سحق أجساد السوريين... متلازمة الهرس تدمر حياة الناجين من قصف النظام

إدلب

مصعب الياسين

مصعب الأشقر
مصعب الياسين
صحافي سوري
12 يونيو 2023
متلازمة الهرس
+ الخط -

تحت الركام يرقد ضحايا قصف النظام السوري المستمر للمدنيين وإلى جوارهم المصابون غير أنهم ليسوا أكثر حظا من أحبائهم الراحلين، إذ تبدأ بعد عدة ساعات أعراض متلازمة الهرس في تدمير آمال النجاة رغم عودة مؤقتة إلى الحياة.

- يمر المُدرس السوري علي حاج حميدي على صور أطفاله الثلاثة المتبقية على هاتفه، مستذكرا لحظاتهم الجميلة قبل مقتلهم في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 بسبب قصف روسي طاول منزله المكون من طابقين في قرية البارة الواقعة بين ثنايا جبل الزاوية في إدلب شمال سورية.

و"سقط المنزل فوق رؤوس الضحايا بعد قصفه بصواريخ روسية محملة بقنابل عنقودية"، كما يروي حميدي الذي لم يغب عن وعيه وشاهد كيف حاصرت الكتل الخرسانية جسده هو وزوجته، بينما يحاول الجيران ومنتسبو الدفاع المدني إخراج أجسادهم من تحت الركام بالتزامن مع استمرار الغارات الروسية والقصف، ما أخّر عملية إنقاذ حميدي وزوجته لأكثر من 3 ساعات تحت ضغط الركام بخاصة على منطقة الحوض.

شعر الزوجان حينها بذات الأعراض وأبرزها الغثيان والاستفراغ وألم في الخاصرة وصعوبة بالتنفس، إذ خلفت الحادثة 19 كسرا في حوض حميدي، وبعد أيام ظهرت لديه أعراض أبرزها نزول دم في البول، وعقب الفحوصات والتحاليل أخبره الطبيب أنه بحاجة إلى غسل كلى، كما أنه أصيب بالوذمة الرئوية (تسببها السوائل الزائدة نتيجة أسباب كثيرة منها التعرُّض لإصابة جسدية في جدار الصدر) ويعاني من صعوبة في التنفس حتى اليوم، أما زوجته فقد خسرت جنينها وكذلك قدرتها على الإنجاب نتيجة إصابتها بالتصاق في الرحم (أنسجة ندبية تحدث نتيجة تعرُّض بطانة الرحم لإصابةٍ) بسبب مكوثها تحت الأنقاض.

وتفسر التبعات التي أصيب بها حميدي بكونها ناجمة عن تدمير الخلايا العضلية الهيكلية في الأطراف بفعل تعرضها لضغط الأنقاض الشديد، ما أدى إلى خروج محتويات الألياف العضلية وانتشارها في الدوران الدموي بشكل يفوق قدرة الكليتين على تنقيته لتتوقفا عن العمل، بحسب طبيب العظام جمال القادري والذي يعمل في مشافي محافظة إدلب، مشيرا إلى أن هذه الحالة تسمى متلازمة الهرس أو السحق، وترتبط بانفجارات وانهيارات المباني في الغالب، وإن كانت لا تسبب الوفاة الفورية لكنها تتسبب أيضا في اضطرابات ديناميكية الدم والأيض المعقدة لدى من يبقون على قيد الحياة، كما تؤكد مقالة بحثية منشورة على موقع المكتبة العالمية للطب، بعنوان إصابات متلازمة السحق.

مخاطر متلازمة الهرس

قتلت قوات النظام السوري والجيش الروسي الداعم لها، 991 ضحية من السوريين إثر شن 5770 غارة جوية وهجوما مدفعيا وصاروخيا منذ بداية عام 2020 وحتى 8 أبريل/نيسان الماضي، بحسب إحصائية لمنظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) حصل عليها "العربي الجديد".

كلما طالت مدة البقاء تحت الأنقاض ازدادت احتمالية الإصابة بمتلازمة الهرس 

وتمكن متطوعو المنظمة من إنقاذ 2416 مصابا معظمهم كانوا تحت الأنقاض المنهارة، لكن لم تحصر المنظمة وحتى المشافي عدد من يعانون أعراض متلازمة الهرس نظرا لطول أمد الحرب وعدد الضحايا الكبير خاصة في ظل أعمال انتشال أعداد كبيرة من السوريين المتوفين تحت الأنقاض.

