أفلام "نيتفليكس" في دمشق... قرصنة بضمير مرتاح

10 مايو 2018
لقطة من فيلم آنون (فيسبوك)
+ الخط -
تزامناً مع موعد انطلاق الدورة الواحدة والسبعين من "مهرجان كانّ السينمائي" الذي أعلن في وقتٍ مضى أنه سيحظر مشاركة الأفلام التي أنتجتها شبكة "نيتفليكس" الأميركية للبث الرقمي، بعد أن رفض القائمون عليها طرح أفلامها في صالات السينما التقليدية، ورفعوا شعار: "أفلام سينمائية لا تعرض في السينما"، تقوم سينما "سيتي" في دمشق بعرض فيلمي "The Titan" و"Anon" اللذين قامت بإنتاجهما "نيتفليكس في بداية السنة. 

كانت المشكلة بين شبكة "نيتفليكس" و"مهرجان كانّ السينمائي" قد بدأت تتفاقم العام الماضي، عندما شارك الفيلم الكوري الأميركي المشترك "Okja" الذي أنتجته "نيتفليكس" في الدورة السبعين من "كانّ".

ورفضت "نيتفليكس" التماشي مع تقاليد المهرجان، حيث تفرض إدارة التظاهر العالمية على الأفلام المشاركة في مسابقتها بأن تعرض في دور السينما لمدة أسبوع على الأقل؛ فرفضت "نيتفليكس" عرض الفيلم في دور السينما التقليدية التي اعتبرتها جزءًا من الماضي، وارتأت بأن تكون شبكة البث الرقمي الخاصة بها هي الوسيلة الوحيدة لمشاهدة الفيلم.

الأمر الذي أسفر هذا العام عن استبعاد أفلام "نيتفليكس" من المنافسة على جائزة السعفة الذهبية، لترد الأخيرة بعدم المشاركة في المهرجان. تسببت هذه الحوادث المتعاقبة باحتدام الجدل حول خطورة سيطرة شبكات البث الرقمي على عالم السينما وفرض شروطها، وتخطيها للجمهور التقليدي للسينما، الذين يفضلون متابعة الأفلام في القاعات المخصصة، والتي تطلق عليها تسمية "التقليدية".



أما في دمشق، فيبدو أن دور السينما تعيش في عالم آخر، وكأنها غير معنية بالجدل الذي يسيطر على عالم السينما في الزمن الحالي؛ فسينما "سيتي" تقوم بكل بساطة بعرض فيلمي "The Titan" و"Anon" اللذين قامت بقرصنتهما من شبكة "نيتفليكس"، أو ربما عن طريق "تورنت"، من دون أن تدرك حساسية الأمر، ومن دون أن تولي لأمر عرضهما في صالتها التقليدية أي أهمية.

ومن الجدير بالذكر، أن سينما "سيتي" الدمشقية تحاول بشكل مستمر أن تؤكد طبيعة عملها القانوني، وذلك من خلال الإشارة عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" إلى أن بعض الأفلام لم تتمكن من عرضها، بسبب العقوبات المفروضة على سورية، مثل فيلمي "Dunkirk" و"interstellar" لنولان؛ الأمر الذي يوحي بأن سينما "سيتي" لا تدرك بأن عرض أفلام "نيتفليكس" في صالاتها هو أمر غير قانوني. 

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعدى فيها مؤسسات سورية الثقافية والإعلامية على حقوق الملكية الفكرية، فسبق أن قام إعلام النظام السوري بافتتاح قناة "هوا" قبيل كأس العالم عام 2014، ليعرض كل مباريات البطولة، والتي قام بقرصنتها من قنوات "بي إن سبورت"، بل إن القناة تستخدم أصوات معلقي "بي إن سبورت"، لتقتصر جهود القناة على إضافة اللوغو الخاص بها، الذي تغطي به لوغو "بي إن سبورت". كما أن مؤسسة السينما أطلقت مهرجاناً للأفلام الرائجة.

المساهمون