الثوب الواحي: تقليدٌ أزالته الثياب الجاهزة

15 يناير 2016
من تصاميم الاردنية آيات عن getty
+ الخط -
لزمن طويل جداً؛ كان زي المرأة التقليدي في الواحات المصرية، أي في مناطق سيوه والداخلة والخارجة والفرافرة، يعرف بتصميماته المميزة، وتطريزاته اليدوية البارزة، وألوانه الزاهية وعملاته المعدنية المتدليَّة منه. ومع هجوم المدنيَّة تأثرت هذه الصناعة اليدوية كثيراً لصالح الملابس الجاهزة والمستوردة. وصار العائد المادي من وراء المهنة، لا يتناسب مع الوقت الطويل الذي يستغرقه إنتاج الثوب الواحد وتكلفته، من قماش وخيوط وصباغة وصبر على تطريزه.

إقرأ أيضاً:العباءة العراقية.. تراث قديم يصارع من أجل البقاء

صُنَّاع الثوب الواحي أصبحوا نادرين، بعد أن كانت المرأة الواحية في الماضي تصنع ثوبها بنفسها، بل إنَّ توزيع المنتج اليدوي لم يعد محليَّاً، فهو يذهب إلى القاهرة، حيث يُقبِل عليه الغرباء والسائحون أكثر من بنات الواحات اللاتي أصبحن لا يلبسن ثوبهن التقليدي، إلا في ليلة الحنة التي تسبق العرس، ليلتقِطْن بعض الصور التذكاريَّة.

يُصْنَع الثوب الواحي من قماش "الدكرون" أو "الستانيه"، ويكون معظم التطريز عبارة عن تشكيلات تبدأ بكثافة في منطقة الصدر، وتسمى "السدى"، وتقلُّ كثافة التشكيلات في باقي الثوب. بينما يُسمَّى المطرز في جنبي الثوب بـ"الجنبية"، كما يُسمَّى شغل الأكمام بـ"الطوالع"، أما تطريز ظهر الثوب فيكون خفيفاً.

وترصَّع منطقة الصدر بمجموعة من العملات المعدنية الفضية تسمّى بـ "القرش صاغ"، ويتحصّلون عليها من الأثواب القديمة، لذلك، فالقروش صارت نادرة، وهي من أهمّ ما يميّز الثوب الواحي. وفي الماضي، كانت قيمة الثوب تزداد بكثرة تلك العملات المعدنيَّة. كانت القروش متداولة في النصف لأول من القرن الماضي، وقد كتب على بعضها "ضرب في مصر سنة 1223" وبعضها مكتوب عليه "ضرب في الأقصر". ويقال بأنَّ السبب في ترصيع الثوب بهذه العملات الفضية، هو أن بريق تلك العملات يجذب النظر ويدفع الحسد.

التشكيلات الزخرفيَّة في الثوب الواحي ارتجاليَّة، ولا تشيرُ إلى أي رموز معيّنة، نستطيع منها مثلاً التمييز بين الفتاة العذراء والسيدة المتزوجة، كما هو الحال في الثوب السيناوي، وهي تشكيلات بسيطة متوارثة، عبارة عن غُرز "عريجة" طولية وعرضية تتقاطع في نقاط معينة لتعطي شكلاً يقارب المستطيلات الممطوطة والمنتظمة كالسلسلة. لكن يفسر بعض الدارسين تلك التشكيلات بأنها وليدة البيئة في الواحات كأعمدة المعابد القديمة والنخيل.

ومن نماذج الثوب الواحي "الثوب المجدل"، وهو في العادة ترتديه المرأة الشابة، وهو كثير الزخارف والألوان. و"ثوب بسفرة" كثير التطريز، و"ثوب بسفرة" قليل التطريز، الذي تلبسه المرأة المسنة. أما عن الألوان، فاللون الأحمر هو لون المناسبات السعيدة، بينما اللون الأخضر هو لون ثياب الحداد.

إقرأ أيضاً:البروكار الدمشقي.. صناعة قماش الملكات مهدّدة بالانقراض
المساهمون