"سورية الصرخة المخنوقة": ماذا حصل بعد عرض شهادات المغتصبات في سجون الأسد؟

21 ديسمبر 2017
تحدّثت مريم عما حصل بعد عرض الفيلم (يوتيوب)
+ الخط -
فيما لا تزال موجة التعاطف مستمرة مع ضحايا الاغتصاب في سجون رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد أسبوع من عرض الشريط الوثائقي "سورية الصخرة المخنوقة" للمخرجة الفرنسية مانون لوازو، على قناة "فرانس 2"، يستمر أيضا الجدل والنقاش على مواقع التواصل الاجتماعي حول الفيلم.

فسماع شهادات مباشرة لضحايا خرجن أحياء من سجون الأسد، لم يكن وقعه عادياً. أما السؤال الأكثر تكراراً على مواقع التواصل كان: "ماذا حلّ بهؤلاء السيدات بعد عرض الفيلم؟".

بداية كتب رئيس المجلس الوطني الانتقالي السوري السابق، برهان غليون، منشوراً طويلاً على صفحته على "فيسبوك" جاء فيه أنه غداة عرض العمل الوثائقي ورده اتصال من إحدى العاملات في الفيلم، تطلب منه التحدّث إلى إحدى السيدات اللواتي ظهرن في الشريط وأدلين بشهادتهن، وذلك بسبب الهجوم العنيف الذي تعرّضن له بعد عرض الفيلم: "منذ الصباح الباكر أيقظني اليوم هاتف من منطقة الحدود السورية التركية تطلب فيه مني إحدى المساهمات في إنتاج فيلم سورية: الصرخة المخنوقة، أن أتحدث مع إحدى النساء اللواتي قدمن شهاداتهن في الفيلم عن عمليات الاغتصاب الوحشية والمنهجية التي تتعرض لها المعتقلات السوريات. قالت لي إنها تكاد تنهار نفسياً، وأود أن تتحدث معها وتخبرها كم كانت شهادتها ثمينة لخدمة القضية السورية وفضح نظام القتل والاغتصاب الجماعي الأسدي". 

"لم تتوقف السيدة عن البكاء خلال المكالمة، ليس لذكريات العذاب الذي تعرضت له في زمن الاعتقال، ولكن لما تتعرض له من شماتة وتشهير وحرب نفسية يشنها أفراد يدعي بعضهم الحرص على سمعة نساء سورية، ويلومونها على ما قامت به من حديث علني عن الاغتصاب، بينما يتهمها البعض الآخر بالتكسب من شهادتها في الفيلم ونيلها الملايين لقاء المشاركة فيه. هؤلاء ليسوا سوريين ولا يمكن أن يكونوا بأي حال ثوريين، بل بشرا أسوياء"، بحسب منشور غليون.


بعد هذا المنشور كتبت نوران دندشي (التي استبدلت صورة حسابها بصورة السيدة مريم خليف التي ظهرت في الشريط) على حسابها، أنها تلقت رسالة خاصة على فيسبوك من سيدة مجهولة تسألها لماذا تضع صورة مريم على حسابها... وبعد حديث سريع اكتشفت أن هذه السيدة هي مريم. وأخبرتها عن العذاب الذي قاسته بعد عرض الشريط: "الأهل والأقارب. أنكرونا وتخلوا عنا. وحتى بعض المعتقلات والنَّاس المحيطة بنا الآن. يقولون أنتم جلبتم العار ما كان عليكم أن تقدموا هذه المعلومات وأن تظهروا في الفيلم".


 وإلى جانب النقاش المحتدم حول الإجرام (المعروف) لنظام بشار الأسد، فإن نقاشاً آخر ولا يقل احتداماً تناول تعاطي المجتمع مع السيدة التي تتعرض للاغتصاب، وكيف تتحول الضحية إلى متهمة ومذنبة.




وكانت حملة جمع تبرعات قد أطلقتها مخرجة الفيلم، بعد عرض العمل للمساعدة في جمع الأموال اللازمة للمدرسة التي أنشأتها مريم في أحد مخيمات اللجوء في تركيا. وتحتضن المدرسة فتيات سوريات تزوّجن في سنّ مبكرة، ونجحن بعدها بالحصول على الطلاق.

(العربي الجديد)