مقابلة جيزيل خوري مع ريبال الأسد...تلميع لصورة قاتل زوجها؟

28 اغسطس 2015
خلال المقابلة (تويتر)
+ الخط -
مرّ شهر على مقابلة الإعلاميّة اللبنانيّة، جيزيل خوري، مع ريبال الأسد، نجل رفعت الأسد (شقيق حافظ الأسد) وابن عم الرئيس السوري بشار الأسد. مرّ العرض الأول للمقابلة، في برنامج "المشهد" على قناة "بي بي سي"، مرور الكرام. لكنّ العرض الثاني للمقابلة، أحدث ضجّةً واسعة، خصوصاً مع نشر الفيديو الخاصّ بها على حساب "يوتيوب" التابع للقناة.

على مدى نصف ساعة من الوقت، تُلاطف خوري، الأسد، وتسأله عن "آلام الطفولة" التي عاشها، "بسبب جماعة الإخوان المسلمين في سورية". يحكي ريبال للمشاهدين كيف يتذكّر "معاناته رغم أنّه صغير السنّ". ويقول "لم نعِش عيشة طفولة حقيقية، وكنا مستهدفين دائماً.. هذا يؤثّر في نفسيّة الأطفال. كنا نسمع دائماً أن هناك تفجيرات، وقتل للضباط والكتّاب. كان أمراً مخيفاً صراحةً. لم يرحموا أحداً".

من دون وجود أي مُبرّر لإجراء المقابلة في الوقت الراهن، أو لطرح نوعيّة الأسئلة هذه على ريبال الأسد، تستمرّ خوري. "هل سمعتم بأحداث حماه؟"، تسأل. فيُجيبها ريبال بأنه سمع بأنّ هناك حرباً، لكن كان لديه حشريّة كطفل ليعرف، ويبحث عن الحقيقة، ثُمّ يروي كيف قتل علويّون، وكيف تم الدخول إلى حماه وقتل الجيش، ويُشبّه أحداث حماه بأحداث نهر البارد في لبنان، ليُضيف "الوالد لم يكُن مسؤولاً عن أحداث حماه، هو قال أنا مقاتل ولستُ قاتلاً".

لا تناقش خوري ضيفها بشأن أجوبته، لا تُحاججه بالأحداث التاريخيّة. هي فقط تنتقل إلى السؤال الآخر. يقول ريبال إنّ أبيه وفيّ، ومحبّ لأخيه، وينفي الاتهامات بأنّه حاول الانقلاب على حافظ الأسد، كما يُحدّثنا عن "حُبّه للعساكر ومناداتهم بالفرسان"... ثم يقول لنا إنّه "كانت هناك محاولات مفتعلة للتخلّص من رفعت الأسد"، وأنّ الأخير "رفض قتل شعبه".

بلطافة مُستغربة، تنتقل خوري بين السؤال والآخر، ثم تعود إلى ذكريات ريبال الأسد، فيتحدّث عن الأحداث التاريخيّة بتفاصيل لا يُمكن أن تكون حاضرة بهذا الشكل في ذاكرة طفل، كما كان مرسوماً للأسئلة أن تُدار، بينما يُصرّ ريبال الأسد على إظهار والده، بمظهر الملاك الطاهر، وبأنّ الضبّاط المحيطين بحافظ الأسد، هم من كانوا يُقرّرون كُلّ شيء، ويرتكبون كُلّ الجرائم. 

تُعرّج خوري بشكلٍ عارض على الحُريّات، وتتحدث عن مجزرة سجن تدمر، لينفي ريبال الأسد حصولها، مُبرّراً ذلك بالقول إنّ "مصطفى طلاس كان يُوقّع 150 قرار إعدام في الأسبوع"، ويسأل "لماذا يُرسل رفعت الأسد ليقتل 400 شخص، بينما هؤلاء يقتلونهم كُلّ يوم؟".

طوال المقابلة، يتحدّث ريبال عن "ذكريات" بتفاصيل مثل ماذا قال حافظ الأسد لوالده، ويذكر جماعة "الإخوان" بين كُلّ مقطع، ثُمّ يخبرنا كيف بقي في سورية ليُقدم مساعدات لعائلات سورية بين عامي 1997 و1999.

يعود ريبال ليُحدّثنا كيف كان ووالده يدعمان الثورة السورية، وكانا يدعوان لها، ثُمّ يقول إنّ "260 شخصاً مجتمعاً في تركيا لا يُمثّلون السوريين". ويسأل "بماذا تتميّزون عن النظام السوري؟"، ويقول إنّه "يجب أن لا نردّ الدم بالدم والعنف بالعنف"، مضيفاً: "بشار لم تكُن لديه سمعة سيئة في سورية، بل كان يُريد إعلان تغييرات مدهشة، لكن محمد مخلوف وولديه حافظ ورامي كارثة على سورية، فغيّروا رأي بشار". ويتابع: "آل مخلوف يحكمون سورية وليس بشار الأسد".

وحتى هنا، لا تُدافع جيزيل خوري، زوجة الصحافي سمير قصير الذي كان من أبرز الداعين للثورات والحريات ودفع حياته ثمناً لذلك، عن الثورة السوريّة. لا تقول أي شيء، ولا تُحاول حتى كصحافيّة أن تُحاجج "أسد أسد"، كما يعني اسمه.

اقرأ أيضاً: الإعلام اللبناني منقسماً بين السلطة والشعب

يضحك ويمزح ريبال الأسد، بينما يروي مفارقات تاريخيّة، وأخرى نعيشها اليوم، ويُلمّع صورة عائلةٍ مُجرمة وفاسدة، يذكرها تاريخ سورية كُلّ يوم. وقد لا يكون هناك استغراب لذلك، لكنّ المُستهجن، هو سكوت جيزيل خوري، وإجراؤها مقابلةً أقل ما يُقال عنها أنّها لا تتمتّع بمهنيّة. 

غضبُ السوريين من المقابلة كان واضحاً على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم أيضاً، إذ أعادوا نشرها مع تعليقات أجمعت على أنّ "جيزيل خوري تُلمّع صورة قاتل زوجها، سمير قصير". واتّهم السوريون قناة "بي بي سي"، بمحاولة تشويه صورة الثورة السوريّة، داعين في حملة على موقع "أفاز" لمقاطعة القناة. 

دلالات
المساهمون