تطبيقات الموسيقى... "ساوند كلاود" يرفع المنافسة

07 ابريل 2016
منافسة بين "سبوتيفاي" وتطبيقات الموسيقى الأُخرى (Getty)
+ الخط -
بعد "آبل ميوزك"، أعلنت شركة "ساوند كلاود" عن إطلاق خدمتها الموسيقية الجديدة المدفوعة تحت اسم Soundcloud Go. هذه الخدمة تعمل باشتراك شهري لتتيح الاستماع لعدد غير محدود من الموسيقى والأغاني، من دون إعلانات وبتكلفة شهرية تبلغ 9.99 دولارات أميركية، مع إمكانية حفظ المقاطع الموسيقية وتخزينها للاستماع لها لاحقاً دون الحاجة للاتصال بالإنترنت.

ويحصل المشترك بالخدمة على اتصال كامل بملايين المسارات الموسيقية بما في ذلك المقاطع التي تمّ رفعها من الأفراد، إلى جانب الألبومات العالمية التي توفّرها شركة "ساوند كلاود" عبر عقود حقوق الملكية مع شركات الإنتاج الموسيقي. هذا وتختلف رسوم الإشتراك على أنظمة تشغيل الهواتف الذكية، فهي تبلغ 9.99 دولارات على "آندرويد"، في حين أنّها تبلغ 12.99 دولاراً على iOS.

الاشتراك دائماً مجاني لأول شهر، وهو يوفّر للمستخدمين مكتبة ضخمة تحتوي على أكثر من 125 مليون أغنية يمكن الاستماع لها دون إعلانات، إلى جانب إمكانية تحميلها في الجهاز للاستماع اليها لاحقاً دون الحاجة للاتصال بالإنترنت. ويوفّر الحساب المدفوع على تطبيق "ساوند كلاود" إمكانية الحصول على حسم يُصبح الاشتراك، من خلاله، بقيمة 4.99 دولارات شهرياً لمدة ستة أشهر فقط، قبل أن يعود السعر بعدها إلى المبلغ العادي.

وتأتي خطوة "ساوند كلاود" الحالية للرفع من حدة المنافسة أكثر بين خدمات بث الموسيقى، ولإيجاد مكان لها بين الخدمات الأشهر عالمياً: "آبل ميوزك"، "سبوتيفاي" و"غوغل بلاي ميوزك"، وعربياً "أنغامي". التطبيق الحالي سيبقى متوفراً كما كان سابقاً بالمجان، لكن لن يصبح بالإمكان الاستماع للأغاني الحديثة كاملة. أي لن يتمكن المستخدم من الاستماع للأغاني التي تتطلّب وجود حساب متّصل بالخدمة المدفوعة، وسيمكنها فقط الاستماع لـ 30 ثانية منها.وتعدّ هذه الخطوة بالإنقاذية خاصة بعد المشاكل المالية الكبيرة التي كانت تُعاني منها الشركة مؤخراً.



وتمّت الخطوة بعد عقد شراكات أبرمته الشركة مع ثلاث من كبرى شركات الإنتاج الموسيقي، كان آخرها "سوني" والتي جعلت "ساوند كلاود" تستحوذ على مكتبة ضخمة ومنظمة من الأغاني لبدء خدمة البث. ورغم أنّ الخدمة متاحة حالياً فقط في الولايات المتحدة، إلا أنّها قريباً جداً ستتوسّع لتشمل باقي الدول.

"ساوند كلاود" بالطبع سيكون منافساً للتطبيقات المعروفة عالمياً، بيد أنّه أيضاً منافس قوي لتطبيق "أنغامي". فالتطبيق مستعمل بشكل كبير في العالم العربي وذلك لسهولة استخدامه، وتوافقه مع مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. فرفع الأغنية من التطبيق لتغريدها على موقع "تويتر" يوفّر للمتابعين امكانية الاستماع للأغنية مباشرةً من داخل التغريدة ودون الحاجة لفتحها عبر الاستعانة بالتطبيق كمثلاً موقع "يوتيوب" أو الأغاني على تطبيق "آبل ميوزيك". وبهذه الميزة، والتي يوفّرها أيضاً "ساوند كلاود" على موقع "فيسبوك"، يتقدّم التطبيق على "أنغامي" الذي يشبه إلى حد كبير تطبيق "آبل ميوزيك" بالنسبة لرفع الموسيقى وعدم قدرة الاستماع لها من داخل مواقع التواصل.

