مصر: شوكان يخرج من القفص ويحكي للقاضي قصته

21 مايو 2016
شوكان خلال محاكمته اليوم (العربي الجديد)
+ الخط -

خرج المصور الصحافي المصري محمود أبو زيد "شوكان" من قفصه، وذلك بعدما طلب الإذن من القاضي، وقص له حكايته، خلال جلسة محاكمته اليوم السبت.

ومنذ أسبوع، أكمل المصور الصحافي محمود أبو الزيد، الشهير بـ"شوكان" ألف يوم خلف أسوار السجن، كـ"ضريبة لعمله كمصور صحافي.. والثمن عمره"، بحسب ما كتبه في خطابه الأخير. فبعد انقضاء فترة حبسه احتياطيا كاملة؛ مثل "شوكان"، أمام المحكمة للمرة الأولى، يوم 12 ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"قضية فض رابعة"، متهما بـ"الانضمام إلى تجمع غير سلمي وتكدير السلم العام وترويع المواطنين والإرهاب وقتل والشروع في قتل رجال الشرطة".

وفي 26 مارس/آذار الماضي، وأثناء جلسة في إحدى محاكم القاهرة، وجهت النيابة العامة تسع تهم إلى شوكان. وقبل المحاكمة، كان محامو شوكان قد مُنعوا من الاطلاع على وثائق أساسية تتعلق بالقضية، ومن بينها قرار الاتهام.

وفي واحدة من رسائله من حبسه بسجن طرة، قال شوكان "ها هي ضريبة أنني أعمل كمصور.. أدفع ثمنها من عمري، لكني واثق من الفرج ومتفائل بالمستقبل". أما ما يؤكد عليه في كل رسالة فهو التالي: "أسألكم ببساطة الآن وقد عرفتموني لا تديروا ظهركم، أنا مصور صحفي ولست مجرمًا.. أنا محمود أبو زيد.. شوكان".



وبالرغم من عدم ترديد هتافات سياسية تحمل أسماء الصحافيين المعتقلين ومن بينهم شوكان، يوم الجمعية العمومية الطارئة لنقابة الصحافيين المصرية، التي انعقدت عقب يوم واحد من اليوم العالمي لحرية الصحافة؛ إلا أنها أدرجت ضمن قراراتها، "الإفراج عن جميع الصحفيين المحبوسين والمحتجزين على ذمة قضايا النشر والرأي والتعبير"، كما أن شوكان وزملاءه في المعتقلات؛ كانوا بمثابة الحاضر الغائب في الجمعية العمومية.

كما حل شوكان على قائمة الصحافيين المحبوسين الذين تحدثت عنهم منظمة العفو الدولية "أمنيستي"، في مطلع تقريرها الصادر بمناسبة اليوم العالمي للصحافة. وأطلقت المنظمة عريضة توقيع للمطالبة بالحرية لشوكان، جاء فيها "بالإشارة إلى تصريح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في سبتمبر/أيلول 2015، بأن هناك حرية تعبير غير مسبوقة في مصر. وما صرَّح به، في أغسطس/آب 2015، من أن الدولة تحترم وتُقدِّر دور الإعلام وتتيح للإعلاميين العمل دون أية قيود، فإنني أناشدكم الإفراج عن المصور الصحفي محمود أبو زيد (المعروف باسم شوكان) فوراً ودون قيد أو شرط، باعتباره من سجناء الرأي، حيث لا يزال محبوساً خلف القضبان منذ أكثر من عامين دونما سببٍ سوى ممارسة عمله الصحفي بصورة سلمية".

و"شوكان"، مصور صحافي لوكالة "ديموتكس"، وأٌلقي القبض عليه في مذبحة رابعة العدوية في 14 أغسطس/آب 2013، ويواجه تهم "التظاهر بدون ترخيص، والقتل، والشروع في القتل، وحيازة سلاح ومفرقعات ومولوتوف، وتعطيل العمل بالدستور، وتكدير السلم العام".

ويعد شوكان، أحد أبرز الصحافيين المحبوسين على خلفية أداء مهامهم خلال تغطية وقائع فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس/آب 2013، ويعاني من التهاب الكبد، وحالته تزداد سوءاً بشكل مضطرد بسبب ظروف الاعتقال المريعة، وعدم الحصول على رعاية طبية وإساءة المعاملة التي يتعرّض لها.



ويذكر أنه هناك 64 صحافيا مصريا يقبعون في السجون المصرية منذ تظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013، بحسب توثيق الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان -منظمة مجتمع مدني مصرية.

ويعتبر عدد الصحافيين في السجون المصرية الأعلى على الإطلاق منذ العام 1990، بحسب تقرير لـ"اللجنة الدولية لحماية الصحافيين" الصادر في يونيو/حزيران الماضي.

وتحافظ مصر على ترتيبها كثالث دولة في العالم خطورة على الصحافيين، بعد سورية والعراق في عدد القتلى، والمركز 159 من 180 دولة في مؤشر "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة"، بعد وضعها على قائمة أخطر المناطق تهديدًا لحياة الصحافيين في العالم.

المساهمون