"اتحاد الصحافيين العرب" يدين انتهاكات حريّة الصحافة... ويبرّرها!

07 مايو 2015
حرية الصحافة على المحك
+ الخط -
دان "اتحاد الصحافيين العرب"، أوضاع الحريات الصحافية والصحافيين في الوطن العربي. وكشف، خلال التقرير السنوي عن حالة الحريات في الوطن العربي لعام 2014 ـ 2015، والذي جاء تحت عنوان "حرية الصحافة بين السلطة والإرهاب"، عن سخط الصحافيين من محاولات السلطات الحاكمة بتقييد حريّة الصحافة والتعبير.

شارك في المؤتمر نقيب الصحافيين، يحيى قلاش، والأمين العام لاتحاد الصحافيين العرب، حاتم زكريا، ورئيس لجنة الحريات في اتحاد الصحافيين العرب، وعدد كبير من الصحافيين المصريين والعرب.

أشار التقرير إلى أن غالبية الحكومات العربية والأجهزة الرسمية للدول تسعى للسيطرة على الإعلام، أو على الأقل محاولة احتواء الإعلام والصحافة بكل أنواعها، لتتماشى مع مصالحها وتوجهاتها. ودعا التقرير إلى سرعة الانتهاء من التشريعات والقوانين الكفيلة بإطلاق الحريات الصحافية ودعم حرية التعبير.

اقرأ أيضاً: "#حريتهم_حقهم": غرِّدوا عن معتقلي الرأي

ورغم الأوضاع المزرية للصحافة والصحافيين في العالم العربي، حاول التقرير في أجزاء كبيرة تبرير تلك الأوضاع، لضمان توافق عربي على خروجه للنور وفق مراقبين، حيث أشار في أكثر من موضع إلى "أنه بالرغم من إدراك الاتحاد وإيمانه الكامل بأهمية التوسع فى تطبيق

سياسات الإصلاح والتغيير، وتطبيق منظومة الديمقراطية وحقوق الإنسان والتوسع في مجال الحريات العامة والسياسية والإعلامية، وكذلك إدراكه الكامل بأن ضرورات الحفاظ على الأمن القومي، ووحدة الدول الوطنية وتماسكها، مرتبطة في الأساس بمدى جدية مشروعات الإصلاح المطروحة من قبل أنظمة الحكم السائدة لأوضاع الدول والمجتمعات العربية، وأنها لا تعني في المقابل تغييب منظومة الحريات وتوسيع دوائر القمع والاستبداد. إلا أن الثمن الفادح الذي تدفعه الآن الكثير من الدول والمجتمعات العربية، وسيادة مناخ من "عدم اليقين المجتمعي" و"غياب الاستقرار" وتآكل وحدة الصف الوطني، وشيوع الاستقطاب الحاد في كثير من الدول والمجتمعات، وتصاعد موجات الإرهاب المنظّم، قد فرضت على كثير من القوى السياسية والثورية والديمقراطية، التي كانت ترفع رايات الثورة وشعاراتها بالأمس ضد الأنظمة القائمة أو بعضها، أن تراجع اختياراتها، وأن تلتقط أنفاسها بعض الوقت وتعيد النظر فى حساباتها، ليس تغييباً لمشروع الثورة وأهدافه، ولا لمشروع الإصلاح وسياساته ومطالبه وتوجهاته، بقدر ما أصبح الأمر محاولة واعية ومقصودة من هذه القوى لتحقيق الاصطفاف الوطني حول مشروع الوطن ذاته".

