صراع أذرع السيسي على "البدلة الميري"

20 ابريل 2015
من الصور التي انتشرت على وسم #قاطعوا_المصري_اليوم (تويتر)
+ الخط -
يبدو أن شهر العسل والانسجام التام بين أجهزة النظام السياسي المصري، قد انتهى، ليبدأ تدشين معارك جديدة لأهداف مختلفة بين هذه المكونات. وقد دخل صراع الأجهزة الأمنية التي تسيطر على وسائل الإعلام مرحلة الضرب العلني، وليس الصراع المكتوم الذي حدث مرات عدة في ما سبق.

وأبرز نجوم هذه المرحلة: جريدة "المصري اليوم" التي دخلت في معركة واضحة مع الداخلية، خاصة مع الوافد الجديد للوزارة اللواء مجدي عبد الغفار. وقد سبقتها جريدة "الدستور" التي انتهت قصتها بحبس المحرر الذي هاجم الداخلية، لترسل رسالتها الواضحة: "نحن فوق الجميع".

"المصري اليوم" كانت أشد شراسة من "الدستور"، ومحررها يسري البدري، هاجم الوزارة، وقدم ملفاً تحت عنوان "ثقوب في البدلة الميري" نشر في عدد الأحد من الصحيفة. الملف جعل الوزارة تستشيط غضباً من المحرر الذي كان مقرباً منها، مثل قسم كبير من الصحافيين الذين يغطون أخبار الوزارة. وأصدرت الوزارة أكثر من بيان تهاجم فيه الصحافي وجريدته هجوماً شديداً، وتؤكد أن ما قام به الصحافي هو لوجود خصومة بينه وبين الوزارة، نشأت على إثر تقديم الوزارة العام الماضي شكوى ضده، لنشره وقائع غير صحيحة، وأكدت أنها سترد قضائيّاً مرة أخرى.

من جانبه علّق عمرو أديب على قناة "أوربيت" على ما حصل قائلاً إنّ النظام يريد إعلاماً يسبّح فقط بحمده، لا ينتقده ولا يهاجم ما يراه من سلبيات، بل يصطف خلفه في الحلوة والمرة.


[اقرأ أيضاً: "جنايات القاهرة" تستكمل محاكمات]

وأشار إلى أن هناك من همس في أذن السيسي ــ لعله يقصد هيكل ــ بأن أفضل صورة للإعلام هي ما كان عليه إعلام الستينيات وعصر عبد الناصر. ثم شن هجوماً شديداً على إعلام الستينيات، ودعا السيسي إلى أخذ العبرة مما أوصل هذا الإعلام البلد إليه حين أقنعه بإنجازات وهمية، حتى فوجئ المصريون بنكسة يونيو. وذكّر أديب بضحايا هذا الإعلام، وعلى رأسهم الصحافي مصطفى أمين الذي تم حبسه وتعذيبه، واتهم بالخيانة.

ولم تكتف أذرع الداخلية الحالية بذلك، بل قامت لجانها الإلكترونية بتدشين حملة من خلال هاشتاج #قاطعوا_المصري_اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد هاجم المغردون الصحيفة، فيما دافع آخرون على الوسم نفسه عن "المصري اليوم".

وتزعّم الحملة على تويتر "الجنرال" سارة فهمي التي كانت دائماً حاضرة في كل جولات اللجان الإلكترونية، بتوجيه من الأجهزة دائماً، أو من يدير الأذرع، فقالت: "المصري اليوم لمّت زبالة التحرير اللي اسمهم نشطاء وشغلتهم عندها، وعملت مافيا باسم حرية الصحافة والإعلام لضرب أجهزة الدولة، #قاطعوا_المصري_اليوم".

وشارك فهمي العديد من الناشطين والمغردين المحسوبين على اللجان، وكان منهم المغرد الملقب بـ"عنتيل النشطاء" وقال:"المقاطعة مش مجرد مقاطعة جريدة ورقيه وبس، لا.. مواقع إلكترونية ومحلات تجارية وإعلاميين على فضائيات، مقاطعة كل من ينتمي لها، #قاطعوا_المصري_اليوم". في الوقت الذي اعترف به بعضهم بانتمائهم للجان الإلكترونية بل تفاخر بذلك، وكان منهم آسيا التي قالت: "أيوة احنا اللجان الإلكترونية اللي بنقول#قاطعوا_المصري_اليوم، وهنطلع لك في أحلامك يا روح خالتك .. اتبطّ بقى".

في الوقت الذي شارك بعض الناشطين في الهاشتاج، ولكن للدفاع عن الصحيفة مثل الصحافي محمد الجارحي، الذي قال: "١١ ألف تغريدة في هاشتاج #قاطعوا_المصري_اليوم، للدرجة دي ملف "ثقوب في البدلة الميري" واجع قوي كده". وتعجب عزت من دعوات المقاطعة التي تصب، من وجهة نظره، في صالح إعلام آخر يغيّب العقول وقال: "#قاطعوا_المصري_اليوم  وشجّعوا الصحافة بتاعة أسْر قائد الأسطول الأميركي، ونجاح جهاز الكفتة، وتسليم المليون وحدة سكنية، وإسقاط الميتين طيارة".

وكان هناك نوع آخر من الناشطين شارك ولكن ليس لدعوات المقاطعة، ولا الدفاع، ولكن لتسخين الموقف بين كل الأطراف، في ما عُرف بين المصريين بـ"بهدّي النفوس"، فقال "شريفوفيتش": "#قاطعوا_المصري_اليوم احنا من امتى بنطالب بمقاطعة شيء؟ احنا وطنيين إنسانيين، لازم نروح نولع في الجريدة باللي شغالين فيها عشان ماسر".

المساهمون