هل يختار "غوغل" رئيس أميركا؟

02 أكتوبر 2016
"غوغل" يمكنه أن يتلاعب بالنتائج (جاستن سوليفان/Getty)
+ الخط -
تزايدت قوة "غوغل" مع مرور السنوات. ومع بلوغه سنته الثامنة عشرة يبدو أن قوته قد بلغت سن الرشد في مختلف النواحي، ليس فقط على المستوى التكنولوجي والمالي، بل بلغ من الحجم أن بات قادراً على التحكم في توجهات العالم، بما في ذلك اختيار رئيس الولايات المتحدة المقبل. وذلك وفق ما أثبتته الأبحاث في الإنترنت والمختبر. 
ويوضح موقع مجلة "بوليتيكو" أن "غوغل" يملك قوة في تحديد ما الذي يمكن أن يراه الناس من معلومات. وذلك بفضل خوارزميته التي يستطيع تعديلها باستمرار وكما يشاء.
وتعمل هذه الخوازمية على ترتيب نتائج البحث حسب ما يريده المستخدم، لكن كذلك يمكن ترتيبها وفق ما يريد "غوغل" أن يريد المستخدم. ويرى الموقع أن خطورة ذلك تظهر في إمكانية إخفاء أو إظهار معلومات معينة تخص المرشح بعيداً عن أنظار الحكومات والقوانين، وحتى بعيداً عن إدارة "غوغل" نفسها إذا قرر مهندس مباشر مسؤول عن الخوارزمية تأييد مرشحه المفضل.

وأثبتت الأبحات العلمية أن نتائج البحث في "غوغل" لها الأثر الكبير على قرار التصويت لمرشح بدل غيره. إذ قام فريق علمي بإجراء أبحاث على ثلاث مجموعات. فطلب منهم اختيار واحد من ثلاثة مرشحين من أجل التصويت عليه، ولكن بعد عملية بحث على "غوغل". وتلاعب فريق الأبحاث بالنتائج. فكان للمجموعات كامل الحرية في النقر على ما شاؤوا وكل ما فعله الباحثون هو تغيير الترتيب بحيث تصعد لأعلى المعلومات التي تساند المرشح حسب المجموعة.

وبعد عملية البحث توصل الفريق إلى التحكم في قرار المجموعة في اختيار مرشح دون آخر بنسبة تراوحت بين 37 و63 في المئة لصالح المرشح المرغوب فيه حسب المجموعة.
وأظهرت هذه التجربة إلى جانب أخرى أن غوغل لديه فعلاً القدرة على اختيار من يشاء من المرشحين بمجرد إعادة ترتيب نتائج البحث. ولفت الموقع إلى أن التجربة نجحت في التلاعب بالناخبين في جلسة بحث واحدة فقط، مشيراً إلى التأثير الذي يمكن أن تتركه عمليات البحث على مدار أيام وشهور.

في هذا الإطار سبق للمرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية، دونالد ترامب، أن اتهم محرّك البحث العملاق "غوغل" بأنه يعمل على التحكم في نتائج البحث، بحيث يتلاعب بها بطريقة تجعل المعلومات التي تسيء لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون تختفي. لكن ما مدى صحة هذا الاتهام؟

ونقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تصريح ترامب الذي اتهم فيه محرك البحث بحذفه للأخبار السيئة المرتبطة بمنافسته، مشيرةً إلى أنه لم يكن مخطئاً تماماً في ما قاله إلا أن السبب ليس محاباة لهيلاري، بقدر ما هو نظام جديد أشمل.

وأكدت الصحيفة أنّ المستخدمين فعلاً قد لاحظوا، وهم يكتبون عبارة هيلاري كلينتون في محرك البحث، أنّ الاقتراحات الأوتوماتيكية لا تتضمن أية صفة سلبية. حتى لو كان المستخدم يبحث عن كلمة "جرائم كلينتون" مثلاً فإن النتائج تأتي إيجابية.

إلا أن ذلك يحصل حتى على صعيد الجانب الآخر، إذ بدوره لا يتبع اسم "دونالد ترامب" أي اقتراح بحث يسيء إليه. بل تعرض اقتراحات البحث الجانب الإيجابي كذلك.
ويحدث كل ذلك بسبب تعديلات تقنية أدخلتها "غوغل" على محرك بحثها، إذ قامت بتعديل خوارزمية البحث بحيث لا تقترح بحثاً سلبياً بعد اسم أي شخص مهما كان، وليس فقط المرشحين للرئاسيات الأميركية.

وتوضح الصحيفة أن "غوغل" قد اتخذت هذا القرار بغرض ضمان استبعاد المعلومات التي تتوضع من قبل الناس، وتجنب السلبية غير المبررة، وتفادي الدعاية المغرضة والمشاكل القانونية.