"#SummerInSyria".. نهاية حملة النظام السوري السوريالية

28 أكتوبر 2015
موسم السياحة في سورية (Getty)
+ الخط -
حاول النظام السوري في بداية أشهر الصيف الأولى إطلاق حملة إلكترونية يُروّج من خلالها لموسم الصيف، مطلقاً عليه أوصافا سوريالية لا تعكس طبيعة ما تواجهه سورية اليوم.

وكانت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" قد تولّت إدارة حملة #SummerInSyria التي وُصفت بـ"إنكار الواقع" على شبكات التواصل الاجتماعي.

الحملة الدعائية أُطلقت للترويج للموسم السياحي المرتقب في سورية بحسب الوكالة. وتسببت بسخرية واسعة مضادة، أطلقها المستخدمون على شبكات التواصل الاجتماعي للرد على حملة الوكالة السورية. وكتبت "سانا": "الآن ومع حلول الصيف ندعوكم لتقاسم صور أفضل أوقاتكم في سورية، أرسلوها لنا لنعرف وأرفقوها بوسم الصيف في سورية #SummerInSyria".

أما الردود التي حصدتها الحملة بعد ساعات من إطلاقها فكانت مختلفة عما توقعته الوكالة، حيث غرّد آلاف المستخدمين بصور تعكس واقع الموت والدماء والحرب في سورية، ساخرين من محاولات النظام تضليل الرأي العام العالمي عبر الترويج لموسم سياحي مفبرك.

ومع انقضاء فصل الصيف، عادت حملة "#SummerInSyria" إلى الواجهة، بالتزامن مع نشر موقع "فرونت لاين" FRONTLINE تقارير قصيرة صورها مراسلها مارتين سميث داخل سورية خلال ترويج النظام لموسم السياحة المزعوم، حيث وُصفت الأشهر الأخيرة بالأصعب في سورية. 


وقد راقب العالم مغادرة آلاف السوريين أراضيهم ومنازلهم بحثاً عن مستقبل أفضل، في وقت عمد خلاله النظام إلى اختلاق الأكاذيب محاولاً إقناع العالم بالعكس.

واستطاع مارتين سميث نقل الصورة الحقيقية لما كان يحاول النظام السوري الترويج له من خلال الحملة، الصيف الماضي، من خلال مقابلته عددا من المحافظين والمسؤولين السوريين من حمص ودمشق.



كما زار الصحافي أحد المنتجعات السياحية التي شيّدها النظام على بعد أميال قليلة من أحياء حمص المدمّرة، حيث أكد مدير المنتجع في الوثائقي أن الحجوزات بدأت بالفعل.

ومن خلال قضائه ثلاثة أسابيع على أرض الواقع في سورية، استطاع سميث إثبات ما حاول آلاف من المغردين إثباته يوم انطلاق حملة "#SummerInSyria": في سورية حرب، والنظام سعى جاهداً لطمسها، ولكنه فشل. أما التفاعل مع الحملة صيفاً فتميّز بالسخرية.


وأرفق مغرّد صورة من منزله المدمر بسبب القصف، وكتب "نحن نستمتع فعلاً بالشاي في منزلنا"، فيما قال آخرون ساخرين أيضاً "إنها مجرّد مجموعة من القنابل القاتلة".

وفي ختام التقرير الأول، يقول طالب سوري لسميث: "ليس لدي أي مستقبل الآن في سورية، لا أمان في هذه البلاد على الإطلاق". قد ينجح الوثائقي ومجموعة التقارير بالحد من البروباغندا التي يسعى النظام السوري إلى ترويجها باستمرار، في بلد يرزخ تحت وطأتي الحرب والموت، لتكون تلك المشاهد الدليل القاطع على فشل النظام.

المساهمون