يان مْوَاكس مضيف جديد في "لم ننم"

05 سبتمبر 2015
يان مواكس (تويتر)
+ الخط -
يُعتبر برنامج "لم ننم" الذي تبثه القناة الرسمية الفرنسية الثانية كل ليلة سبت، محطة ضرورية لكل الساسة الفرنسيين والمثقفين والفنانين الراغبين بتسويق إبداعاتهم. ويستعين مقدم البرنامج لورون روكيي، بصحافيين اثنين، غالباً ما يكون أحدهما من اليسار والآخر من اليمين، للتعليق والنقد والمشاكسة.

وقد لجأ البرنامج خلال السنوات السابقة للاستعانة باليميني إيريك زمور والصحافي الراحل اليساري ميشيل بولاك، ثم إيريك زمور وإيريك نولو، ثم اليمينية ناتاشا بولوني واليسارية أودري بولفاك، وكان مؤخراً دور أيمريك كارون وليا سلامة.

وأثار أيميريك كارون نقاشات عدة وسجالات مع شخصيات يمينية وصهيونية، من بينها إيريك زمور، مفنّداً مغالطاته وأكاذيبه في مؤلفه الأخير: "الانتحار الفرنسي". كما أنه تعرض لهجمات شخصية ومضايقات، دفعته ليقول بكل أسى: "نشهد في وسائل الإعلام قلباً للأدوار، فمن يشر للخطأ بإصبعه يصبح شريراً".

لطالما دافع كورون عن الحقوق العربية خلال نقاشات القضايا السياسية التي تهم العرب والمسلمين في فرنسا، فبرزت مواقفه ضد السائد الصهيوني والمعادي للعرب وسط ذهول من قبل زميلته ليّا سلامة، تلميذة الصحافي الكبير جان بيير الكبّاش.

ثلاث سنوات من السجال ومن تلقّي الضربات والطعنات والهجمات من قبل أغلب وسائل الإعلام الفرنسية، ومن كل الأوساط اليمينية والصهيونية. قرر كارون بعدها الانسحاب من البرنامج فتم اختيار الروائي يان مواكس ليحل مكانه، وهنا يكمُنُ التغيير هذه السنة. ولكن الجديد لا يتوقف هنا، إذ إن مْوَاكس يمينيّ، وهو أمرٌ سيُغيّب الرأي اليساري عن البرنامج بخاصةً أن مواقف ليا سلامة غير واضحة.

من هو يان مْوَاكس؟

إضافة إلى فوزه بجائزة رونودو عن روايته "ولادة" عام 2013، يعتبر يان مواكس مقربا جداً من برنار هنري ليفي، وينظّم لقاءات لصالح مجلة La règle de jeu التي يديرها ليفي. ويذكر كُثر هجومه العنيف على سينما "يوتوبيا" لعرضها فيلم الفلسطيني إيليا سليمان "الزمن الباقي"، وهو هجوم دانته محكمة فرنسية بسبب "جنحة السبّ العلني".

وإذا كانت ليا سلامة قد أعلنت أن كل شيء مرّ بسلاسة مع مْواكس بعد الحلقة الأولى التي لم يكشف فيها عن كل ما في جعبته، بسبب غياب ضيوف إشكاليين، يبقى انتظار الحلقات القادمة والضيوف المستقبليين ضرورياً للتقييم.

وقد رحّبت الدوائر اليهودية والصهيونية بمشاركة مواكس في البرنامج حيث كتب موقع "العالَم اليهودي": "مُوالٍ لإسرائيل يحل محلّ كارون، لقد تسببت تصريحات أيميريك كارون، المعادية لإسرائيل، خصوصا ضد المخرج ألكسندر أركادي أو ضد الفيلسوف برنار هنري ليفي، بسجالات عنيفة، لدرجة زعم فيها الصحافي أنه تعرّض لتهديدات بالموت".

وواصل موقع "العالم اليهودي" ترحيبه بمواكس، فنشر تعليقاً قيل فيه: "جدير بالذكر أن مواكس، الذي يعتبر موالياً لإسرائيل، كتب في صفحته في الفيسبوك، في اليوم التالي للهجوم الإرهابي على المتجر اليهودي في يناير/كانون الثاني 2015: "أصدقائي اليهود، أحبكم. أنا هنا. معكم".
وسيرى المشاهد، طيلة هذه السنة 2015-2016، المعنى الحقيقي لهذه الكلمة الملتبسة ليان مْوَاكس: "أنا معكم".


اقرأ أيضاً: اعتقال إيريك لوران يُهدد علاقات فرنسا بالمغرب؟
دلالات
المساهمون