هولوكوست حلب بين مواقع التواصل والإعلام الرسمي: مجزرة أخرى

28 سبتمبر 2016
يبيد النظام حلب بمساندة القوات الروسية (كرم المصري/فرانس برس)
+ الخط -
قنابل فوسفورية وارتجاجية، جثث على الأرض، صرخات للنساء والأطفال والرجال، دماء وغبار في كل مكان، ترقب لحركة السماء وضجة الأرض، سيارات إسعاف، مبانٍ ممزقة متساوية مع الأرض... هذه حلب التي يبيدها النظام السوري والقوات الروسيّة.

بصور وفيديوهات عديدة، تخطفك مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تنقل وترصد هَول المجازر المتنقلة التي يرتكبها النظام السوري وروسيا في مدينة حلب تحت وسوم عدة، أبرزها #حلب_تباد و#حلب_تحترق و#حلب_تستغيث و#اغضبوا_لحلب_يامسلمين #HolocaustAleppo، #جرائم_الأسد، #اغضب_لحلب، و#مذبحة_حلب.

في هذا الوقت، يحضر الإعلام السوري الرسمي لكن ببيانات رسمية لا تشير سوى إلى تبني المجازر، فيما يخيّم الصمت عن كل المشاهد الأخرى، ليرتكب مجزرة من نوع آخر، يمكن القول إنها "مجزرة لفظية".

وجاء التفاعل هذه المرة واسعاً من قبل رواد مواقع التواصل، وشخصيات عربية وإسلامية، "أم يوسف السورية" كانت من بين الذين دعوا إلى نشر فيديو يتضمن مشاهد مرعبة لما يحصل في حلب، قائلة "هذه هي محرقة حلب".


من جانبه، دعا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي إلى مسيرات حاشدة في الدول العربية والإسلامية "لنصرة حلب وسورية يوم الجمعة القادمة، ليعلم كله بأننا شعوبٌ لم تمت ضمائرها!"، وذيل الدعوة بصورة تتوسطها عبارة "حلب تحترق".

كما بدا الغضب واضحاً على رواد مواقع التواصل الاجتماعي من مشاركة الروس للنظام السوري في ارتكاب المجازر بحق السوريين. إحدى هؤلاء الغاضبات وتدعى سما عمار أشارت إلى أن "مجرم الحرب بوتين قتل خلال أيام قليلة 106 أطفال في حلب".

أكثر من ذلك، صبت زيارة زعيم حركة "النجباء" أكرم الكعبي لمحافظة حلب واستعراض قواته فيها، لتصب الزيت على النار، وتزيد من استفزاز السوريين لما يجري في حلب.
وقال رئيس وفد المعارضة السورية إلى جنيف أسعد الزعبي، إنه "لا يوجد وقاحة أكثر من زيارة المجرم المعمم الكعيبي زعيم النجباء إلى مطار حلب".

ورغم الواقع المأساوي الذي تعشيه المدينة، إلا أن الباحث أحمد أبازيد، فضل إضفاء نوع من الثقة والحفاظ على الروح المعنوية فكتب "نحن أحياء وباقون وللحلم بقية #حلب"، فيما تظهر صورته التي أرفقها في منشوره، علم الاستقلال السوري وخلفه سماء تملأها نجوم بيضاء.

على الجانب الآخر، حضر الإعلام الرسمي السوري، ببيانات تتبنى المجزرة، بدأها قبل أيام قليلة بالإعلان الرسمي عن بدء معركة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب وتسليم السلاح. ونقل التلفزيون السوري إعلان "قيادة العمليات العسكرية بحلب بدء عملياتها في الأحياء الشرقية بمدينة حلب وتهيب بالأخوة المواطنين الابتعاد عن مقرات ومواقع العصابات الإرهابية المسلحة".

في غضون ذلك، امتلأت صفحات الإعلام الرسمي الأخرى بتصريحات المسؤولين الروس، فيما حمل رواد مواقع التواصل الموالون للنظام السوري، تأييداً للجريمة وتبنياً لها، عبر نقل بيانات وأخبار اقتحام مدينة حلب.

الفنان السوري عارف الطويل، انتهز الفرصة مجدداً لإعلان ولائه للنظام السوري ونقل خبراً عن تقدم جيش النظام السوري في المدينة نقلاً عن مصادر ميدانية. فكتب "مصدر ميداني في حلب "الجيش السوري يتقدم على محاور القلعة والفرافرة ويسيطر على عدة كتل في الفرافرة بحلب".