وتزيد احتمالية الإصابة بمتلازمة الهرس كلما طالت المدة الزمنية التي تمر على المصاب تحت الضغط الشديد، بحسب توضيح الطبيب وجيه قراط، المتخصص في جراحة العظام ومدير مستشفى حارم العام، مبينا أن هذه المتلازمة ناتجة من هرس الأنسجة العضلية جراء تساقط الأبنية أو الحوادث الرضية مسببة ضغطا شديدا على العضلات، ويؤدّي الضغط إلى تلف الألياف العضلية، بسبب نقص التروية الدموية، ليتولد مكوّن "الرابدوميوغلوبين" من هذه الألياف وينتقل إلى الدورة الدموية، ويترسب في الأنابيب الكلوية، ونتيجة الجفاف الشديد وعدم تناول السوائل يدخل المريض في حالة قصور كلوي تستوجب التنقية سريعا بسبب ارتفاع السمية، ما يؤدي إلى تحرر البوتاسيوم في الجسد والذي يسبب ارتفاعه توقف قلب المريض إن لم يحصل على الرعاية الطبية سريعا، وكذلك ترتفع مستويات الكرياتينين كيناز (يساهم في تكوين واستخدام الجزيئات التي توفر الطاقة) في الدم إلى 1000 وحدة لكل لتر، علما أن مستواه الطبيعي بين 25 و175 وحدة في اللتر، وعادة ما يبدأ الارتفاع عقب ساعتين فأكثر من السحق، ويبلغ ذروته إذا استمر الضغط من يوم إلى 3 أيام، بحسب بحث المكتبة العالمية للطب.

خسارة الضحايا لأطرافهم

قد يخسر المصاب أطرافه نتيجة الانضغاط طويل الأمد للعضلات الهيكلية، كما هو حال العشريني عامر الورار النازح من ريف حماة بعد سيطرة قوات النظام على بلدته إلى مدينة الأتارب ليمسي ضحية الزلزال الذي ضرب شمال البلاد في السادس من فبراير/شباط 2023، إذ مكث تحت أنقاض مبنى منهار كان يضم 6 طوابق 43 ساعة، وفور انتشاله بذل الأطباء ما بوسعهم لإسعافه، واضطروا لبتر ساقه اليسرى نتيجة تضررها بشكل شديد، واليوم يحتاج إلى جلسات غسل كلى مرة أسبوعيا.

وتكشف دراسة بعنوان "الحوادث والخصائص الديموغرافية لعمليات بتر الأطراف المرتبطة بالحرب الأهلية السورية: دراسة متعددة المراكز"، نشرت في مارس/آذار 2021 على موقع مجلة الطب العالمية، ارتفاع معدل بتر الأطراف السفلية والعلوية بين المدنيين بسبب القصف، وكذلك ارتفاع معدل الضحايا الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما.

وأجريت الدراسة خلال الفترة بين أغسطس/آب 2017 وفبراير2019، وشملت 307 أشخاص خضعوا لبتر أحد الأطراف، من بينهم 266 ذكرا و41 أنثى، كانوا يتلقون العلاج في 4 مراكز للأطراف الصناعية تديرها منظمات دولية، وكانت أعمار 25.4% من هؤلاء أقل من 18 عاما، و74٪ من حالات البتر كانت في الأطراف السفلية، عند الساق وعند الفخذ وهي مستويات البتر الأكثر شيوعا، وذكر 89.3% من بين مبتوري الأطراف أنهم ضحايا للقصف.

ما سبق، يؤكده مولود يورت ستيفن، رئيس جمعية الأطباء الدوليين (غير حكومية مقرها إسطنبول تختص بتقديم خدمات الرعاية الصحية)، خلال تصريحات صحافية سابقة في كلمة، بتاريخ 10 مارس/آذار 2018، قائلا: "إن نسب بتر الساق والأذرع في سورية هي الكبرى منذ الحرب العالمية الثانية، إذ خلّف القصف خلال سنوات الحرب الست الأولى أكبر حصيلة من مبتوري الأطراف".

الصورة
الهرس 2
مستويات البتر الأكثر شيوعا بين السوريين عند الساق وعند الفخذ (Getty)

وأدى الزلزال الكبير الذي تعرضت له سورية وتركيا إلى تسليط الضوء على متلازمة الهرس، لكن الطبيب قراط يؤكد أنهم بعد عمليات القصف الجوي التي تشنها طائرات روسيا والنظام السوري دائما ما كانوا يتعاملون مع حالات تعاني من أعراضها خاصة في المشافي الموجودة في المناطق الساخنة.