تتفرّد "أنغامي" بعدد كبير من الأغاني والألبومات الحصرية، إلى جانب باقة من الميزات التي طوّرتها الشركة خلال السنوات الأخيرة كالتحميل بلا حدود، اللحاق بالفنانين المفضلين وإمكانية اللحاق بهم ومتابعة تغريداتهم وآخر إصداراتهم وغيرها من الميزات المشابهة لتلك الموجودة على خدمات "آبل" و"غوغل" الموسيقية. التطبيق أيضاً يتفرّد بأغنيات برامج الهواة العربية، أبرزها "آراب آيدول"، "ذا فويس" و"ذا ڤويس كيدز". إلى جانب ذلك، أبرمت الشركة عقد شراكة مع "بلاتينوم ريكوردز" والتي تقوم بإنتاج كبرى الحفلات الموسيقية. وسيؤمن هذا العقد دعم سلسلة من الحفلات الموسيقية لفنانين غربيين وأجانب، وقدرة الاستماع للأغاني والحفلات من التطبيق مباشرةً.



أمّا بالنسبة لخدمة "آبل ميوزك"، فقد تعاقدت مؤخراً مع ألمع نجوم الفن في الولايات المتحدة، أبرزهم الفنانة الشابة سيلينا غوميز والفنانة تايلور سويفت. وقد ظهرت الأخيرة في إعلان منذ بضعة أيام وهي تستعد للركض رغم عدم حبّها للتمارين الرياضة وتمارين اللياقة البدنية، وعندها استعانت بتطبيق "آبل" للاستماع لأغنية "دريك" والتي ستساعدها على الاندماج بالتمرين. ولاحقاً، تندمج تايلور بالأغنية لدرجة أنها تبدأ بالرقص وغناء كلماتها، لينتهي بها المطاف بالسقوط من على آلة الركض الكهربائية، في موقف مضحك ومعبّر لجودة الأغاني المتوفرة على تطبيق بث الموسيقى.

وإلى جانب ذلك، يوفّر التطبيق خدمة الاستماع المجاني للأغاني لمدة 3 أشهر كما أنّه يتيح ميزة الاشتراك الفردي بقيمة 4.99 دولارات شهرياً، والإشتراك العائلي لخمسة أشخاص بقيمة 7.99 دولارات شهرياً. أمّا بالنسبة لخدمة "سبوتيفاي" للبث الموسيقي التدفقي، فقد صرّحت الشركة مؤخراً أنّ عدد مشتركيها تجاوز الثلاثين مليوناً، مؤكدةً أنّ الرقم سيستمر في الارتفاع لا سيما مع توسّع توافر هذه الخدمة في دول جديدة. 

وتقدّر قيمة "سبوتيفاي" بثمانية مليارات دولار، وخدمتها تتوفّر في 58 بلداً. هذا ويستخدم الملايين خدمة "غوغل" الموسيقية، والتي توفر لمستخدميها أيضاً إمكانية الوصول لمجموعة كبيرة من الموسيقى عبر اشتراك شخصي بأسلوب مشابه لخدمة "سبوتيفاي"، إلا أن الخدمة غير موجودة لأجهزة الحاسب مما يجعل بعض المستخدمين غير متحمسين لها. لكن لتلك المشكلة، اوجدت الشركة حلاً عبر الاعتماد على مشغل Google Play Music Desktop Player المتوفر بالمجان لمستخدمي الأجهزة العاملة بأنظمة تشغيل "ويندوز"، "لينكس" و"ماك".



وبالعودة لتطبيق "ساوند كلاود"، فخدمة "Go" لن تعمل قبل تحديث التطبيق على كافة أنظمة تشغيل الهواتف الذكية. ومع أكثر من 175 مليون مشترك نشط شهرياً، ينافس "ساوند كلاود" بجدية تطبيقات بث الموسيقى، خصوصاً أنّه يمكن الإستماع للموسيقى عبر أي متصفح وبسهولة تامة. كما أنّه يتيح للمستخدمين إمكانية طرح اغنياتهم الخاصة، من دون الحاجة لدفع أي اشتراك بعكس الخدمات المنافسة. ويوفّر الاشتراك المدفوع سرعة اكبر في التحميل والتصفّح من تلك المتاحة للمستخدمين العاديين. وبالمقارنة مع قيمة الاشتراك الخاصة بـ"آبل"، يقدم "ساوند كلاود" اشتراكاً شهرياً مرتفعاً نوعاً ما، الأمر الذي قد يلعب دوراً سلبياً في نسبة المستخدمين الجدد لخدمة "Go".

وفي ظلّ الازدهار الذي تشهده تقنية الـStreaming أي الاستماع بشكل تدفقي من دون الحاجة إلى التحميل عبر الإنترنت، يصعب على أيّ تطبيق جديد الدخول والمنافسة إن لم تكن لديه قاعدة كبيرة من الزوار الناشطين شهرياً. وتلك المشكلة بلا شك، بعيدة كل البعد عن "ساوند كلاود"، والذي وحدها الأيام قادرة على إثبات مدى قوته في مواجهة أقوى خدمات بث الموسيقى عربياً وعالمياً.
المساهمون