الناشطون اللبنانيون للسياسي الفاسد: #يا_نظيف

26 مارس 2015
"#يا_نظيف" للكشف عن قضايا الفساد في لبنان (الموقع الرسمي)
+ الخط -
بما أنّ لبنان غارق في الفساد، وبما أن كل مؤسساته معطّلة، وبما أن تقاسم كعكة السلطة بات يتمّ بطريقة وقحة.. انطلقت حملة "#يا_نظيف" على مواقع التواصل الاجتماعي التي تهدف إلى محاسبة المسؤولين اللبنانيين على فسادهم وتقصيرهم. إلى جانب فضح القوانين غير العادلة.

كتب الناشط والإعلامي عماد بزي على حسابه على موقع "تويتر": "نيرون أنطلياس ورئيس بلديتها يستمر بقضم الطرقات والمساحات بطريقة غير مشروعة والصفقة الكبرى إنعاش "المول" الذي سيظهر قريباً #يا_نظيف". وغرّد فاروق يعقوب: "فيك تعمل كل شي شرعي بالبلد حتى فيك تكون حرامي شرعي #يا_نظيف".

لا يزال  وسم "#يا_نظيف" من الأكثر تداولاً على تويتر في لبنان. هدف الوسم إلى إلقاء الضوء على ملفات الفساد في البلاد. غرّد المستخدمون بكثافة منتقدين المشاكل السياسية والاجتماعية: "وزير داخلية يأمر جنوداً بتوزيع الشاي على عدو، وزير خارجية يغري نظيره لتوقيع عقد، شاشة بمشهدين ــ جندي وامرأة يسألان: مزيد من السكر؟! #يا_نظيف" وكتب آخر: "10 سنين تخوين، مهاترات وتشاحن مذهبي وطائفي، وفجأة بتقعدوا لتتحاوروا والقرارات تُلخّص بإزالة الأعلام والصور الحزبية. #يا_نظيف"، و"دخلوا السياسة العقيمة للجامعة اللبنانية حتى أفقدوها دورها وهجّروا العقول وحلت مكانهم صور زعماء وندوات طائفية. صارت أكبر مصدر للغنم #يا_نظيف".


مطلقو الحملة عشرة أشخاص، يرفضون الكشف عن أسمائهم، بهدف عدم إلقاء الضوء على شخصية معينة، ويدعون اللبنانيين جميعاً للمشاركة في محاربة الفساد. وفي حديث لـ "العربي الجديد" يوضح أحدهم: "تمّ تداول الفكرة منذ أربعة أيام، خلال استراحة في أحد المؤتمرات الخاصة بعالم التكنولوجيا وعلوم الاتصالات. ولا علاقة للحملة بالمؤتمر سوى أنها جمعت ناشطين لبنانيين بالصدفة. بدأ النقاش حول الفكرة خلال حديث عن قانون السير الجديد، إذ أراد أحد الناشطين إنشاء مدونة خاصة عن هذا القانون لمتابعة أداء الدولة تجاهه، ليعلق أحدهم "يا نظيف". وتحوّل التعليق إلى حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي".



مواقع التواصل هي صلة الوصل الوحيدة بين مطلقي حملة "يا نظيف" والشعب. أي لا توجيه سياسياً عبر أي قناة، أو جمعية أو تنظيم أو حزب. أثبتت التجربة اللبنانية أن الحملات الإلكترونية، حققت نجاحاً لأنها مطروحة أمام الجميع، وسرعان ما تنتشر بين الناشطين، بينما القضايا السياسية التي تدعو إلى اعتصامات والخروج إلى الشارع تنتهي في يومين أو ثلاثة على الأكثر، والخوف من التمرّد... نذكر على سبيل المثال التنظيم السياسي "من أجل الجمهورية" وحراك "لا للتمديد".

في حديثٍ لأحد منظمي الحملة لـ"العربي الجديد" يقول: "نشاطنا سيبقى على الإنترنت، لن يكون هناك تحركات شعبية في الشارع، ولن نتواصل مع أي جهة رسمية، سنكثف جهودنا في الحصول على المعلومات التي تتعلق بالفساد، وسننشرها على الإنترنت، لتصل إلى كل مواطن لبناني". ويضيف: "سنتابع جميع الملفات في لبنان على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية. في المرحلة الأولى نقوم بتذكير المواطن بالقضايا التي طرحت على الإعلام سابقاً من خلال مشاركة روابط تحقيقات صحافية عن الفساد في لبنان. وفي المرحلة المقبلة سنقوم بإنتاج تحقيقاتنا الخاصة، والآن نعمل على نشر رسوم بيانية. نشرنا رسماً توضيحياً عن "تطور دين العام من العام 1993 إلى 2014". ومن الملفات التي سنتابعها عن كثب هي: الدّين العام، النفايات والتنقيب عن النفط. سنفضح جميع الشخصيات السياسية التي تنشئ شركات وهميّة لتدخل في مناقصات لكسب مبالغ مالية مقابل تعهدات للدولة". يوثق مطلقو الحملة جميع الملفات والتحقيقات والرسوم البيانية والفيديوهات على موقع خاص بالحملة.

اللافت أن تداول الوسم غير محصور بالناشطين والمدونين المعروفين، لا بل شارك مستخدمون منتمون لـ 14 آذار و8 آذار، وأصبحت المبارزة في ما بينهم، من خلال نقد الشخصيات السياسية في كل فريق. 
  

 [اقرأ أيضاً: الناشطون اللبنانيون يكسبون: العاملات الأجنبيات مش للبيع]

المساهمون