حمدي رزق رئيساً لتحرير "المصري اليوم"... وصف مبارك بـ"رئيس الفقراء" والثوار بـ"المخربين"

07 ابريل 2018
رزق من الشامتين بضحايا رابعة العدوية (فيسبوك)
+ الخط -

أصدر مجلس إدارة صحيفة "المصري اليوم"، برئاسة عبد المنعم سعيد، مساء السبت، قراراً بتعيين الصحافي الموالي للنظام، حمدي رزق، رئيساً لتحرير الصحيفة اليومية، خلفاً للصحافي محمد السيد صالح، الذي أقيل على خلفية تقرير "الدولة تحشد الناخبين"، الذي رصد بعضاً من انتهاكات مؤسسات الدولة، وأنصار الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الانتخابات الرئاسية المنقضية.


وشغل رزق رئاسة تحرير مجلة "المصور"، الصادرة عن مؤسسة "دار الهلال" الحكومية، منذ مارس/ آذار 2009، وحتى يوليو/ تموز 2013، ويعد من الصحافيين المحسوبين على نظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك، إذ وصف الأخير بـ"رئيس الفقراء" في مقالاته، وهاجم ثوار 25 يناير 2011 بضراوة، واصفاً إياهم بـ"المخربين".

وبدأ رزق العمل بالصحافة في العام 1984 محرراً للتحقيقات في مجلة "روز اليوسف"، قبل أن يتركها متجهاً إلى مجلة "المصور" في العام 1993، للكتابة في شؤون تيارات "الإسلام السياسي"، بغرض التملق للسلطة الحاكمة من خلال مهاجمة جماعة "الإخوان" المعارضة، حتى عمل مقدماً لفقرة الصحافة ببرنامج "القاهرة اليوم" على فضائية "أوربت"، ومقدماً ببرنامج "نظرة" الأسبوعي على فضائية "صدى البلد".

ولطالما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع الفيديو، التي تظهر تلون رزق، ومن بينها تهكمه على مبادرة القيادي في جماعة الإخوان، حسن البرنس، بشأن قيادة الدراجة في شوارع محافظة الإسكندرية، في مقابل نفاقه للسيسي، أثناء نشر صور للأخير، وهو يقود الدراجة، قائلاً إنه "الحل السحري لمشكلة المرور في مصر".

وتصدّر رزق كتيبة المدافعين عن انقلاب 3 يوليو/ تموز 2013، وما تلاه من إجراءات قمعية من جانب السلطة العسكرية، شملت الفض "الوحشي" لاعتصامي "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، إذ شمت كغيره من الإعلاميين بمقتل المئات من الضحايا العزل، واصفاً إياهم بـ"الإرهابيين" من دون دليل.

وكان مساعد رئيس تحرير مجلة "المصور"، الصحافي طارق سعد الدين، قد تقدم بشكوى لمجلس نقابة الصحافيين في أعقاب ثورة يناير، يتهم فيها رزق بمنع نشر مقاله بالمجلة، بحجة "توجيه انتقادات لسياسات وزير الإعلام الأسبق، البرلماني الحالي، أسامة هيكل، وحرمانه من حقوقه في العلاوات والترقيات، بالمخالفة للوائح العمل المنظمة".

وقال سعد الدين، في مذكرته، إن رزق يفتخر أمام الصحافيين بعمالته لجهاز أمن الدولة "المنحل"، ومنافقته مبارك، ونجله جمال، في مقالاته، في سنوات ما قبل الثورة، علاوة على تحريضه على المتظاهرين أثناء ثورة يناير، مستشهداً بمقال له يشيد فيه بحرص مبارك على متابعة أدق التطورات بشأن أحوال "البلاد والعباد" في مصر، حتى وهو يقضي فترة النقاهة من علاجه في الخارج.

وبمقاله المؤرخ في 24 مارس/ آذار 2010 بمجلة المصور، يصف رزق مبارك بـ"الأب الحاني"، الحريص على مصالح المصريين، وشؤون حياتهم، عازفاً على فكرة أن مبارك هو من أسس دولة المؤسسات في مصر، وأن عودته المنتظرة إلى الوطن هي عودة للروح المصرية ذاتها، بوصفه "رئيس الفقراء"، والأكثر اهتماماً بالبسطاء، ويدهم التي تدافع عنهم، وترفع الراية خفاقة.

ثم يعود رزق أدراجه، ويكتب بمقاله المؤرخ في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، عن حزب مبارك، وفلول الحزب الوطني السابق: "اعزلوهم حيث ثقفتموهم، وأخرجوهم من المجلس (البرلمان) حيث أخرجوكم... ولا تأخذكم بهم رحمة، ولا شفقة تصويتية، لا تنتظروا قضاء يخرجهم ويعزلهم، ضعوهم في حجمهم... وما يأفكون!".

وكان المجلس الأعلى للإعلام في مصر قد وقع غرامة مالية على "المصري اليوم" بواقع 150 ألف جنيه، مع إحالة رئيس تحريرها، وأحد صحافييها، إلى نقابة الصحافيين للتحقيق معهما، بسبب "مانشيت" الطبعة الأولى من عددها الصادر في 29 مارس/ آذار الماضي، والذي جاء تحت عنوان تحت عنوان شارح "الهيئة الوطنية للانتخابات تلوّح بالغرامة... ومسؤولون يعِدون بمكافآت مالية... وهدايا أمام اللجان".



وقرر المجلس إلزام الصحيفة بنشر اعتذار للهيئة الوطنية للانتخابات بالمكان نفسه، والمساحة ذاتها، وذلك بعدما تقدمت الهيئة بمذكرة إلى المجلس ضد الصحيفة، زعمت فيها أن الأخيرة نشرت "أخباراً وبيانات كاذبة، وتقارير إخبارية غير صحيحة، بهدف الإساءة إلى الانتخابات الرئاسية، والهيئة المشرفة على إدارتها، والتشكيك في نزاهة العملية الانتخابية برمتها".