ونال الفيلم الوثائقي التونسي "الغياب" لمخرجته فاطمة الرياحي جائزة "أنهار" لأفضل فيلم لحقوق الإنسان. ويسرد الفيلم قصة التونسي "توفيق" الذي شارك في القتال في حرب البوسنة ضد القوات الصربية، لكنه دخل السجن لمدة ست سنوات بعد عودته إلى تونس، لترحل زوجته إلى البوسنة وتتركه مع بناته الثلاث، فيجد نفسه مسؤولا عنهن، وتتنازعه الرغبة بين رعاية بناته وبين الانتقام ممن دمر حياته.
وحصل الفيلم الوثائقي السوري "إلى سما" على ريشة كرامة لأفضل فيلم وثائقي، للمخرجين وعد الخطيب، وإدوارد واتس. ويروي الفيلم قصة شابة تناضل من أجل الحب والأمومة خلال خمس سنوات في سورية. ووثقت وعد حياتها بوصفها صحافية في مدينة حلب المحاصرة، حيث تزوجت بآخر أطباء المدينة، وأنجبت ابنتها سما في عام 2015.
ومنحت ريشة كرامة لأفضل فيلم روائي طويل للفيلم للمغربي "طفح الكيل" لمخرجه حسن البصري. وتدور أحداث الفيلم حول عائلة الطفل أيوب التي ترحل إلى الدار البيضاء بغية علاج أيوب في أحد المشافي بسبب صداع حاد يلازمه منذ أسابيع ، ويحاول "علي" الانتحار جراء اكتئاب مزمن، لكنه ينجو ليتم نقله إلى نفس المستشفى.
وتوج بريشة كرامة لأفضل فيلم روائي قصير، الفيلم اليمني "الخوذة"، لمخرجه أسامة خالد الذي يعكس حالة البلاد التي مزقتها الحرب، حيث يحلم عبقري التكنولوجيا الشاب باختراع لمساعدته في الهروب من واقعه القاسي.
وفي الفئة نفسها، منحت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً بالفيلم الفلسطيني "أمبينانس" لمخرجه وسام الجعفري. الفيلم يصور قصة شابين فلسطينيين يقطنان في مخيم الدهيشة للاجئين، ببيت لحم. يحاول الاثنان تسجيل موسيقاهما، على آلتي الكمان والغيتار، داخل المخيم، بهدف الاشتراك في مسابقة، لكن الفوضى واقتحام جيش الاحتلال المتكرر يحولان دون ذلك.
وكانت ريشة كرامة لأفضل فيلم تحريكي من نصيب "ستوري" لمخرجته البولندية جولا باكوفسكا، ويتناول تأثير منصات التواصل الاجتماعي التي تستخدم "الستوري" للتعبير والمشاركة فأصبح الواقع الافتراضي بديلاً موازياً.
وشهدت العروض طيلة أيام المهرجان الثمانية حضوراً كثيفاً لمتابعة العروض السينمائية لمئة فيلم من 63 دولة. واحتفل المهرجان في الليلة الختامية بكل الغائبين والمفقودين في "الكرسي الفارغ" وأيضا لحظة صمت على روح مخرج الفيلم الأردني "المنعطف" رفقي عساف الذي وافته المنية قبل أيام.
ونظمت الدورة الحالية التي حملت شعار "جيل كرامة إلى الأمام" المعمل 612 وبالشراكة مع المركز الثقافي الملكي وبعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن. وكانت فعاليات "كرامة" قد عقدت في 10 مدن بالوقت نفسه، إربد والسلط وعجلون وجرش والأزرق ومادبا والزرقاء والكرك والعقبة ومعان.
كما عرض في حفل الختام الفيلم الفلسطيني "مفك" لمخرجه بسام جرباوي وتدور أحداثه حول حياة الأسير الاجتماعية والنفسية، بعد خروجه من السجن الى مجتمع لم يعد يعرف فك رموزه، ولا التأقلم مع متغيراته. ويسلط الفيلم الضوء على حياة السجين بعد الاحتفال به كبطل عند خروجه من السجن.
و"مهرجان كرامة" منذ تأسيسه، يحتفل كل عام في "اليوم العالمي لحقوق الإنسان" في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول.
واتسمت فعاليات المهرجان بحضور شبابي واسع، تحت شعار "جيل كرامة" ولم يكتف بالعروض الفيلمية، بل قدمت العديد من الندوات وورش العمل المختصة بإشاعة ثقافة السينما ومن ذلك تقديم أوراق بحثية حول "السينما في التعليم". كما قدمت أفلام في المؤسسة السجنية للأحداث وللعمال البلديين. يضاف إلى ذلك، مشاركة فرق غنائية عديدة ورقص تعبيري في افتتاح واختتام المهرجان.