"صغار كبار"... من غزة إلى العالم

22 مارس 2016
خلال إحدى حلقات سامي مشتهى (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يحاول الصحافي الشاب، سامي مشتهى، أن يُظهر مدى تشبع أطفال قطاع غزة بالروح الوطنية الأصيلة، من خلال برنامجه "صغار كبار" الذي يناقش خلال حلقاته القصيرة أحداثًا وقضايا ذات بعد وطني مع عينة عشوائية من الصبية والأطفال الصغار.

ويعرّف مشتهى برنامج "صغار كبار" الذي بثت أولى حلقاته في مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، بأنه برنامج مصور يتحدث في قضايا محلية وعربية مع مجموعة من الأطفال الغزيين، الذين يتم مقابلتهم دون موعد مسبق في شوارع وأزقة القطاع المحاصر إسرائيليًا.

ويقول مشتهى لـ"العربي الجديد" إن فكرة البرنامج تولدت لديه عندما شاهد حلقة تلفزيونية تسأل فيها المذيعة مجموعة من الأطفال وطلبة المدارس العرب عن عنوان المسجد الأقصى المحتل، مضيفًا "كانت الأجوبة صادمة، فبعضهم لم يعرف الإجابة وآخرون ترددوا قبل الإجابة".

واعتمد معد برنامج "صغار كبار" ومقدمه في نشر حلقات البرنامج التي وصل عددها لست حلقات، على مواقع التواصل الاجتماعي كافة، بجانب قناة "سامي مشتهى" الناشئة على موقع يوتيوب، والتي وصل عدد متابعيها لقرابة عشرة آلاف مشترك من مختلف بلدان العالم.

ويحرص مشتهى على تقمص آراء معاكسة لأجوبة الأطفال الذين يلتقي بهم، وذلك بهدف التأكد من مدى اقتناع الأطفال بأجوبتهم التي تأتي غالبا قوية وتعكس مدى الوعي الذي يتميز به أطفال غزة، رغم صغر سنهم والهموم الحياتية التي تسلب منهم روح الطفولة.

وأوضح مشتهى أن برنامج "صغار كبار" يهدف إلى معرفة طبيعة الأفكار التي يحملها الأطفال تجاه مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية، وكذلك يسعى البرنامج إلى إعادة تسليط الضوء على القضية الفلسطينية في ظل الخلافات العربية الداخلية التي اشغلت الشعوب عن قضية العرب الأولى.

وسعت غالبية حلقات البرنامج بشكل مباشر وغير مباشر إلى إظهار مدى حب أطفال غزة للشعوب العربية دون تمييز، وعن استعدادهم للدفاع والوقوف بكل قوة مع أشقائهم العرب في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

واهتمت الحلقة الأولى بمعرفة أجوبة أطفال غزة على سؤال "هل يقبل الأطفال ببيع الأراضي الفلسطينية المحتلة"، وقد تعمد مشتهى الإمساك ببعض الأموال أثناء تصوير الحلقة، من أجل التأثير في إجابات الأطفال، والتي جاءت رافضة بشكل قاطع لفكرة البيع ومؤكدة على حق العودة.

وطرحت الحلقة الثانية سؤال "هل يقبل الأطفال بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود؟"، في حين سأل سامي في الحلقة الثالثة الأطفال الذين قابلهم "ما هي عاصمة إسرائيل؟"، وكذلك أظهرت الحلقة الرابعة ردود أفعال الأطفال بعدما قدم لهم مقدم البرنامج تذكرة سفر إلى إسرائيل.
وحظيت الحلقتان الخامسة والسادسة بتفاعل جماهيري واسع على المستويين الداخلي والخارجي وتحديدا من الجمهورين السوري والمصري، حيث سعت الحلقة الخامسة للتعرف على ردود أفعال الأطفال الغزيين في حال شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا عسكريا على الأراضي المصرية.

أما الحلقة السادسة فاستقصت آراء الأطفال في استقبال مليون لاجئ سوري داخل قطاع غزة الذي يعاني سكانه أوضاعا معيشية صعبة بسبب الحصار الإسرائيلي، وقد رحب الأطفال الغزيون بالسوريين النازحين وأبدوا استعدادهم لمشاركة أقرانهم السوريين منازلهم ومدارسهم.
وبيّن مشتهى أنه اقتصر على استطلاع آراء شريحة الأطفال نظرا لقدرتها الكبيرة على التأثير بالجمهور مقارنة بباقي الشرائح المجتمعية، إلا أن أفكار البرنامج تستهدف الصغار والكبار معا، موضحا أنه سيسعى خلال الفترة المقبلة إلى ترجمة حلقات البرنامج إلى اللغة الإنجليزية.

وواجه مشتهى عدة صعوبات في المراحل الأولى لإطلاق برنامج "صغار كبار"، كونه تحمل بنفسه تكاليف إنتاج حلقات البرنامج، قبل أن تتبنى إحدى الوسائل الإعلامية المحلية فكرة البرنامج وتتكفل بإعداد حلقاته، التي لا تزيد مدة الواحدة منها عن تسع دقائق.


اقرأ أيضاً: صحافيات فلسطينيات يتحدين المجتمع والاحتلال
المساهمون