اقرأ أيضاً: الصحافة الموريتانية تفضح انتهاكات السلطة

وأوضح التقرير أن من يقرأ حقيقة ما يدور في الواقع العربي، ويتأمل بدقة حجم التضحيات والخسائر التي تحققت خلال السنوات السابقة، والتي لا تزال مستمرة، سيدرك منذ الوهلة الأولى أن كثيراً من المجتمعات العربية قد دفعت ثمناً وتكاليف باهظة جراء حالة الفوضى والإرهاب التي تشهدها هذه المجتمعات، كما سيدرك دون مبالغة أو عناء شديد أن الصحافة والصحافيين، والإعلاميين عموماً، كانوا في مقدمة القوى الديمقراطية والمهنية التى تحمّلت بصلابة عبء وعناء عمليات التغيير والإصلاح التي تشهدها بعض المجتمعات، وعناء عمليات الانفلات والفوضى والإرهاب التي تشهدها بعض المجتمعات الأخرى في العالم العربي. إذ دفع الصحافيون ومؤسساتهم وتنظيماتهم النقابية ثمناً غالياً، يراوح بين التضييق عليهم أثناء ممارسة مهام عملهم، وتعرضهم للعنف والانتهاكات الجسدية، أو للاعتقال والسجن، مروراً بالتضييق عليهم في الحصول على المعلومات، وفي التعبير عن أنفسهم بحريّة، وضيق صدر السلطة ونُظُم الحكم من ممارستهم لحقهم في النقد وكشف القصور والانحرافات، انتهاءً بأعمال القتل والاستهداف بالذبح التي تمارسها بعض التنظيمات الإرهابية ضدهم في بعض المجتمعات العربية.

وأكد اتحاد الصحافيين العرب أنه في ظل كل هذه التحديات والأوضاع المرتبكة والملتبسة، أصبحت حريّة الصحافة والصحافيين في العالم العربي على المحك إلى حد كبير، وإن الصحافيين ينشدون الحقيقة ويسعون وراءها ويؤمنون بضرورة التوسّع في خيارات وهوامش الحريات السائدة، حتى يتمكنوا من أداء رسالتهم على النحو الأمثل، في الوقت الذي ما زالت فيه أجهزة السلطة وأنظمة الحكم في العالم العربي تنظر إلى هذه الحريات نظرة شك وريبة، باعتبارها، من وجهة نظر السلطة، كانت سبباً بشكل أو بآخر، في ما شهدته الكثير من الدول والمجتمعات من حالة سيولة وحراك، وأنها كانت في مقدمة الأسباب الرئيسية في ما آلت إليه هذه الأوضاع.

اقرأ أيضاً: "إخراس الصحافة": إسرائيل أكبر عدو للإعلام

وتابع التقرير: "هذا الأمر أصبح يزداد حِدة الآن، مع دخول الإرهاب وتصاعد موجاته في كثير من الدول العربية على خط الأحداث وأزمات الواقع. فأصبح الصحافيون والصحف ووسائل الإعلام عموماً يواجهون ضغوط السلطة وقمعها وتضييقها من جانب، واستبداد جماعات الإرهاب والعنف المسلح واستهدافها من جانب آخر. إذ بات الطرفان ينظران للصحافة وللصحافيين ولوسائل الإعلام والإعلاميين عموماً، ليس باعتبارهم يؤدون رسالة سامية ويشاركون بقوة في تحمّل أعباء الإصلاح والتغيير، وإنما باعتبارهم خطراً عليهما، وباعتبار أن كشف الحقيقة وتغطية الأخبار والأحداث ونقلها بأمانة سيؤدي في النهاية إلى كشف كل وجوه القمع والفساد والاستبداد، وهو الأمر الذي أدى في النهاية إلى التوسع في التضييق على المجال العام، وتراجع بعض مؤشرات حرية الصحافة والصحافيين في العالم العربي، خلال العام الماضي. جراء كل هذه العوامل والمتغيّرات، والظروف والتحولات، والمحصّلة النهائية أن الصحافة والصحافيين في العالم العربي أصبحوا يواجهون القمع والاستبداد من قبل السلطة وأنظمة الحكم في جانب والإرهاب من قبل الجماعات التكفيرية والإرهابية في الجانب الآخر، وأصبحت حرية الصحافة والصحافيين تواجه أزمة حقيقية وخطراً حقيقياً".

يُذكر أن العديد من المؤسسات الحقوقية الإقليمية والدولية دانت أوضاع الحريات الصحافية وقمع الإعلام والصحافة، مستنكرين التبرير لتلك الجرائم بالإرهاب أو الحفاظ على أمن الوطن، وانطلقت في انتقاداتها من واقع أن معظم الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون والصحافة في المنطقة العربية يكون مصدر أغلبها من قبل السلطات الحاكمة، وليس من قبل الجهات المتطرفة، أو الإرهابيّة، أو المُتّهمة بالإرهاب.

المساهمون