جدل حول ترشح أوبرا للرئاسة: قرعت قلوبنا بخطابها وطبول حرب العراق

09 يناير 2018
لم تصرح وينفري رسميًا عن خططها للترشح(أنتوني هارفي/getty)
+ الخط -


احتلت مقدمة البرامج الحوارية الأميركية الشهيرة، أوبرا وينفري، عناوين الصحف العالمية، وأثارت ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن ألقت خطابًا ملهمًا يوم الأحد الماضي، في حفل توزيع جوائز "غولدن غلوب"، تحدثت فيه عن المساواة بين الجنسين، وأعلنت دعمها للفتيات اللواتي تعرضن للتحرش الجنسي، ولحملة "وأنا أيضًا" التي تدعو لفضح المتحرشين، والتي حققت تفاعلًا كبيرًا بعد سلسلة فضائح هوليوود الأخيرة.

وتفاعل جمهور المليارديرة البالغة من العمر 63 عامًا، مع الحدث بإطلاق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، أرفقوها بوسمي "أوبرا رئيسة"، و"أوبرا عام 2020"، مطالبين إياها بالترشح لمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية في الانتخابات القادمة، وكان الممثل ليزلي أودوم الابن، من بين الذين أكدوا دعمهم لها، إذ غرد على صفحته الرسمية في "تويتر": "إنها تعمل باستمرار، وتعطينا الأمل دائمًا بإشراقة صباح جديد" في حين قالت ميريل ستريب: "نودها أن تترشح للرئاسة" وأضافت: "أعرف أنها لا تنوي ذلك، إلا أنها اليوم لا تمتلك خيارًا آخر".


وذكرت شبكة "سي إن إن" صباح يوم الاثنين الماضي، أن مصدرًا مقربًا من وينفري، أكد أنها تفكر بشكل جدي بالترشح لمنصب الرئاسة، وأن محبيها يحثونها على الإقدام على هذه الخطوة، في حين قال صديقها ستيدمان غراهام أنها "ستفعل ذلك بالتأكيد، إذا كان جمهورها يرغب به"، على الرغم من أنها كانت قد صرحت في عدة مناسبات، أنها لا تمتلك خططًا سياسية مستقبلية، لأنها لا تمتلك الخبرة اللازمة.

وكانت وينفري قد أعلنت دعمها لباراك أوباما عام 2008، وأيدت هيلاري كلينتون عام 2016، وناقشت في ذلك الوقت احتمال شغل امرأة لمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية وقالت: "أيها الأميركيون، حان الوقت لاتخاذ القرار، إنها لحظة حاسمة في تاريخ النساء" في حين أشار بعض الخبراء السياسيين، أن ثروتها وشهرتها في مجال النشاط الإنساني، قد تجعلانها مرشحة مهمة للحزب الديمقراطي.

ولم تصرح وينفري رسميًا عن خططها للترشح للانتخابات المقبلة، إلا أن معجبيها أكدوا أنها المرشحة المثالية لهزيمة ترامب، في حين أدان البعض علاقتها الوطيدة طيلة العقدين الماضيين، بهارفي وينيستين، سيئ السمعة، الذي طاولته مؤخرًا عشرات الفضائح التي تتعلق بالاعتداء على النساء، ونشروا صورة قديمة لها معه، مؤكدين أنها ستواجه العديد من التساؤلات، في حال ترشحها للانتخابات، وأن تصريحها الأخير عن دعم النساء ضد التحرش، لا يتعدى الحبر على الورق، طالما لم تذكر فيه جملة واحدة ضد وينستين، الذي استضافته في برامجها في العديد من المناسبات.

وذكرت كاديان نوبل، إحدى ضحايا وينستين، أنه استخدم أوبرا لكسب ثقتها، قبل أن يتحرش بها جنسيًا، في حين غردت الناشطة السياسية، والكاتبة الكينية، شيلجا باتل، على صفحتها الرسمية على "تويتر" مسلطة الضوء على صمت وينفري حيال غزو العراق، وقالت: "نعم، لقد قرعت أوبرا وينفري أبواب قلوبنا في حفل توزيع جوائز غولدن غلوب، إلا أنها أيضًا شاركت في قرع طبول الحرب أثناء غزو أميركا للعراق".

كما لقبت باتل، وينفري، بالنسوية الإمبريالية، وأكدت أنها نسيت أثناء دفاعها عن النساء، ماذا فعل الجيش الأميركي بنساء البلدان التي غزاها، وقالت: "يزداد الأمر تعقيدًا عندما تكون النساء النسويات الإمبرياليات من أصول أفريقية، ويساهمن في نشر الهيمنة العالمية الأميركية من الناحية الثقافية، عندما يصبحن رمزًا تحتذي به النساء من كل عرق ولون، في جميع أنحاء العالم" وأضافت: "أوبرا تحب النساء المسلمات، إلا أنها تصمت عن قصف منازلهن، تشريدهن، تعذيبهن واغتصابهن".

يذكر أن مجلة "فوربس" صنفت أوبرا وينفري عام 2005، في المرتبة الـ 9 بين أكثر 20 شخصية نسائية تأثيرًا في وسائل الإعلام، واستضافت من خلال برنامجها الحواري الشهير عددًا كبيرًا من الشخصيات العالمية، كما أثارت مواضيع إنسانية مهمة، وهي تمتلك اليوم قناة "أوبرا وينفري أون" التلفازية، وتشغل منصب رئيستها التنفيذية، كما أصبحت أول امرأة من أصل أفريقي تحصل على جائزة "غولدن غلوب" فخرية، عن كافة أعمالها.


دلالات
المساهمون