النظارات الذكية: محاولات متكررة رغم الفشل

30 سبتمبر 2016
"سبيكتاكلز" تقوم بتصوير مقاطع الفيديو فقط (سناب)
+ الخط -
تطوّرت الهواتف في السنوات العشر الماضية لتصبح أجهزة ذكية قادرة على استبدال الحاسوب، جهاز التصوير، الآلة الحاسبة، جهاز الاستماع للموسيقى وغيرها. التطوّر طاول الهاتف النقال التقليدي، وحوّله لهاتف لا يستطيع المستخدم اليوم العيش من دونه، إضافةً لخلقه لجهازين أساسيين هما الجهاز اللوحي والهاتف الذكي بشاشة كبيرة. 

بعد ذلك، توقّع كثيرون ظهور الأجهزة الذكية المحمولة، بحيث إنّ كل ما يمكن أن يلبسه الإنسان يمكن تطويره ليصبح قطعة ذكية كالسوار، الساعة والنظارات. وبالفعل هذا ما حصل مع سوار "فيت بيت" الذكي، وساعات "سامسونغ" و"آبل" والتي لاقت رواجاً لافتاً لما تحويه من خصائص وميزات مهمة للمستخدمين.

أما النظارات، فكانت مجرّد أداة توضع على العينين لمساعدة الأشخاص ضعيفي البصر على الرؤية والقراءة بشكل أوضح. والنظارات موجودة منذ عقود لكنّ التطوّر الذي لحق بها لم يتعدّ إطار الأداة ونوعية الزجاج المستخدم. وفي حين انّنا كنا نشاهد نظارات ذكية في أفلام الخيال العلمي، أو حتى أفلام الجواسيس، فإن النظارات الذكية أصبحت حقيقة مؤخراً، بعدما دخلت شركات عدّة هذا المضمار.

فقد أطلقت شركة "سناب" المعروفة بتطبيق "سناب تشات" مؤخراً نظارات Spectacles عبر إعلان دعائي قصير. وهذه النظارات تتيح تصوير مقاطع فيديو مدتها عشر ثوان والتي تستخدم على تطبيق "سناب تشات" ضمن خاصية "ميموريز". المقاطع ترفع تلقائياً عبر تقنية البلوتوث لأجهزة iOS، وتُنقل عبر الـ WIFI للأجهزة العاملة بنظام "آندرويد".
وبحسب الشركة، عمر بطارية النظارات هو يوم كامل، ويمكن إعادة شحنها بمدة لا تتجاوز الثلاث ساعات. النظارات ستعرض بسعر 130 دولاراً وهي تأتي بحجم واحد، وستتوفّر باللون الأزرق، اللون الأسود واللون المرجاني. وأمّا عن موعد إطلاقها، فقد أكّدت الشركة انّها ستتوفّر في الأسواق قبل انتهاء العام الحالي. وفي حين أنّ النظارات تحتوي على مؤشر يظهر للمستخدم كما للمتواجدين قربه، انّه يقوم بتسجيل مقطع مصوّر، إلا أنّ الشركة لم تعط معلومات عما إذا كانت الأجهزة مضادة للمياه. هذا ويمكن التقاط مقطع مصوّر بمدة أقصاها نصف دقيقة.

لكن نظارات Spectacles لم تكن الأولى، فقد طرحت شركة "غوغل" عام 2013 نظارات ذكية تحت اسم "غوغل غلاس"، وهي نظارات ذكية تمّ تطويرها على مدى سنتين ضمن مشروع خاص بشركة "غوغل" وهو "مختبر غوغل إكس" والذي يعمل على عدد من الأجهزة التكنولوجية المستقبلية الأخرى كالسيارة ذاتية القيادة.


"غوغل غلاس" كانت تتيح عدداً من الميزات، كالتقاط الصور ولكن بطريقة مختلفة. فعلى الشخص الذي يلبس "غوغل غلاس" فقط قول (التقط صورة Take a picture) لتقوم النظارة بالتقاط صورة عالية الجودة وتخزينها فوراً. هذا ويتم إيقاظ النظارة فقط بقول "أوكاي غلاس" لتظهر شاشة صغيرة ضمن زجاجة النظارة والتي تعرض عليها خيارات مثل التقاط الصور، النظر في الصور والمقاطع الملتقطة والاتصال بصديق.
الاتصال سهل جداً، فكما التقاط الصور، على المستخدم فقط قول اتصل بــ (اسم الصديق) لتقوم النظارات بطلب رقم الصديق. إلى جانب ذلك، يمكن ترجمة أي شيء والاستفسار عنه، فالنظارات متّصلة بمحرك بحث "غوغل"، كما أنّها ترشد المستخدم إلى الأماكن بدقة. لكن، مع كل هذه الميزات، فشلت "غوغل غلاس" وتوقّفت الشركة عن إصدار نظاراتها بعد تحديث واحد قامت به في أبريل/نيسان من عام 2014.
ومن أسباب فشل "غوغل غلاس"، سعرها الباهظ جداً والذي وصل إلى 1500 دولار. ولم تصبح النظارات منتجاً استهلاكياً متاحاً للجميع بسبب عدم تحمّس المطوّرين والمدونين لها. الأمر هنا يعود للعيوب التي ظهرت في زجاج النظارات بالإضافة لاعتبار الكثيرين انّها منتج ينتهك خصوصية المستخدم كونها تستطيع التقاط الصور والمقاطع المصوّرة على مدار الساعة.


وفي سياق متّصل، عملت "غوغل" و"سامسونغ"، كلّ على حدة، في تطوير أجهزة الواقع الافتراضي والألعاب المتصلة به. هنا نتحدث عن أجهزة "سامسونغ VR"، والتي هي عبارة عن نظارة للواقع الافتراضي لمشاهدة الأفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد 360 درجة مخصصة للعمل مع هواتف "سامسونغ S6"، "سامسونغ S7"، بالإضافة لأجهزة "سامسونغ Edge" مع ذاكرة خارجية سعة 16 غيغا.
ونظارات "سامسونغ" لاقت رواجاً لما تضيفه من واقعية على الأفلام بحيث يحس المستخدم كما لو أنّه يعيش قصة الفيلم. وقد ترجم نجاح تلك النظارات بكمية التطبيقات والأفلام التي صدرت لتقنية عالية لتلائم نظارات الواقع الافتراضي. أما بالنسبة لشركة "غوغل"، فقد أتاحت تجربة الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد للجميع مزيلة حاجز السعر والذي هو باهظ جداً إذا ما تحدثنا عن أجهزة "سامسونغ" للواقع الافتراضي. لذلك، أطلقت الشركة نظارة مصنوعة من الكرتون مقدمة تقنية بسيطة مناسبة للجميع وبتكلفة زهيدة جداً. وحمل الجهاز الكرتوني اسم "غوغل كاردبورد"، وهو جهاز كرتوني خفيف الوزن لكنّه يؤمن تجربة الواقع الافتراضي بشكل جيد.


يصعب تكهّن مستقبل النظارات الذكية، لكنّها بالتأكيد تشكّل مستقبل التكنولوجيا التي يرتديها المستخدم. وفيما فشلت محاولات سابقة، كنظارات "غوغل"، يمكن أنّ تنجح نظارات Spectacles، خصوصاً أنّها منتج تكنولوجي مصمّم للتسلية وتبادل المقاطع المصوّرة بين المستخدمين على تطبيق يحتوي على 150 مليون مستخدم نشط يومياً.





دلالات
المساهمون