"سيرة الدم" في تونس

20 أكتوبر 2018
يُخرج العمل البريطاني، بيتر ويبر (روب لود/Getty)
+ الخط -
تنطلق، في 26 من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، عمليات تصوير المسلسل العربي التاريخي الجديد "سيرة الدم" في تونس، الذي يقوم بإخراجه الفنان البريطاني بيتر ويبر، وهو من تأليف الكاتب المصري محمد سليمان عبد الملك. وذكر الممثل السوري محمود نصر أنه سيشارك في المسلسل مع مجموعة من الفنانين السوريين، أمثال كندة حنا، ورشيد عساف، وحسن عويتي، ورنا شميس، بينما تجري عمليات التفاوض مع ممثلين آخرين لتجسيد بقية الشخصيات. ويسرد هذا العمل التحولات الكبرى لتاريخ المنطقة منذ معركة "جالديران" بين العثمانيين والفرس، ومن ثم بين العثمانيين والمماليك في معركة "مرج دابق"، على أن يكون العمل جاهزاً للعرض على نتفلكس، والمحطات العربية في رمضان المقبل.

قدمت الدراما السورية في رمضان الماضي عملين تاريخيين فقط، أولهما "هارون الرشيد" للكاتب عثمان جحى والمخرج عبد الباري أبو الخير، وبطولة قصي خولي، وكاريس بشار.. وثانيهما هو "المهلب بن أبي صفرة" للكاتب محمد البطوش، والمخرج محمد لطفي، وبطولة معتصم النهار، وديمة قندلفت. لم يحظ مسلسل "الرشيد" بالنجاح الذي كان منتظراً بعد أن شابته مغالطات تاريخية، بالإضافة إلى الأخطاء الفنية التي كان ضيق الوقت والسرعة في التنفيذ من أسبابها الرئيسية، فيما لم يحظ "المهلب بن أبي صفرة" بانتشار عبر المحطات التلفزيونية، ما أفقده فرصته في تقييم النقاد.

وهذه المرة الأولى التي يقوم فيها المخرج البريطاني بيتر ويبر بتولي إخراج مسلسل عربي، رغم قيامه سابقاً بإخراج أفلام ملحمية، مثل فيلم "الإمبراطور" (2012) عن الأيام التي تلت استسلام اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية عندما قرر الجنرال دوغلاس ماكارثر وفريقه عدم ارتكاب جرائم حرب ضد الإمبراطور هيروهيتو، وعلاقة الحب التي تنشأ بين الجنرال الأميركي بونر فيلرز وطالبة يابانية اسمها آيا، سبق أن التقى بها في الولايات المتحدة، كما سبق أن أخرج ويبر الفيلم الشهير "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي" عام 2003 الذي لعبت دور البطولة فيه الفنانة سكارليت جوهانسون، وقصته مستوحاة من لوحة "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي" للفنان الهولندي يوهانس فيرمير.



أما مسلسل "سيرة الدم" فهو تجربة جديدة للمخرج، باعتباره عملاً تلفزيونيا وليس سينمائياً، بالإضافة إلى تناوله حقبة تاريخية وبقعة جغرافية بعيدة عنه، فهو يركز على الصراعات التي كانت دائرة في القرن السادس عشر بين كل من العثمانيين والفرس والمماليك، والتي انتهت بفرض العثمانيين سيطرتهم على بلاد الشام وانطلاقهم باتجاه مصر، وذلك بعد معركة "مرج دابق" التي وقعت في المنطقة الواقعة قرب حلب بين السلطان العثماني سليم الأول، وسلطان المماليك "قانصوه الغوري"، وذلك بعد معركة "جالديران" التي انتصر فيها العثمانيون على قوات الدولة الصفوية بقيادة إسماعيل الأول، بعد أن أظهر المماليك تخاذلهم أمام العثمانيين الذين كانوا حلفاءهم، إذ حث السلطان سليم الأول، سلطان المماليك قانصوه الغوري على التحالف معه للوقوف في وجه أطماع الصفويين بدمشق وحلب، لكن الغوري لم يكتفِ برفض هذا التحالف، بل وقام بإرسال رسالة شكر لعلاء الدولة التركماني على مهاجمته مؤخرة القوات العثمانية، وعندما علم السلطان العثماني بخيانة المماليك أرسل لقانصوه الغوري وفدا يطلب منه الدخول في طاعة السلطان، ولكنه رفض، وأغلظ معاملة الوفد، فما كان من سليم الأول إلا أن شن عليهم هجوما في "مرج دابق"، استطاع العثمانيون بعده الدخول إلى دمشق.
وأخيراً، تتوقع معظم المصادر الصحافية التي تناولت هذا المشروع أن يحقق نجاحاً كبيراً. فلننتظرْ ونَرَ.
المساهمون