"مخبرون بلا حدود": تعرّفوا على منى عراقي

08 ديسمبر 2014
منى عراقي رافقت الأمن في المداهمة (فيسبوك)
+ الخط -
يتبارى إعلاميون مصريون في لعب دور.. "المخبر". وائل الإبراشي مثلاً لا يخجل من تسليم ضيف له على الهواء للسلطات الأمنية. عادي جداً. ينجح في مهمته كمخبر من الطراز الأول، ويكمل حياته بعدها بشكل طبيعي.
لا شيء مفاجئا، ففي الأشهر الأخيرة، بات الإعلام جزءاً من المنظومة الأمنية المصرية، وكل "خدمة" للنظام، ترفع أسهم هذا الإعلامي أو ذاك، وتقرّبه من حاشية "الزعيم".
إلا أنّ مذيعة تُدعى منى عراقي، قرّرت أن تتخطى زملاءها، فبصراحة الولاء السياسي لا يعنيها وتقديم معلومات عن معارضين من خارج صلاحياتها، بل إن تركيزها هو على "الحفاظ على أخلاق المجتمع". وللأمانة، فإن برنامجها "المستخبّي" خير دليل على ذلك. هذه المرة وفي الحلقة التي تروّج لها عراقي منذ يوم أمس، فإن "برنامج المستخبي على قناة "القاهرة والناس" يكشف أكبر وكر للشذوذ الجماعي في قلب القاهرة".. بالصور طبعاً! السيدة منى وفريق عملها، أبلغوا عن الحمّام الذي يقع في وسط القاهرة، وقرّر الأمن المركزي مداهمة "الوكر" بحضور منى عراقي والمصور الذي معها اللذين أتيا لتوثيق هذه اللحظة. وبسرعة مع كلمة حصري ولوجو "القاهرة والناس"، تقرر نشر الصور على موقع "فيسبوك"، على صفحة منى عراقي تحديداً.
هكذا إذاً، فإن الخدمات متبادلة بين منى عراقي والأمن المركزي. وفي الصور تظهر بشكل واضح وهي تصوّر الشباب الذين اعتقلوا (وعددهم كبير كما يبدو في الصور)، بشكل تلقائي وعادي جداً. وفي بلاد قد يعتقل فيها طالب لأنه يحمل زراً كتب عليه "انتصارك بكرا جاي"، يبدو الحديث عن الحريات الشخصية، موضوعا ثانويا، أو ربما غير موجود من أساسه. تصوير شباب، عادي، كشف وجوههم، عادي، انتهاك حريتهم التي كانوا يقومون بها في مكان خاص، أيضاً عادي، والترويج لرفع نسبة المشاهدين، في قناة تعاني من صراع في تحديد هويتها: مخبرة أو مطبّلة؟
الردود على عراقي كانت قاسية، فوصفت بـ"المخبرة"، وألفاظ أخرى قبيحة؛ بسبب تعديها على خصوصيات الناس. وتساءل البعض "على من انتصرتِ في معركتك؟".
من قال إن المخبر سياسيٌّ فقط؟ انظروا إلى منى عراقي.. المخبرون أنواع، ونوع عراقي قد يكون الأسوأ.
دلالات
المساهمون