وتختلط أعراض الهرس العضلي مع إصابات نزفية جراء إصابة الشخص بالشظايا، وغالبا ما تكون الحالة معرضة للوفاة، بعدما كان بالإمكان احتواء بعض الحالات في بدايات الحرب السورية بفضل وجود مشاف تتمتع بكوادر كاملة حينها مقارنة بالوضع الحالي، خاصة أن المتلازمة تترافق مع إصابات متعددة، بالتالي يحتاج المصاب إلى تدخل أطباء من عدة اختصاصات، إذ تتطلب كل حالة على الأقل طبيبا متخصصا بالكلى وهو ما لا يتوفر بالشكل المطلوب في مشافي الشمال السوري، كما أن التجهيزات والمعدات والأدوية غير كافية حتى لمن يعانون من الفشل الكلوي الناتج من أسباب غير الهرس، كما يوضح الطبيب قراط قائلا: "فاقم الزلزال من مأساة القطاع الصحي المجهد منذ الأساس"، وتبدو المعاناة في أن عدد أجهزة غسل الكلى في محافظة إدلب 110 أجهزة، بينما يبلغ عدد المرضى ممن يحتاجون غسلا للكلى 686 مريضا بحسب إفادة الموظف في مديرية صحة إدلب عماد زهران.

كيف يقتل القصف المتوالي آخر آمال النجاة؟

كانت المأساة مضاعفة على عبسي المعراوي والذي خسر أشقاءه الثلاثة على مرحلتين، إذ توفي اثنان منهم جراء قصف جوي في أكتوبر/تشرين الأول عام  2019 أدى إلى هدم البرج السكني الذي يسكنانه في مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، وقضوا تحت ركامه 10 ساعات، وخلال هذه المدة بينما كان عناصر الدفاع المدني في عمل متواصل يحاولون إخراجهم كانت الطائرات الروسية مستمرة بالقصف ما أخّر عملية الإنقاذ، وبينما نجا شقيق المعراوي الثالث سعيد من الموت فإن بقاءه تحت ضغط الركام ساعات طوالا أصابه بفشل كلوي واستمر يغسل كليتيه لمدة 5 أشهر، وبعد نزوح العائلة من المدينة واستقرارها في مدينة جنديرس شمالي محافظة حلب التي كانت الأكثر تضررا من الزلزال، تكرر مع سعيد السيناريو ذاته، إذ انهمر عليه ركام المنزل وبقي تحته 24 ساعة، إلى أن تمكنت فرق الإنقاذ من انتشاله حيا، لكنه فارق الحياة بعد وصوله إلى المشفى بأربع ساعات.

%74 من ضحايا حالات البتر الناتج عن القصف في الأطراف السفلية

وتُجْمع إفادات الأطباء المشاركين في التحقيق، على أن تأخر إنقاذ الجرحى وإخراجهم من تحت الأنقاض بسبب استمرار القصف وتوالي الاستهداف، يزيد مدة تعرض أجساد الضحايا إلى ضغط خطير.

ويشرح أسامة الموسى، المتطوع في الخوذ البيضاء بمدينة إدلب التي تتعرض لقصف الطائرات الحربية الروسية والنيران الأرضية من معسكرات النظام بشكل مكثف، أن إعاقة الاستجابة ومحاولات إخلاء المصابين والقتلى متعمدة، مشيرا إلى أن القصف من الطائرات كان يتوالى بتكتيك متكرر، إذ تنفذ الطائرة الحربية أول جولة لتهرع فرق الإسعاف والدفاع المدني إلى المكان المستهدف، وخلال محاولتهم إنقاذ المصابين تكرر الطائرات الحربية قصف ذات المكان، بقصد إيقاع أكبر عدد من الضحايا ومنع متطوعي الدفاع المدني من إنقاذ الضحايا، مضيفا أن استمرار عمليات الإنقاذ ليلا واضطرارهم إلى تشغيل الإضاءة من أجل العمل، يجعلهم هدفا للطائرات الحربية والمدافع، وهو ما أسفر عن استشهاد عدد من زملائه، "ليتحول المنقذون في كثير من الأوقات إلى ضحايا"، ويؤدي ذلك إلى إطالة زمن إخراج العالقين من تحت الأنقاض وزيادة ساعات معاناتهم وبالتالي تدمير أجسادهم.

وعقب وقوع الزلزال في فبراير المنصرم، "كان أكثر ما يؤلمنا هو سماع أصوات المصابين تحت ركام الأبنية"، بينما يعمل عناصر الدفاع المدني بأقصى جهد وعبر آليات ومعدات قليلة جدا مقارنة بالكارثة، ويصلون الليل بالنهار من أجل إنقاذ الناس، كما يقول الموسى بألم، مشيرا إلى أن إمكاناتهم وقدرتهم على الإخلاء والإسعاف غير قادرة على مواجهة الأهوال المتوالية.

الزلزال يزيد حالات الهرس

استفاق العشريني وليد الريا بعد 52 ساعة من الغيبوبة في مشفى مدينة سلقين، ليجد والدته بجواره تذرف الدموع على حال ابنها الذي أضحى بلا قدمين جراء سقوط المنزل عليه إثر الزلزال الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط/فبراير2023.

ومكث الريا تحت الأنقاض 47 ساعة قبل انتشاله وإسعافه من قِبل فرق الدفاع المدني، وخضع للعلاج على مدى شهر جراء إصابته بمتلازمة الهرس، وفق تشخيص أطبائه.

