت (العربي الجديد)

سياسة

تعرضت الأراضي الزراعية في موقع "بطيشة" غربي قرية قريوت إلى الجنوب من مدينة نابلس لهجوم كبير من المستوطنين الذين قطعوا وسرقوا أشجار الزيتون المعمرة
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
المساهمون