مدوّنون يطالبون بالتعريب الشامل في موريتانيا

22 ديسمبر 2016
انقسام بين التأييد والرفض (العربي الجديد)
+ الخط -

احتفلت مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا على طريقتها بذكرى اعتماد الأمم المتحدة العربية كلغة رسمية. ووجد الكثير من المدونين في الذكرى مناسبة للدعوة إلى تعريب كافة المراسلات والقرارات الإدارية، وتطبيق مواد الدستور الذي ينص على أنّ اللغة العربية هي لغة البلاد الرسمية.

وأطلق مجموعة من المدونين تغريدات تطالب بالتعريب الشامل للإدارة، بعد أن اقتصر التعريب على بعض الدوائر الحكومية. وطالب المدونون باتخاذ قرار سياسي حاسم وملزم بأن تكون العربية لغة التعليم في جميع مستوياته ولغة الإدارة، حفاظاً على ثقافة المجتمع الحقيقية ووعاء ثقافته وأداة انتمائه.

وانقسم الموريتانيون بين مؤيد ومعارض للمدونين الداعين إلى تعريب الإدارة، فبينما دعت الأغلبية إلى الدفاع عن اللغة العربية ونشرها وإعادة الاعتبار لها، عبّر آخرون عن مخاوفهم من تبعات تعريب الإدارة، نظراً لحساسية موضوع التعريب الذي يثير عادة توترات، ويهدد بأزمة عرقية ولغوية في البلاد.

وانتقد بعض الكتّاب في تدويناتهم عدم تقدّم مشروع تعريب الإدارة الذي صادقت عليه الحكومة قبل أربع سنوات، فبينما اتخذت بعض الإدارات خطوات فعلية من أجل تعريب مراسلاتها، مازالت إدارات أخرى تصرّ على الإبقاء على اللغة الفرنسية لغة لتسيير العمل.



ورأى المدونون أنّ ذريعة رفض النخبة والشباب الاعتماد على اللغة العربية كلغة عمل في الإدارات والدوائر الحكومية، غير مقنعة، لأن غالبية الشباب والمثقفين في "بلد المليون شاعر" تساند مشروع تعريب الإدارة.

وأثنى المدون محمد سالم على قرار بلدية العاصمة نواكشوط تعريب كل اللوحات واللافتات الدعائية للمحلات التجارية والمؤسسات والمراكز الخدمية في العاصمة، واعتبر أن القرار الذي اتُخذ بمناسبة تنظيم القمة العربية الأولى في نواكشوط، قرار تاريخي، يلزم كافة الشركات والمؤسسات والمحلات التجارية والمهنية وأصحاب الحرف بتعريب لافتاتهم.

ونشر المدون حبيب الله ولد أحمد تدوينة على صفحته على فيسبوك قال فيها "في يوم اللغة العربية لابد من الوقوف إجلالا لذكرى هؤلاء الرجال، ومنهم الشاعر الذيب الحسني الذي قال لنا العربية الفصحى، وإنا أعم العالمين بها انتفاعا، والشاعر الرائع محمد فال ولد عينينا القائل: إن لم تقم بينات أننا عرب، ففي اللسان بيان أننا عرب، والضابط عبد القادر ولد الناجي الذي أدخل العربية للمدرسة العسكرية في موريتانيا، والطبيب أبا أبوشمس الذي لا يكتب وصفاته إلا باللغة العربية، والإداري محمد ولد أخليل الذي عرّب كل وثائق وتقارير وزارة الصحة أيام توليه منصبها، والضابط محمد محمود ولد الديه الذي أدخل اللغة العربية إلى مناهج مدرسة الصحة العمومية بعد عقود من "الفرنسة"، إضافة الى العشرات من الأدباء والشعراء والوزراء والضباط والأساتذة والدعاة والأئمة الذين ساهموا في الحفاظ على العربية والذب عن حياضها".

وعلّق المدون حميد ولد محمد قائلا "اللغة العربية ليست للمطاعم". وكتب الحافظ ولد باباه "هذه تهمة قوية للضاد، فهي غنية وخصبة". كما رأى أحمد محمد الحسن أنّ "هذه لغة ما تأخذ وتعطي.. مصيرها التلاشي"، وعلّق محفوظ سدوم قائلا "لا توجد لغة كاملة".

المساهمون