الإذاعات اليمنية: من لم تقتله الاعتداءات... هزمته الأزمة الاقتصادية

30 مايو 2015
الأوضاع الأمنية ونقص التمويل تقضي تدريحياً على الإذاعات (Getty)
+ الخط -
دخل الانهيار الاقتصادي والمالي وانعدام الوقود، كعوامل إضافية ضغطت بقوة باتجاه إغلاق مجموعة جديدة من الإذاعات المحلية اليمنيّة، ومعظمها حديثة النشأة. ويعد إغلاق الإذاعات مشكلة كبيرة أمام الجمهور لسببين، الأول هو انعدام الكهرباء والوقود الذي جعل جهاز الراديو الوسيلة الأولى لاهتمام الأسرة اليمنية، والثاني هو معدل الأمية المهيمنة على اليمنيين.
وأصبح الجمهور عاجزاً عن إيجاد إذاعة على ترددات الأثير المحلي (إف إم) والموجة الطويلة سوى لثلاث إذاعات تابعة للحوثيين مثل "المسيرة" و"سام إف إم" و"إيرَم" مع بث متقطع لإذاعة صنعاء الحكومية التي تسيطر عليها الجماعة ضمن 14 إذاعة محلية هي مجموع الإذاعات في المدينة وضواحيها.

إقرأ أيضاً: توقف كافة باقة "اليمن اليوم" الإعلامية التابعة لصالح

وأوقفت أكبر إذاعة يمنية، "يمن تايمز"، كافة أنشطتها الإعلامية بسبب التهديدات الأمنية من الجماعة المسلحة. والإذاعة التابعة "لمؤسسة يمن تايمز" التي تديرها وزيرة الإعلام نادية السقاف، تلقّت تهديدات أمنية في بداية نيسان/أبريل الماضي، عقب بداية "عاصفة الحزم"، فآثرت المؤسسة إغلاق كافة مرافقها وتسريح كامل موظفيها إلى حين استقرار الأوضاع، بحسب ما أبلغ عاملون فيها "العربي الجديد".
من ناحية أخرى، عانت بقية الإذاعات من الإغلاق المؤقت بسبب الإنهيار الاقتصادي الخانق الذي يسود البلاد منذ ثمانية أشهر، وانعدام التيار الكهربائي ومشتقات الوقود لتشغيل الكهرباء.
وكان من ضمن الإذاعات التي عانت من تداعيات الانهيار الاقتصادي بعد انقلاب الحوثيين، إذاعة "ناس اف إم"، وهي وسيلة جديدة دشنت بثها بداية عام 2014، وتناولت الشأن الاجتماعي وعملت بخارطة برامجية متنوعة تحوي البرامج الاقتصادية والرياضية والأسرية.
ويقول عبدالباسط الشاجع، مساعد مدير الإذاعة ومسؤول البرامج لـ"العربي الجديد" إنّ "إغلاق الإذاعة جاء بعد أن تأثرت بالأزمة الاقتصادية الحالية عقب انقلاب جماعة الحوثي، حيث كانت الإذاعة تعتمد في تسيير معظم شؤونها المالية من الإعلانات التجارية ومساهمات أخرى كان يلتزم بها رجال أعمال. وبسبب الأزمة، امتنع معظم رجال الأعمال والشركات المعلنة عن دفع التزاماتهم تجاه الإذاعة".
راديو "حياة إف إم" الاجتماعية المستقلة أيضاً سبق أن تم اقتحامها من قبل الجماعة، عقب اقتحام الحوثيين لصنعاء. وتعيش الإذاعة الآن، فترات من الانقطاع لأيام وأحياناً أسابيع بسبب أزمة مالية تمر بها جعلتها تقطع بثها في فترات مختلفة. وقد تلقى الموظفون إشعاراً بأنهم في إجازة مفتوحة بعد نهاية الشهر الجاري وحتى إشعار آخر، نظراً لانقطاع الدعم المالي من الشركات.
ومن إجمالي 12 إذاعة حكومية تنتشر في محافظات البلاد، تتقطع إذاعة تعز الحكومية لبعض الأيام بسبب انعدام الوقود، بينما تفتقر مدينتا عدن ولحج لأي إذاعة في الوقت الراهن بسبب الاشتباكات المسلحة المستمرة بين المليشيات ومجموعات المقاومة الشعبية بالإضافة إلى استيلاء الحوثيين وحلفائهم على مقرات تلك الإذاعات والقنوات التلفزيونية في تلك المدن. كما أغلقت إذاعة عدن الحكومية إثر سيطرة المليشيا على مقرها في منطقة التواهي في الأسبوع الأول من الشهر الجاري. أما إذاعة "سلامتك الصحية" الخاصة التي تبث من المكلا بحضرموت فقد أغلقت بسبب انعدام الوقود.

إقرأ أيضاً: تحوّلات وانهيارات في الصحف اليمنيّة
المساهمون