"تخريف" في الإعلام المصري: أوباما يبكي.. يريد مقابلة السيسي!

24 سبتمبر 2014
عيّنة من عناوين الصحف المواكبة زيارة السيسي (مواقع الصحف)
+ الخط -

"لا تقل إعلاماً ولا تقل مصريّاً" بهذه العبارة تختصر أستاذة الصحافة في جامعة القاهرة، سارة الشريف، (اسم مستعار) تغطية الإعلام المصري زيارة الرئيس، عبد الفتاح السيسي، إلى نيويورك.
فمنذ الثالث من يوليو/تموز عمل الإعلام المصري على إظهار زعماء العالم في صورة "المتآمرين على النظام الجديد وعلى مصر"، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية ورئيسها، باراك أوباما.
لكن يبدو أن الصورة بدأت تتغيّر، فمع الإعلان عن زيارة السيسي إلى أميركا لحضور  اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، انقلب الإعلام المصري رأسا على عقب.
قسم كبير من الإعلاميين والصحافيين رافق السيسي في زيارته، في لهفة واضحة لأي اعتراف دولي بالنظام الجديد. لكن في موازاة ذلك عملت كل وسائل الإعلام المصرية على الترويج لنظرية "تركيع الرئيس السيسي للأمم المتحدة والتراجع الأميركي والقوى الدولية، وتهافت زعماء العالم على مقابلة المنقذ"!

وقامت برامج التوك شو بالتهليل والتطبيل للزيارة وتعاملوا معها على اعتبارها زيارة رسمية للولايات المتحدة وليس للمنظمة الدولية، في استغلال واضح لجهل شريحة من المشاهدين. وصرح اللواء، سلامة الجوهري، مساعد ملحق الدفاع المصري لأماني الخياط على قناة "القاهرة والناس"، أن: "الزيارة بمثابة اعتراف من أميركا بشرعية النظام الحالي في مصر، وتراجع واضح في مواقفها"، زاعماً أن: "اللقاء المرتقب بين السيسي وأوباما جاء بناءً على طلب من الولايات المتحدة".
في الاتجاه نفسه صرح المحامي ومقدم برنامج "القاهرة اليوم"، خالد أبو بكر، من نيويورك لبرنامج "مصر الجديدة" ومقدمه، معتز الدمرداش، أن: "الولايات المتحدة تقدمت بطلب رسمي للقاء أوباما بالسيسي، وأن زعماء الدول يتهافتون على لقاء الرئيس المصري".

صحافة القاهرة كانت في الصدارة من الترويج للقاء المأمول، الذي لم يتحدد بعد بين السيسي وأوباما، فاجتمعت الصحف القومية والخاصة والحزبية على التغطية نفسها واستباق الأحداث.
صحيفة "الدستور" عنونت: "استقبال حافل للرئيس في نيويورك" وأضافت: "أوباما يطلب مقابلة السيسي... وأميركا تتراجع". وعن لقاء السيسي أمين عام الأمم المتحدة قالت: "بان كي مون يؤكد دعم الأمم المتحدة لمصر في حربها على الإرهاب". واستكملت" اليوم السابع"، ما قامت به "الدستور"، من تلهف أوباما للقاء الرئيس المصري وعنونت "أوباما يطلب لقاء السيسي" وفي عنوان فرعي تكمل: "الرئيس يوافق واللقاء الخميس في نيويورك وبيان مشترك"، وأضافت: "الرئاسة: السيسي صحح لبان كي مون معلوماته الخاطئة عن الوضع المصري". وواصلت "المصري اليوم" مسيرة زميلاتها في الترويج للقاء المأمول وعنونت "بطلب من أميركا..السيسي يلتقي أوباما" ونقلت عن مصادر لم تذكرها الصحيفة: "مصر رفضت التقدم بطلب للقاء".

مواقع الأخبار المصرية لم تغب عن مشهد التطبيل والمزايدة فبوابة "فيتو"، قالت: "اليوم... أوباما يتلقى أول درس على يد السيسي"، وفي التفاصيل قدمت البوابة صيغة جديدة لم نرها حتى في صحافة النظم الشمولية. فكتبت: "سوف يفخر أوباما بأنه التقى الرئيس السيسي... إنه يعلم مسبقاً قبل اللقاء أنه يناله الشرف العظيم بالجلوس مع شخصية العام وكل الأعوام القادمة... سوف يرى فيه حكمة لم يرها من قبل في أي رئيس أو ملك على مستوى العالم".

ومن ضمن عجائب النظام الحالي في مصر وسط هذا الكم الهائل من التصريحات والعاصفة الإعلامية المروجة لزيارة للأمم المتحدة، أن يخرج علينا بعض المسؤولين ليضربوا بكل ذلك عرض الحائط. فسفير مصر لدى الأمم المتحدة، عمرو أبو العطا، صرح لعدد من الإعلاميين، منهم لميس الحديدي ومحمد شردي في لقاءات مختلفة، أن عدداً من رؤساء العالم طلبوا مقابلة السيسي بالفعل، ولكن فيما يخص لقاءه أوباما فلم يتحدد بعد، والغريب أن الإعلام المصري تجاهل تصريحات أبو العطا بشكل يصل حد التعمد.

على منصات التواصل كانت المعركة حامية، فالناشطون تعاملوا مع تناول الإعلام المصري للزيارة بشكل ساخر، وقال أحد الناشطين: "نقلاً عن شهود عيان، أوباما مرغ نفسه في التراب أمام البيت الأبيض يعيط ويقول: عاوز السيسي يقابلني، عاوز السيسي يقابلني... ومش عارفين يسكتوه". وأضاف آخر: "أوباما يدخل فى إضراب مفتوح عن الطعام من أجل أن يوافق الزعيم السيسي على مقابلته".

 

المساهمون