ولم تكتمل فرحة أقارب الثلاثينية سارة الشامي بخروجها سالمة عقب 45 ساعة قضتها تحت أنقاض منزلها في مدينة حارم في إدلب، والغريب أنها خرجت جراء عمليات البحث عن مفقودين بجسد صحيح غير متأذ، لكن ما لبثت أن ساءت حالتها الصحية بعد 4 أيام، بحسب ابن شقيقها أغيد المواس، والذي يقول أنها أصبحت تعاني من غثيان وقيء شديد وتشنجات وغيرها من الأعراض التي دخلت على إثرها لمشفى إدلب المركزي، وهناك تم إجراء غسيل فوري للكلى، لكنها ما لبثت أن فارقت الحياة بعد ساعات قليلة، متأثرة بمتلازمة الهرس وفقا للأطباء الذين أِشرفوا على حالتها.

ووصل في الساعة الأولى بعد الزلزال 480 إصابة إلى مشافي سلقين، 10% منها تعرضت لعمليات بتر أطراف، بحسب الطبيب في مشافي المدينة صالح الشعبان، إذ لم يكن هناك من حل سوى البتر بسبب الضغط الشديد الذي تعرضت له الأطراف وتهشم العظام بشكل كامل وانقطاع التروية الدموية عنها نهائيا.

وكان من الصعب حصر جميع الإصابات بمتلازمة الهرس بين ضحايا الزلزال بحسب الطبيب حسام قرة مساعد مدير مديرية صحة إدلب، مشيرا إلى أن عدد ضحايا الزلزال الذين دخلوا المشافي في محافظة إدلب قبل وفاتهم وتم تسجيلهم في سجلات المشافي بلغ 2400 شخص، من أصل 5400 شخص.

ودفن غالبية الضحايا دون مراجعة المشافي أو المراكز الصحية، كما سُجل 11 ألف مصاب، وبلغ عدد من وصلوا إلى  المشافي وجرى تشخيصهم بمتلازمة الهرس 83 شخصا، وضعوا تحت المراقبة منذ دخولهم، وخضعوا للإجراءات المنقذة للحياة وإعادة التروية للأطراف وعلاج القصور الكلوي الناشئ عن ترسب مادة الميوغلوبين، أو الحطام العضلي في الكلية، وإجراء جلسات غسيل الكلى في أقسام العناية المركزة، لا سيما وأن معاناتهم من اضطراب الشوارد (المعادن التي توجد في الجسم، والمسؤولة عن الشحنات الكهربائية فيه) يدخلهم في حالات قصور أو توقف للقلب ليصار بعد ذلك إلى إجراء العمليات الجراحية العصبية والعظمية، ومن ثم تحويلهم لمراكز العلاج الفيزيائي والدعم النفسي، وفقا لتوضيح قرة الذي تابع علاج الحالات تلك، مؤكدا أن أعداد المصابين بالمتلازمة أكبر حتما لكنها تسببت بوفاتهم ودفنهم دون تشخيص وحصر لأعدادهم، أما الخاضعون للعلاج فيواجهون صعوبات تتعلق بنقص مراكز العلاج الفيزيائي ووحدات الدعم النفسي والحالات الفائقة الاختصاص الخاصة بالأعصاب والفقرات.

ذات صلة

الصورة
مصياف \ آثار غارات إسرائيلية، 9 سبتمبر 2024 (لؤي بشارة/ فرانس برس)

سياسة

قال موقع أكسيوس إن وحدة من قوات النخبة بالجيش الإسرائيلي شنّت غارة قبل أيام دمّرت خلالها مصنعاً للصواريخ الدقيقة تحت الأرض شيّدته إيران في مصياف وسط سورية.
الصورة
سورية: محاولات لإنقاذ طفل عالق في بئر 8 يونيو 2024 (إكس)

مجتمع

أعلنت فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) أنها بدأت عمليات إنقاذ طفل عالق في بئر في قرية تل أعور غربي محافظة إدلب، شمال غربيّ سورية.
الصورة
ناج من زلزال سورية (العربي الجديد)

مجتمع

بعد نجاته من الموت الذي خطف أفراد أسرته، بات حلم حمزة الأحمد (17 عاماً)، أن يكون لديه طرف اصطناعي ذكي عوضاً عن القدم التي فقدها في زلزال فبراير.
الصورة
إدلب1

تحقيقات

يجيب تحقيق "العربي الجديد" عن سؤال، لماذا لم يتمكن السوريون من تفادي عمليات القصف التي تستهدف المدنيين منذ بداية الحرب وحتى اليوم؟ إذ فشلت محاولاتهم في الاحتماء بالأقبية والمغارات والأنفاق التي حفروها