الناشطة سميرة الخليل... بطلة قصة مصورة على الإنترنت

22 مارس 2017
(فيسبوك)
+ الخط -
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، احتفل البرنامج الإقليمي للعدالة الجندرية، التابع لـ"أوكسفام"، من خلال تدشين حملة إلكترونية لتكريم نماذج من النساء الرياديات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي الحملة سيتم تكريم ثماني نساء رياديات ينتمين لثمانية بلدان مختلفة من المنطقة، عن طريق تحويل قصصهن الحقيقية إلى قصص مصورة تنشر على موقع "منارات" على الإنترنت؛ ولقد ساهم الجمهور باختيار النساء المكرمات من خلال استمارة الترشيح الإلكترونية الخاصة بالحملة. 

وبدأت "منارات" تصدر القصص المصورة الخاصة بالحملة في عيد المرأة العالمي، يوم 8 مارس/آذار، وافتتحت الحملة بقصة المصورة الموريتانية، مي مصطفى إخو، التي تدرس الآن في معهد السينما في القاهرة بعد رحلة من النضال، بحسب ما ذُكر في القصة؛ وفي يوم 17 مارس، أصدرت القصة الثانية، عن الناشطة السورية سميرة الخليل، بالتزامن مع احتفالات ووقفات السوريين التضامنية حول العالم، في الذكرى السادسة للثورة السورية.

وكتبت كلا القصتين، الكاتبة والرسامة اللبنانية لينا مرهج، ولونتهما وحبرتهما عزة أبو ربيعة، وهما متوافرتان بنسختين إلكترونيتين على موقع "منارات".

هذه ليست المرة الأولى التي تحاكي فيها الأعمال الفنية شخصية الناشطة السورية سميرة الخليل، ففي العام الماضي، سبق أن جُسدت شخصية الخليل في عرض مسرحي، حمل عنوان "نوم الغزلان"، وقدمته المخرجة اللبنانية لينا أبيض في بيروت؛ وفي العرض المسرحي، تلقي الممثلة التي جسدت شخصية سميرة الخليل على مسامع الجمهور، بعضاً من المنشورات التي كتبها زوجها لها على "فيسبوك" بعد اختطافها، فلخصت منشورات الحاج صالح القصة وتداعياتها بصورة فنية متقنة.

وأما القصة القصيرة المصورة، التي كتبتها مرهج، فإنها لم تنصف حكاية سميرة الخليل فنياً، وذلك لعدة أسباب، ومنها: أنها جردت حكاية سميرة الخليل من البعد العاطفي الذي يميزها في علاقتها مع ياسين الحاج صالح، فأقحمت شخصية الراوية "عزة"، وجردت ياسين من دوره بسرد الحكاية، التي عرفها الناس من خلال منشوراته؛ كما أن القصة التي كتبتها مرهج قصيرة للغاية، ولم تتسع أسطرها لسرد تفاصيل القصة الحقيقية، وغيبت فيها العديد من العناصر الهامة، ومنها تهميش المختطفين الآخرين، رزان زيتونة ووائل حمادة وناظم حمادي.

فمرهج أرادت أن تعطي سميرة الخليل دور البطولة المطلقة في قصتها المصورة، وفي سبيل ذلك، همشت كل الشخصيات الأخرى التي من الممكن أن تقاسمها البطولة، فما يهم مرهج هو اختيار نماذج من النساء الرياديات في المجتمعات العربية، أكثر من اهتمامها بصب حكاية سميرة الخليل بقالب فني.

ومن ناحية أخرى، لم تتمكن الرسوم المرفقة من إضافة أي بعد فني، فبدت الرسوم باهتة وغير متقنة، ولا ترتقي لمحاكاة قصة تختزل دور المرأة في الحراك الشعبي الثوري في سورية.