ما الذي يحصل في بالتيمور؟ لا تسألوا الإعلام الأميركي

29 ابريل 2015
غضب على التغطية "العنصرية" للإعلام (الأناضول)
+ الخط -
متأخراً بدأ الإعلام الأميركي بتغطية الاحتجاجات الشعبية في بالتيمور في الولايات المتحدة، بعد مقتل الشاب فريدي غراي (25 سنة). وغراي هو شاب أميركي من أصول أفريقية، قتلته الشرطة، في ما اعتبره سكان بالتيمور، جريمة عنصرية، ذهب ضحيتها الشاب الأميركي، فقط بسبب لون بشرته.
عند بدء الاحتجاجات، وبينما كانت الشوارع مشتعلة، كان الإعلام الأميركي مشغولاً بـ... عشاء البيت الابيض. لكن مع احتدام المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين توجّهت الكاميرات إلى أرض الحدث. طبعاً، اتحدت الشرطة مع الإعلام لتصوير المتظاهرين كمجرمين يسرقون المتاجر ويحرقون السيارات ويرمون قنابل المولوتوف على الشرطة. تماماً كما حصل في الأيام الأولى لمواجهات فرغسون، قبل أشهر. وبسرعة وُوجه الإعلام باتهامات بالتغطية "العنصرية" ضد المحتجين.
هكذا احتلت الشاشات صورة المتظاهرين "وهم يعتدون على ممتلكات المواطنين الآمنين والدولة" وفق ما أجمعت الشبكات الإعلامية الرئيسية، تحديداً "فوكس نيوز" و"سي أن أن"، وMSNBC. 
"فوكس نيوز" كعادتها، بدأت تغطيتها بلوم الرئيس الأميركي باراك أوباما على كل ما يحصل، ثمّ انتقلت إلى دعوة الشرطة إلى "حسم المعركة"، مسلطة الضوء على وجوه "المخربين"، من دون أي كلمة عن فريدي غراي، عن التمييز الذي يتعرّض له المواطنون من أصول افريقية، وعن سبب التظاهرات أصلاً.
"سي أن أن" لم تختلف في تغطيتها كثيراً، وقد نالت الحصة الأكبر من هجوم الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً بسبب تركيزها على "حرق المخربين الغاضبين لسيارات الشرطة"...
لم يختلف المشهد كثيراً في الصحف الأميركية، فقد ظهرت على الصفحات الأولى صور الدمار، والمحلات والسيارات المحترقة.
لكن على مواقع التواصل، شاهدنا الصور التي لم تظهر على الشاشات والصحف: صور أطفال يقدمون المياه للشرطة، صور متظاهرين مصابين بسبب اعتداءات الشرطة عليهم، صور مواطنين ينظفون الشوارع ويحمون المتاجر، من بعض من استغل الاحتجاجات للسرقة والتخريب.

المساهمون